عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jan-2019

الزيارة الملكية الى بغداد.. محطة (مهمة وتاريخية) لمرحلة جديدة

 الراي-حاتم العبادي

جسدت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى بغداد أمس ولقائه كبار المسؤولين هناك، "محطة مهمة" في تعميق العلاقات التي تربط الاردن بجاره العراق، وان أهمية الزيارة الملكية تكمن في جوانب متعددة ومتنوعة وكذلك توقيتها، التي وصفها المسؤولون العراقيون بأنها "تاريخية".
 
وتعلن الزيارة الملكية الى بغداد عن إنطلاقة جادة وحقيقية لمرحلة جديدة بين البلدين الشقيقين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية وقضايا مصيرية مشتركة تتطلب تعاونا وتشاركا حقيقيا في مختلف المجالات، بما يعزز العمق الاستراتيجي لمصالح البلدين ومواجهة التحديات المشتركة سواء المحلية او الاقليمية. وتفتح الزيارة الملكية الى العراق أمس آفاقا واسعة امام البلدين لتجاوز تحديات المرحلة في ظل الظروف الامنية والسياسية في المحيط والمنطقة ككل، وهذا ما تجلى في طبيعة المباحثات المتنوعة التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني مع كبار المسؤولين العراقيين من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي و رئيس تحالف الإصلاح والإعمار في العراق عمار الحكيم، الذين اثنوا وثمنوا دعم الأردن لأمن واستقرار العراق والوقوف إلى جانب الشعب العراقي في تجاوز تحدياته السابقة وتحقيق تطلعاته بمستقبل مزدهر. وتكمن أهمية الزيارة الملكية الى بغداد ايضا من زواية التوقيت، إذ انها تأتي في ظل ظروف اقليمية ذات ابعاد وانعكاسات، تتجاوز الحدود وذات أبعاد دولية، ما يوجه بوصلة العلاقات المشتركة بين بغداد وعمان، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وتنوعت المباحثات التي أجراها جلالة الملك مع المسؤولين العراقيين، في جوانب متعددة، وابرزها السياسية والاقتصادية، بما يعزز تكاملية العلاقات المشتركة والبناء على المنجز منها، في سبيل خدمة مصالح البلدين والشعبين الاردني والعراقي.
 
فالمباحثات التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس العراقي تناولت أهمية الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والنقل والإنشاءات، الى جانب التطورات الإقليمية الراهنة، وضرورة مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا، التي تحكمها رؤية مشتركة بين الجانبين، خصوصا فيما يتعلق بالازمة السورية وضرورة التوصل الى حل سياسي لها يحفظ وحدتها.
 
الى جانب تناول جهود محاربة الإرهاب والتطرف، ضمن استراتيجية شمولية، تأخذ بعين الاعتبار التطورات التي تشهدها المنطقة، وضرورة ان تكون هنالك مواقف واضحة بهذا الملف.
 
وتشهد العلاقات الاردنية – العراقية زخما واضحا من التقارب الاستراتيجي، مثلته الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من الجانبين في الفترة الماضية، والتي توجت بالزيارة الملكية أمس، والتي يرى فيها العراقيون بأنها "محطة هامة" في مسارات الانخراط والتعاون المتبادل في المحيط العربي، بما ينعكس ايجابا على مصالح البلدين والقضايا العربية.
 
وتعزز تفاصيل المباحثات التي أجراها جلالة الملك مع المسؤولين العراقيين أهمية الزيارة، التي سيكون لها اثار ايجابية مباشرة في مسار التعاون المشترك بين البلدين سواء على الصعيد الثنائي او العربي او الاقليمي، خصوصا وان الاردن بقيادة جلالة الملك له مكانة لدى العراق على الصعيدين الرسمي والشعبي، وان المملكة تعد رئة العراق، والعراق هو رئة الأردن.
 
ورغم ان المباحثات ركزت على اهمية التعاون المشترك، إلا أنها ايضا تناولت الظروف الاقليمية المحيطة وضرورة التنسيق المشترك حيالها، بما ينعكس على تجسير الطريق نحو المضي قدما في العلاقات الثنائية وتعزيزها من خلال "تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية الكبرى المشتركة، خصوصا خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة، وتأهيل الطريق البري بين عمان وبغداد، وإنشاء المنطقة الصناعية المشتركة على الحدود بين البلدين"، بما ينعكس على "زيادة التبادل التجاري بين الأردن والعراق وإزالة المعيقات أمام دخول البضائع الأردنية إلى الأسواق العراقية والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين".
 
وتحمل الزيارة الرسمية لجلالة الملك الى بغداد امس ولقائه المسؤولين العراقيين هناك عناوين متعددة لمرحلة جديدة، تحمل في ثناياها وتفاصيلها خطوطا عريضة واضحة المعالم بين عمان- وبغداد ،عنوانها الابرز الارتقاء بالعلاقات الأردنية - العراقية إلى أعلى المستويات.