عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jun-2019

انعطافة ترامب الشدیدة لا تعبر عن نهایة الأزمة مع إیران - بقلم: عاموس ھرئیل
ھآرتس
الانعطافة التي قام بھا الرئیس الامیركي ترامب في قراره عدم مھاجمة إیران ردا على اسقاط
الطائرة الأمیركیة المسیرة، لیست بدایة النھایة للازمة في الخلیج الفارسي. وھي حتى لیست نھایة البدایة. الھجمات الایرانیة على اھداف لحلفاء الولایات المتحدة في الشرق الاوسط (في حادثة الطائرة المسیرة على ھدف امیركي) لم تحقق حتى الآن اھدافھا. في المقابل، طھران ایضا لم
تحصل على تجسید صارخ لثمن نشاطاتھا. لذلك، من المحتمل أن الخطوات الایرانیة ستستمر، سواء على ید منظمات تابعة لھا مثل المتمردین الحوثیین في الیمن أو الملیشیات الشیعیة في العراق أو عن طریق حرس الثورة نفسھ، بدون تحمل المسؤولیة الرسمیة. أمس جاءت تقاریر تقول إن الطائرات المسیرة التابعة للمتمردین الحوثیین في الیمن ھاجمت مطارین في السعودیة. ھجوم مشابھ قبل شھر تقریبا نسب في الغرب لایران.
الثناء الذي حصل علیھ ترامب بسبب امتناعھ المبرر بحد ذاتھ، عن تصعید المواجھة بواسطة ھجوم
عقابي كثیر الضحایا، لا یحل المشكلة التي تقف في مركز الازمة. طھران ترید اجبار واشنطن على تقلیص ضغط العقوبات الاقتصادیة علیھا. وواشنطن تربط ذلك بالعودة إلى المحادثات حول صیغة جدیدة للاتفاق النووي بشروط تكون أكثر قسوة على ایران. ھذه فجوة تبدو في ھذا الوقت من الصعب جسرھا. وفي غیاب حل من المعقول أن تواصل ایران الضغط، وربما بالذات في الوقت القریب.
من المعروف أن ایران لا ترید الحرب، التي فیھا لن تُدمر بشكل كامل حقا مثلما ھدد ترامب في
نھایة الاسبوع، لكن میزان القوى الذي ھو في غیر صالحھا، واضح تماما. ولكن یبدو أن شیئا مما فعلتھ الادارة الامیركیة حتى الآن لم یقنع الایرانیین بأنھ من الافضل لھم وقف الاستفزازات.
في تصریحاتھ لوسائل الاعلام بعد الغاء الھجوم عرض ترامب قراره كحسم المعضلة بین خیارین
فقط: إما المصادقة على الھجوم ضد انظمة الدفاع الجویة الذي كان یمكن أن یؤدي إلى موت 150
ایرانیا مثلما توقع خبراء البنتاغون وإما الغاءه. فعلیا عدد الخیارات الذي كان یقف امام الامیركیین،
كان أكبر.
الرئیس ھدد في یوم السبت في تغریدة لھ في تویتر بأنھ سیستخدم عقوبات اخرى ضد ایران، التي
لم یفسر طبیعتھا. ربما قصد ترامب الرد على نیة ایران اختراق خلال بضعة ایام العتبة المسموحة
لھا بامتلاك یورانیوم مخصب بمستوى منخفض. ضبط النفس الامیركي الذي تمثل في القرار بعدم
مھاجمة ایران بالقنابل والصواریخ من شأنھ أن یؤتي ثماره عندما سیكون ھناك حاجة إلى تجنید
جزء من المجتمع الدولي لصالح موقف الولایات المتحدة. الیوم سیعقد مجلس الامن جلسة مغلقة
بناء على طلب الولایات المتحدة یتم فیھا بحث سلوك ایران. من الاسھل بلورة توافقات واسعة، بالاساس مع الدول الاوروبیة، اذا لم تكن متھما بتصعیب الوضع بشكل متعمد.
تھدیدات ترامب لایران تترافق ایضا بالاغراءات، حتى أنھ في حالتھ من الصعب معرفة اذا كان الامر یتعلق بخطة منظمة أو خطة مرتجلة. في محادثات مع مراسلین في نھایة الاسبوع قال الرئیس إنھ منفتح على احتمالات التوصل إلى صفقة سریعة مع طھران یمكنھا انقاذ اقتصادھا من الازمة. ”نحن نأمل أن تصبح ایران كبیرة مرة اخرى“، اضاف الرئیس، اعادة صیاغة لشعاره الناجح في حملتھ الانتخابیة.
وأمس كتب في صحیفة ”واشنطن بوست“ بأنھ كبدیل عن الغاء الھجوم أمر ترامب بھجوم سایبر
ضد نظام الصواریخ الایرانیة. ھجوم سایبر آخر تم توجیھھ لوحدة استخبارات ایرانیة وقفت من وراء الھجمات على ناقلات النفط في الخلیج الفارسي. یمكن الافتراض بأن ھذا التسریب جاء من اجل التغطیة على ضرر ضئیل لصورة الرئیس الذي حدث نتیجة قراره الغاء الھجوم – وكرد على الانتقادات التي وجھت لھ بسبب أن امتناعھ عن القصف أضرت بقوة ردع الولایات المتحدة في المنطقة.
حتى الآن لم یتم الابلاغ عن حجم الضرر الذي أحدثتھ ھجمات السایبر. في السابق مرت اشھر واحیانا سنوات إلى أن اتضحت تفاصیل ھجمات كھذه. روسیا تستخدم بشكل بارز سلاح السایبر
الھجومي في العقد الاخیر، وضمن امور اخرى، ضد جورجیا، دول البلطیق وتركیا. ایضا الایرانیون الذین یعملون حقا بحجم أقل، لا یمتنعون عن ذلك. الولایات المتحدة واسرائیل، مثلما نشر في الاخبار في السابق بشكل مفصل، قامتا بتطویر فیروس ”ستوكسنت“ من اجل التشویش على تطویر المشروع النووي الایراني في بدایة العقد.
مستشار ترامب للامن القومي، جون بولتون، الذي یزور البلاد بمناسبة القمة مع نظرائھ من اسرائیل وروسیا. في المؤتمر الصحفي المشترك في القدس مع رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو اقترح بولتون، الذي یعتبر الرمز الصقري في الادارة الامیركیة، وخاصة بالنسبة لایران بأنھ ”یجب عدم الدمج بین الحذر والضعف“، وأضاف بأن الجیش الامیركي مستعد للعمل وضمان أن ایران لن یكون لدیھا سلاح نووي في أي وقت.
ولكن معارضة الحرب مع ایران لیست فقط ھي من نصیب الدیمقراطیین الذین لا یؤمنون بكلمة مما یخرج من فم الرئیس. ترامب نفسھ اظھر تحفظھ فیما بعد من تورط الولایات المتحدة العسكري في العراق وافغانستان. وحسب تقاریر في وسائل الاعلام فان ترامب تأثر في اعتباراتھ في نھایة الاسبوع من اقوال المذیع الیمیني، تاكر كارلسون، من شبكة ”فوكس نیوز“ الذي حذر من الضرر الذي ستسببھ الحرب لخططھ في انتخابھ مرة اخرى بعد سنة ونصف. المشاعر الانفصالیة قویة ایضا في اوساط عدد من الناخبین الجمھوریین.
ربما أن الولایات المتحدة وجدت طریقة للتحادث مع الایرانیین بشكل سري، خلال الازمة. ولكن بدون مفاوضات بین الطرفین وبدون خفض ضغط العقوبات، یمكن الافتراض بأن ایران ستستمر في لدغ الامیركیین، بالذات ربما في الفترة القریبة القادمة. التوتر في الخلیج یمكنھ الاثقال على القمة الاقتصادیة في البحرین التي ستعقد ھذا الاسبوع، والتي طاقم السلام للادارة استثمر اشھر كثیرة في التخطیط لھا. المراسلون الاسرائیلیون الذین سیسافرون إلى الامارات یمكن أن یجدوا انفسھم یبلغون عن الخطوات الاخیرة في الخلیج، اكثر مما یبلغون عن الوعود بضخ الاموال الضخمة للفلسطینیین في المناطق.