عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Oct-2019

العناد يورث الكفر - أيمن عبد الحفيظ

 

الدستور - مقولة «علي بن ابي طالب» رضي الله عنه .. إذا جادلت الجاهل غلبني وإذا جادلت العالم غلبته.. مقولة تنطبق الى حد كبير على البعض في المجتمع الذي يتمسك برأيه وافكاره التي هي في الاساس ليست نابعة من قناعته بل إملاءات من الاخرين ، او نتيجة لمعلومات ناقصة  او لعدم توفرها بالاصل.
فالاصل ان العناد يعد كفرا حيث انه  يورِّث الكفر واستقر المثل فى اذهان الناس دون أن يفتشوا عن أسبابه والذي يعود الى تاريخه عهود  قديمة  لأن العناد كان السبب  الرئيسي فى تمسك الأقدمين بالكفر، وصدهم عن سبيل الله، ومقاومة جميع الأنبياء والرسل محتجين عناداً بما وجدوا عليه آباءهم، غارقين محاصرين أنفسهم بهذا العناد .
وكان «العناد» المدخل لإغلاق وإيصاد العقول أمام دعوات الرسل والأنبياء.. وحينما يوصد الإنسان عقله، فإنه يتسلح بالعناد، والمعاندة، واشتهرت بذلك فرقة من السوفسطائية تسمى «العنادية».. ينكرون حقائق الأشياء، ويزعمون أنها وهم وخيال باطل.. ذلك أن من يوصد عقله لا يرى فى ذلك الإيصاد شيئاً ولا يجد فيه غرابة، فقد أغلق العقل الذى كان يمكن أن يطلعه على ما يميز به بين الصواب والخطأ!
وفي ايامنا الراهنة تجد لدى البعض عندا مقصودا في اي حديث مع الاخر سواء سياسيا ام اجتماعيا ام اقتصاديا .. الخ وعندما يضع الشخص المتحاور العنيد في زاوية لايستطيع الخروج منها اثناء الحديث بما لديه من معلومات مقنعة وتستند الى مراجع واحداث مشابهة للحالة التي هي معرض الجدال بينهما فإن العنيد غالبا ما يلجأ الى رفع صوته في الجدال وبذلك يثبت ضعف حجته امام خصمه او يعمد الى تغيير موضوع البحث والذي غالبا لا يفضي الى نتيجة تذكر، او إفتعال حدث ثانوي جانبي ما يلبث ان يحوله الى رئيسي يغلب النقاش حوله.
والعناد السلبي والذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط، وهو ما تجده لدى البعض ممن لا يملكون المعلومة او لا يسعون وراءها..
وبالمشاهدة والتجربة تستطيع أن تُميز بين نوعَين يَندرجان تحت العناد السلبي: عناد عقْلي، وهو ناتج عن غياب المعلومات والأحداث والوقائع والدلائل، بعكْس مَنطِق المعاند ورأيه ورؤيته، وليس لديه المصداقية في جميع ما يُطرح عليه من معلومات وحقائق، بل ويقاوم تصديقها.
 والآخر هو العناد النفسي، وهو الأعمُّ الأغلب، والعناد هنا لا يقوم على منطق، ولا يسانده دليل ولا حجَّة، بل هو نزعة عدوانية، وسلوك سلبي، وتمرُّد ضدَّ الآخَرين مهما كانت علاقة المعاند بهم.
واخيرا ادعو الله عزوعلا ان يديم الاردن ويحفظه من اي مكروه.
وللحديث بقية.