عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2019

تلولَحِي يا دالية - المهندس عامر عليوي
 
الدستور - تلولحي يا دالية ... يا ام غصون العالية ... تلولحي عرضين وطول ... تلولحي لقدر أطول
مش عارف ليش وأنا اتناول افطاري لهذا اليوم بدأت اردد كلمات أغنية «تلولحي يا دالية» الامر الذي دفعني للبحث عن خفايا مشاعري لترديد كلمات هذه الاغنية.
أغنية تلولحي يا دالية هي من الاهازيج الشعبية لزفة العريس، والتي كنت اسمعها منذ أيام الطفولة أيام ما كنت ساكن بالحارة الغربية «حارة الحُفَّا» -هذا مصطلح له معانيه ويعرفه جيداً سكان مدينتي الحصن-  بس كبرت شوي ودخلت الجامعة لاحظت ان بعض من الزملاء عندما يشاهدون شب نحيف وطويل يشبهوه بعروق الدالية (شجرة العنب)، بس كبرت، كبرت معنا القصة وتطورت وصار المجتمع يرددها كثيرا للتهكم على الواقع الذي نعيشه نتيجة عجز حكومات وادارات مختلفة عن تحقيق التنمية المستدامة، التي أصبحت مجرد شعارات رنانة لن تمكننا من تذوق العنب ولا حتى الحصرم، فاصبحنا نناجي الدالية لكي تَتَلَوْلَح مؤملين منها ان تقترب منا لمسافة نستطيع منها ان نقطف ثمار العنب اللذيذة دون أي جهد،،،ولكن هيهات هيهات!!!!
المسألة بالمختصر سوء إدارة *** ما كل ولد فلان يملا هدومه
وما كل مناسب بالمكان المناسب *** كم واحد أطول من مقاسه كمومه
صرح العديد بان مشكلة الأردن هي في الإدارة، إدارات عجزت عن تحقيق المأمول منها فأصبحنا نعيش واقعاً وليس غناء كلمات اغنيتنا التراثية «تلولحي يا دالية» سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او التعليمي او الصحي او الخدماتي، فكلها تميل باتجاه المْلولَحَة، والكل يردد تلولحي يا دالية، فالزفة لم تنتهِ، تلولحي الى أقصى مدى، حكومات رغم تصريحاتها لتحسين واقع الاقتصاد ومحاربة الفقر والبطالة والسعي لإصلاح واقع التعليم العالي  وتنظيم موارد الدولة وتحديد الأولويات، والوعد بالخروج من عنق الزجاجة الا انها ما زالت تَتَلولَح عاجزة عن تحقيق اصلاح فاعل وتنمية مستدامة، غيرُ قادرةٍ على ان ترفع عن الشعب معاناته من فقر وبطالة وتدني لمستوى خدماته ومعيشته.
إن غياب العمل حول تحديد الأولويات وانعدام خلق الاستراتيجيات والقواعد الأساسية لها، ووضع الخطط التنفيذية وتحديد مؤشرات الأداء ومراجعة نسبة التنفيذ سيبقي (الدالية) تَتَلَوْلَح يُمنة ويُسره، وإن لم نسارع في مسك المقص لتقليم أطراف الدالية وإن لم نحدد قوانين وجهتها، أو المكانة التي يراد لها أن تستقر فيها، لكي يبقى معرّشها فسحةً لسعادتنا، ومتسعاً للبهجة في حياتنا ولنقطف ثمارها العسلية الطعم والمذاق، فإننا سنبقى سنردد تلولحي يا دالية.
*جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية