الغد
قد يحصل مستخدمو تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة على فرصة جديدة لتفادي خطر الحظر، بعدما أعلنت إدارة ترامب أنها توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الصين بشأن ملكية منصة الفيديو الاجتماعي الشهيرة.
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قال في مؤتمر صحفي بعد انتهاء الجولة الأخيرة من محادثات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم في مدريد، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الصيني شي جينبينغ سيتحدثان يوم الجمعة ربما لإتمام الاتفاق. وأوضح أن الهدف من الصفقة هو تحويل ملكية التطبيق إلى أميركية.
ولم يكشف بيسنت عن شروط الاتفاق، مشيراً إلى أنه بين طرفين خاصين، لكنه أضاف أن "الشروط التجارية قد تم الاتفاق عليها".
ما هو مضمون الصفقة؟
المعروف حتى الآن قليل جداً، بما في ذلك هوية الشركات المعنية وما إذا كانت الولايات المتحدة ستحصل على حصة في تيك توك.
وقال لي تشينغغانغ، ممثل التجارة الدولية الصيني، إن الجانبين توصلا إلى "توافق إطار أساسي" لمعالجة قضايا تيك توك بشكل تعاوني، وتقليص الحواجز الاستثمارية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وفقًا لوكالة أنباء الصين الرسمية شينخوا.
شركة أوراكل طُرحت كأحد المشترين المحتملين للتطبيق، لكن ممثليها لم يردوا فوراً على طلب للتعليق يوم الاثنين.
وفي مدريد، قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير إن الفريق كان "مركزًا جدًا على تيك توك وضمان أن تكون الصفقة عادلة للصينيين"، وأيضًا "تحترم بشكل كامل المخاوف الأميركية بشأن الأمن القومي".
من جانبه، قال وانغ جينغتاو، نائب مدير لجنة شؤون الفضاء الإلكتروني المركزية في الصين، إن هناك توافقًا بشأن السماح باستخدام "حقوق الملكية الفكرية مثل خوارزمية تيك توك"، التي كانت نقطة خلاف رئيسية في الصفقة. كما اتفق الطرفان على إسناد معالجة بيانات المستخدمين الأميركيين وأمن المحتوى إلى شريك محدد.
التمديدات مستمرة
رغم عدم وجود أساس قانوني واضح لذلك، واصل ترامب تمديد المهلة النهائية لتجنب حظر تيك توك في الولايات المتحدة. ويمنح ذلك إدارته المزيد من الوقت للتوصل إلى صفقة تجعل المنصة مملوكة أميركياً. الموعد النهائي التالي هو 17 سبتمبر، وقد لمح ترامب بالفعل إلى أنه سيمدد المهلة إذا لزم الأمر.
ليس من الواضح إلى أي مدى يمكن لترامب الاستمرار في تمديد الحظر فيما تستمر المفاوضات بشأن ملكية التطبيق الذي تملكه شركة بايت دانس الصينية. ورغم غياب الأساس القانوني، لم تُقدَّم أي طعون قضائية ضد الإدارة حتى الآن.
ترامب، الذي انضم إلى تيك توك العام الماضي، حصد أكثر من 15 مليون متابع، وأرجع لنفسه الفضل في استخدام المنصة لكسب تأييد الناخبين الشباب، قائلاً في يناير الماضي إنه لديه "مكانة دافئة تجاه تيك توك".
كيف يرى الأميركيون تيك توك؟
حالياً، يواصل تيك توك العمل لمستخدميه الـ 170 مليون في الولايات المتحدة. وتم إقناع عمالقة التكنولوجيا مثل آبل وغوغل وأوراكل بمواصلة عرض التطبيق ودعمه مقابل وعد من وزارة العدل الأميركية بعدم استخدام القانون لفرض غرامات باهظة ضدهم.
ويبدو أن الأميركيين منقسمون أكثر من أي وقت مضى بشأن كيفية التعامل مع تيك توك.
فقد أظهر استطلاع حديث لمركز بيو للأبحاث أن نحو ثلث الأميركيين قالوا إنهم يؤيدون حظر تيك توك، انخفاضاً من 50% في مارس 2023. فيما عارض نحو الثلث الحظر، وقالت نسبة مماثلة إنها غير متأكدة.
ومن بين الذين أيدوا الحظر، ذكر حوالي 8 من كل 10 أن قلقهم الأساسي يتعلق بأمن بيانات المستخدمين واحتمال تعرضها للخطر.
لماذا تريد الولايات المتحدة تخلّي الصين عن ملكية تيك توك؟
في فترته الرئاسية الأولى، قاد ترامب حملة لحظر تيك توك، معتبراً أنه يمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي. لكن موقفه تغيّر بعد عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، إذ وقع في يومه الأول أمراً تنفيذياً لإبقاء التطبيق قيد التشغيل.
أما في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، فقد استخدم الكونغرس والبيت الأبيض مبررات الأمن القومي للموافقة على حظر تيك توك في الولايات المتحدة ما لم تبع الشركة الأم الصينية حصتها المسيطرة.
وكان المسؤولون الأميركيون قلقين من جذور شركة بايت دانس وارتباطها بالقوانين الصينية التي تجبر الشركات على تسليم البيانات عند طلب الحكومة.
كما شكّل الخوارزمية الخاصة بالتطبيق — التي تحدد ما يشاهده المستخدمون — مصدر قلق رئيسي آخر.- وكالات