عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Mar-2023

صراع الكبار على النفوذ*احمد ذيبان

 الراي 

نلعن أميركا ليل نهار بسبب دعمها غير المحدود للكيان الصهيوني وسياساتها الخارجية الامبريالية، وتأمل الشعوب المقهورة والمظلومة أن يتقلص نفوذها، وأن يتعدد الاقطاب في هذا العالم بوجود منافسين كبار يستطيعون تحجيم دور ونفوذ واشنطن، لكي يحدث توازن في العلاقات الدولية. وفي هذا الصدد يتم الحديث عن دور مفترض لكل من روسيا باعتبارها ثاني قوة عسكرية من حيث الترسانة النووية، والصين التي أصبحت قوة اقتصادية صاعدة بسرعة تسبب القلق لواشنطن!.
 
لكن ثمة معطيات واقعية لا يمكن إنكارها، لعل أهمها القوة العسكرية الأميركية الهائلة، حيث تنتشر قواعدها العسكرية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، ويزيد عددها عن ألف قاعدة وفق بعض المصادر العسكرية، وبضمنها عشر دول عربية. والمفارقة أنه يوجد قاعدة عسكرية أميركية في سوريا منذ سنوات طويلة، رغما عن إرداة النظام السوري بذريعة محاربة داعش، في الوقت الذي يوجد في هذا البلد قواعد روسية بدعوة من نظام الاسد، وثمة تنسيق بين الاميركان والروس لكي لا يحدث أي تماس بين قواتهما..!
 
واستخدمت القواعد الموجودة في الدول العربية فيما سمي الحرب على الارهاب، وخلال الغزو الاميركي للعراق عام 2003، وفي عمليات عسكرية نوعية بعد ذلك، ومنذ سقوط حائط برلين عام 1989، أنشأت الولايات المتحدة 35 قاعدة جديدة، بين بولندا وباكستان بالاضافة إلى التي أنشأتها في العراق. وخلاصة القول إن هذه القواعد مرتبطة بأجندة سياسية معينة تسعى لتحقيقها.
 
كما تمتلك الولايات المتحدة قدرات اقتصادية وصناعية متنوعة، ونفوذا ماليا طاغيا يتمثل بسلطة الدولار التي تجتاح العالم، ولم تبرز بعد عملة تستطيع التقليل من قوته، حتى اليورو.. العملة الاوروبية الموحدة لا يزال تداوله الأساسي محصور داخل دول الاتحاد الاوروبي.
 
ماذا لو لم توجد أميركا التي اعتبرها «أكبر مستوطنة «في التاريخ؟ حيث جاء سكانها مهاجرين من مختلف انحاء العالم، بعد إبادة السكان الأصليين «الهنود الحمر»، وأصبحت أكبر دولة امبريالية في التاريخ المعاصر، وأزاحت من طريقها نفوذ الدول الاستعمارية المعروفة مثل بريطانيا وفرنسا.
 
لو لم تولد هذه المستوطنة الهائلة، من المؤكد أن قوة أخرى امبريالية ستصعد وتحتل مكان الصدارة في قيادة العالم، هذه هي مسيرة الأمم منذ نشأت الدول والامبراطوريات، كان دائما هناك صراع على النفوذ بين الكبار، لإخضاع الاخرين والاستحواذ على ثرواتهم. ولنتخيل العالم بدون ما انتجته أميركا من صناعات متقدمة في مختلف المجالات، واختراع التكنولوجيا الرقمية وشبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي!.
 
ورغم ما ترفعه اميركا من شعارات عن حقوق الانسان والديمقراطية والدفاع عن الحريات، لكن تاريخها حافل بالجرائم المروعة ضد الانسانية، بدءا من إبادة الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين من قبل المحتلين الأوربيين الذين أسسوا أميركا، عندما حط المستكشف الاسباني كريستوفر كولومبس قدميه على أراضي القارة الأميركية عام 1492م، ثم جريمة قصف اليابان بالقنابل النووية في نهاية الحرب العالمية الثانية، مرورا بحرب فيتنام وغزو العراق وافغانستان وما ارتكبته قواتها من جرائم خلالهما، وفي صدارة الجرائم الاميركية دعمها ورعايتها للاحتلال ?لصهيوني لفلسطين، بكل ما يرافق ذلك من قمع وجرائم عنصرية.