عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Oct-2019

”الجندرة“.. کیف انتشر مفهوم النوع الاجتماعي؟
عمان-الغد-  على الرغم من وجود علاقة بین دور كل من المرأة والرجل، إلا أن مفھوم النوع الاجتماعي ”الجندر“ كمصطلح یعد حدیث العھد في عالمنا العربي؛ حیث بدأ انتشاره على الساحة العربیة بالثمانینیات والتسعینیات من القرن العشرین.
انتشر مفھوم النوع الاجتماعي في الغرب في القرن التاسع عشر من خلال ثلاث موجات نسویة التوجھ (Feminism (ظھرت في أمیركا الشمالیة، ومن ثم انتقلت إلى أوروبا الغربیة العام 1988؛ حیث طالبت النسویات بالمساواة بین الرجل والمرأة في الواجبات والحقوق، لذلك فھو مفھوم یعد غربي الجنسیة وشرقي الملامح.
مفھوم النوع الاجتماعي ”الجندر“
یُطلق مصطلح النوع الاجتماعي ”الجندر“ على العلاقات والأدوار الاجتماعیة والقیم التي یحددھا المجتمع لكل من المرأة والرجل، وتتغیر ھذه الأدوار والعلاقات والقیم وفقا لتغیر المكان والزمان، وذلك لتداخلھا وتشابكھا مع العلاقات الاجتماعیة الأخرى مثل: الدین والطبقة الاجتماعیة والعادات والتقالید والعرق والبیئة والثقافة والإعلام.
النوع الاجتماعي یجب أن یترادف معھ مصطلحا تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعیة. نقصد بتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعیة المساواة جمیعا بین الرجل والمرأة في جمیع النواحي، إن كانت سیاسیة أو ثقافیة أو اجتماعیة أو اقتصادیة، ونقصد بھ أیضا الحد من التمییز القائم على الجنس.
الفرق بین الجنس والجندر
الجنس ھو مجموعة الخصائص البیولوجیة والفسیولوجیة الخاصة بكل من الذكر والأنثى حسب منظمة الصحة العالمیة، فالجنس یبین الاختلاف البیولوجي (الكروموسومات والھرمونات) الذي یُمیز الذكر بالإخصاب، ویُمیز الأنثى بوجود الرحم، وما یترتب على ذلك من الحمل والولادة، وبالطبع اختلاف شكل الأعضاء التناسلیة الخارجي، وفقا لمنظمة الصحة العالمیة.
النوع الاجتماعي أو ”الجندر“ ھو الأدوار والسلوكیات والأنشطة والصفات المحددة اجتماعیا، بحیث یعتبرھا مجتمع ما مناسبة للنساء أو الرجال. یتم بناء النوع الاجتماعي من خلال التنشئة الاجتماعیة، وتختلف من مجتمع إلى آخر حسب العادات والتقالید والقیم والمعاییر والاتجاھات ومستوى المساواة بین الجنسین والعدالة في تكافؤ الفرص، كما یمكن تغییرھا وتعدیلھا.
أدوار الجندر
الأدوار التي یحددھا المجتمع للمرأة والرجل معا، تُكتسب من خلال التنشئة الاجتماعیة، وتتغیر بمرور الزمن وتتباین داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى:
الدور الإنجابي: لا یرتبط إنجاب الأطفال والحمل والولادة فقط بالمرأة، بل ینتج عن ھذا الدور عدد من المسؤولیات المشتركة والمھام المنزلیة والعائلیة، والتي یقوم بھا المرأة والرجل معا، مثل مسؤولیة تنشئة الأطفال ورعایتھم وتربیتھم وغیرھا من الأعمال المنزلیة.
الدور المجتمعي: یعد الدور المجتمعي امتدادا للدور الإنجابي، ویمتد من الاھتمام العائلي إلى الاھتمام المجتمعي. یتوزع ھذا الدور بین المرأة والرجل على حسب الثقافة المجتمعیة، ویؤدى ھذا الدور بشكل تطوعي للمساھمة في تطویر المجتمع.
الدور الإنتاجي:وھي الأدوار التي یقوم بھا كل من النساء والرجال مقابل أجر؛ ویشتمل على الإنتاج وجلب الدخل سواء كان في السوق أو في المنزل. تفید مؤشرات الفجوة الجندریة الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2018 إلى وجود أربعة محاور رئیسیة للمرأة في العالم وھي: الصحة والتعلیم والمشاركة السیاسیة والتمكین الاقتصادي.
وتشیر الأرقام إلى أن نسبة مشاركة المرأة في السیاسة والاقتصاد متدنیة، بینما نسبة ً مشاركتھا في قطاع الصحة والتعلیم مرتفعة؛ بناء على ھذه المؤشرات یجب التصدي لھذه الفجوة وإیجاد حلول لرفع نسبة مشاركة المرأة في القطاعین الاقتصادي والسیاسي، كما یجب زیادة دور المرأة في عملیة اتخاذ القرار وتخفیض الفروقات في الأجور بین المرأة والرجل وتعدیل الأنماط الاجتماعیة والثقافیة التي تحكم سلوك المرأة والرجل بھدف القضاء على الفجوات الجندریة.
الدور السیاسي: احتكر الرجال المناصب السیاسیة والقیادیة ومراكز اتخاذ القرار في العالم، وما یزال دور المرأة في ھذا المجال مقیدا ونسبة مشاركتھا ضئیلة.
النوع الاجتماعي لا یختص بالمرأة فقط، ولا بالجنس ولا بالسیطرة على الرجل ولیست حركة تھدف لتدمیر العائلة، ولا لنقض القیم والعادات والتقالید المجتمعیة، ولا یعني أیضا تخلي المرأة عن رعایة أطفالھا ولا ترك أنوثتھا؛ بل نعني بالنوع الاجتماعي أدوار وحقوق وواجبات وممارسات المرأة والرجل في المجتمع.
المرأة والرجل جسدان بروح واحدة؛ لأن الكون قائم على ثنائیة المرأة والرجل، والله خلق البشر على ھیئة نوعین وجنسین ھما ذكر وأنثى، ولا یستطیع الكون أن یقوم على جنس واحد یستقوي على الآخر. كما یجب تعزیز التنشئة الاجتماعیة والمساواة بین الجنسین والعدالة في تكافؤ الفرص، وإدراك أن أدوار النوع الاجتماعي ناتجة عن ثقافة المجتمع ویمكن تغییرھا للرجل والمرأة.
الدكتورة ھبة حدادین
مدربة وخبیرة جندر
مجلة نكھات عائلیة