الغد-عزيزة علي
صدر عن دار "العائدون للنشر والتوزيع" رواية بعنوان "أسطورة ليلو وحتن... حكاية عشق كنعاني" للكاتب محمود عيسى موسى. وجاء الكتاب في 128 صفحة، بلوحة غلاف من المؤلف الفنان نفسه.
وفي مقدمته للرواية يقول موسى: "ليلو غير موجودة.. حتن غير موجود.. الطفولة الهالكة في بؤسها العفوي المقصود تقول عكس ما أقول: ليلو موجودة وحتن موجود.
الأسطورة موجودة تحت حجر النمل فوق صدر طبريا وأنا أراه كل يوم وليلة من برج أم قيس.
من هنا تماما، بدأت فكرة صياغة الكتابة لهذه الأسطورة، على الخط الاستوائي للعقل، رغم ضعف المصطلح في تحديد الجغرافيا.
بالتحديد المبالغ في دقته، بدأت في اللحظة التي هبطت فيها ليلو بين خطي عرض 032-53-032، وخطي طول 31-035 و 40-035.
تململ حتن الحراث داخل حتن الصيدلاني، ليؤكد لعنة العشبة الطبية أو يلغيها.
قال الصيدلاني: "كيف لي أن أركب تركيبة مرتاحة ولدي في الحواقل الصغيرة بقايا من الأرواح Spirits."
المادة الأولى روح حتن الحراث: ثمانية وأربعون غراما.
المادة الثانية الروح العليا لربة الحراث ليلو: سبعة وستون غراما.
المادة الثالثة الوفيرة في صيدليته: السواغ الذي يحمل الأرواح، وهو ليس روحا ولا مادة توزن بالمقادير. هو روح عجز الصيدلاني أمامه، وينام كل الذين لا يفقهون المقادير والمكاييل.
لك الله يا حتن الصيدلاني.
كيف ستركب؟
الملاءة البيضاء هي التي تركب.
ركب.
لأن الذي يأتي لا يركب على هامة صيدلاني. قال حتن الصيدلاني الذي يرتدي ملاءة الياسمين.
"اعتد بتركيبة ليست لي".
قال حتن الذي يرتدي ملاءة الحراثة: "أنا مركب دعوني أتفاعل".
فوجئ الصيدلاني بمركباته.
كذلك فوجئ حتن الحراث.
اهتزت زنابيط بصل أم قيس.
اهتز حنون المرج.
اهتز مجهر الصيدلاني.
قال الصيدلاني: "ليلو وحتن أسطورة تركب".
يجب أن تركب.
وأما مركبها".
وفي كلمة الغلاف الأخير، كتب محرر دار العائدون عمر شبانة: "هما عاشقان من فلسطين، وربما من أي بقعة على وجه الأرض، تعشق الجمال والحرية والخصب، أيضا، لكنهما منحوتان بروح أسطورية كنعانية معاصرة، يقدمهما المبدع المتعدد محمود عيسى موسى، في رؤية خاصة به، ولكن بوصفهما يجسدان معا روح العشق والجمال والحرث والخصب. ليلو آلهة العشق الشهية المشتهاة، وحتن الحراث العاشق والمعشوق المشتهى في آن واحد. يعيشان العشق والحب بأبعادهما المتنوعة والمتعددة.
من هذا كله، ومن غيره، يصنع العاشقان أسطورتهما الجديدة والمتجددة عبر الأزمنة والأمكنة، الحب الذي يتضمن الجسد والروح، كما يشتمل على مقاومة أشكال الظلام وألوانه، والتحدي في وجه عناصر الظلم والقهر والموت، مع الاستعانة بعناصر الخير في الطبيعة، والاتكاء على الموروث من البيئة الريفية والفلاحية، من النباتات والأزهار والمعادن الثمينة التي تشتهر بها قرى فلسطين وبلاد الشام (سورية الكبرى الحضارية).
ومن هذا كله، ومن سواه أيضا، يخلق مؤلف هذه الأسطورة وصانعها، عوالمها وملامحها ومناخاتها الأسطورية، على غير مستوى، خصوصا على مستوى طبيعة الشخصية الملحمية؛ ملحمية في حبها للحياة والحب والخير والجمال، وفي لغتها ومفرداتها الأقرب إلى العامية/ المحكية، ولكن الجذور الكنعانية ذاتها والفينيقية والآرامية وغيرها، ليكون النص على هذا القدر من الخصوصيّة والتمايز، بهويته الفلسطينية الإنسانية، فضلا عن هويته الإبداعية، وتقنياته وأدواته وعناصره المسرحية، إضافة إلى شاعرية المبدع".
ويذكر أن الروائي محمود عيسى موسى، حاصل على إجازة في الصيدلة والكيمياء الصيدلية من جامعة دمشق، وهو فنان تشكيلي أقام العديد من المعارض الفنية، وصدر له العديد من المؤلفات في مجال النقد والروائية في مجال الرواية صدر له "حنتش بنتش"، "مكاتيب النارنج"، "بيضة العقرب- السيرة السرطانية"، و"الشمبر"، وصدر له كتاب بعنوان "محمد مريش"، وهو سيرة ونقد تشكيلي، وكتاب "هاملت المعاكس"، قراءات في المسرح.