عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2019

فوق الشعب .. - محمد سلامة

 

الدستور - الطبقة السياسية تتقلب على المناصب الوزارية والإدارية والأمنية في بعض الدول، وترى نفسها فوق الشعب، وترفض التعاطي مع حراكات وثورات الشعوب ضدها، وتتصرف وكأنها هبة الله للجميع ،ولا يجوز الخروج عنها، وفي هذه الزاوية نحدد أسباب عدم تعاطيها مع جيل الشباب الثائر،  ورفضها التعايش مع مؤسسات ديمقراطية حقيقية:--
-- الاستنساخ..ظاهرة طاغية في مفاصل كثير من الطبقة السياسية والاقتصادية في بعض الدول، مع اختلافات محدودة هنا وهناك، وقد حصنت نفسها بدساتير وقوانين وأنظمة لا تسمح بخروجها من المشهد نهائيا، وترى أن الحكم هو الضمان الوحيد لهيمنتها على الشعب ومقدراته، ولهذا استباحته في ماله وحاله ،واوجدت لنفسها مراكز ونفوذ ولوبيات و...الخ ،وقامت باستنساخ أجيال لها بنفس المواصفات والمقاييس عالية الجودة في السيطرة لتبقى فوق الشعب.
-- «شعار كلن يعني كلن « ..هذا الشعار تبناه القائمون على حراك لبنان، وطالبوا برحيل جميع الطبقة السياسية الراهنة باعتبارها مسؤولة عن الهاوية التي ألمت بلبنان، فأكثر من (80) مليار دولار جرى استدانتها من البنوك الدولية،  وأضحت موارد الدولة لا تفي بسداد الفوائد، ويتحمل المسؤولية من هم فوق الشعب ،وممن تناوبوا على الحكم من الطبقة السياسية  التي باتت مهترئة الوجوه لا تعرف كيف تواجه جيل الشباب الثائر ضدها، فتارة تحاول اجهاضه بالخوف والقوة الأمنية وتارة بالوعود الكاذبة بالتغير ودعوته لقبول فترة محدودة لتعديل القوانين والأنظمة والبدء بمرحلة جديدة، لكن القائمين على الحراكات يدركون ضرورة ازاحتها من المشهد ،والاتيان بمن هم من الشعب وليس بمن فوق الشعب من الطبقة السياسية الحاكمة ليتولوا ادارة البلاد والعباد.
-- الشعب الانتقالي..هكذا كانت الطبقة السياسية في بعض البلاد تصف الأجيال الشابة، وترى أن أحكام سيطرتها ونفوذها واغراق البلاد في رزمة ملفات داخلية والقبول بالتقسيمات لثروات البلاد وللمناصب وللمحاصصة يجعل من الأجيال المتلاحقة، شعبا انتقاليا لا يمكنه تغيير الواقع،  وهكذا يتم ترسيخ قواعد الطبقة السياسية فوق الشعب وللابد.
-- حراكات وثورات الشعوب العربية تريد إزاحة الطبقة السياسية والاقتصادية في جميع مراكز الدولة، وتريد أن يحكم الشعب ممن هو من الشعب ، وتريد إزاحة القوانين والأنظمة البالية ومحاسبة جميع المتورطين بنهب المال العام من الطبقة السياسية فالمعركة ممن فوق الشعب وتحت الشعب ستتواصل ، ولا أحد يمكنه قراءة نهايات اللعبة خاصة أن حلفاء الطبقة الحاكمة في تلك الدول مرتبطون بالخارج ويستنجدون للمساعدة أو السماح باجهاض الجيل الثائر على مصالحهم ومصالح حلفائهم في الخارج.