عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jan-2020

فؤاد حجازي يطرز مسيرته الحافلة بالعطاء منذ زمن الفن الجميل

 

فنان يرى أن الأغنية الوطنية ينبغي أن تغنى "بسلام وهدوء" لتصل رسالتها
 
ديمة محبوبة
عمان– الغد- ظهرت موهبته منذ نعومة أظفاره؛ إذ ورث صوته الجميل من والده ذلك المهندس الزراعي صاحب الصوت الجبلي، لتكتشفه في سن الـ16، الفنانة اللبنانية عيدة فؤاد، التي عرضت عليه السفر بصحبة فرقتها إلى رام الله في فلسطين، لتبدأ من هناك الحكاية.
الفنان الأردني ذو الأصول اللبنانية فؤاد حجازي، يشير في حواره مع “الغد”، إلى رفض والده دخوله عالم الفن بشكل قاطع، لكن والدته آمنت بقدارته وصوته القوي، وكان لها أثر كبير بتحفيزه، حتى أصبح يغني على المسارح.
يقول حجازي “كنت أقدم الطرب في كازينو فريد الأطرش، مع عمالقة الفن اللبناني مثل الشحرورة صباح، وسميرة توفيق، وبعدها انتقلت إلى الإذاعة اللبنانية، مع حليم الرومي، وحسين صبره، وخالد أبو النصر، وتوفيق الباش، وتفاجأ هؤلاء بأدائي، وتم تصنيفي من الدرجة الأولى”.
حفلة حجازي الأولى في الأردن كانت العام 1965، وتملكته وقتها مشاعر مختلطة ما بين التصديق وعدم التصديق، فهو فنان صاعد، وما يزال يبحث عن مسار للنجاح، بعد حفلته الأولى حصل على كتاب تعيين بتوصية من الأمير نايف، وهو اليوم ذاته الذي زار فيه الأمير مبنى الإذاعة؛ إذ أوعز لمدير الإذاعة حينها ساري عويضة، بتعيينه في الإذاعة وهو يبلغ من العمر 17 عاما، وفي ذلك الوقت كان المرحوم الموسيقار جميل العاص مدير قسم موسيقى، فتم تعيينه مقابل (18) دينارا شهريا.
يقول حجازي إن من أوائل الأشخاص الذين تنبهوا لصوته الفنان جميل العاص، الذي أخذ بيده، وأصبح موظفا في قسم الموسيقى لأربعة أعوام، ثم ترك الإذاعة ليبدأ مسيرته الفنية الحرة، ويقدم العديد من الأغنيات الوطنية والعاطفية، وأغنيات الأطفال، إضافة إلى الابتهالات الدينية.
 
ويضيف “أولى أغنياتي في الإذاعة الأردنية أغنية “منديلو وينو” من ألحان جميل العاص وكلمات أحمد عادل، ثم أغنية “على الميدان يا ابن الأردن”، والتي قدمها العام 1966”.
بعد ذلك، اتخذ حجازي طريق تدعيم الموهبة بالعلم؛ إذ ذهب إلى سورية ودرس في المعهد الفني 5 أعوام، مشيرا إلى بصمة سورية الفنية لديه، خصوصا بعد تقديم أعمال فنية في سينما الزهراء إلى جانب عدد من عمالقة الفن.
وعن رأيه في تجربة الفنانين الجدد، يقول حجازي “لا نستطيع إغفال وجود خامات غنائية جيدة في الأردن، غير أن هناك، في المقابل، أصواتا دون المستوى المطلوب، وأنا أتضامن مع الشباب الذين جعلوا الغناء طريقا لهم، خصوصا وأنهم لا يجدون يدا تساعدهم على رسم مستقبل مشرق”.
ويؤكد أنه لم يتوان عن خدمة الفن، مع زملاء جيله، فكثيرا ما يصدرون أغنيات مصورة، توزع على بعض المحطات، لافتا إلى أن جميع تلك الأغنيات متوفرة في مكتبة التلفزيون الأردني، غير أن بعض المحطات الخاصة تشوه الأغنية، التي توزع عليها بالمجان عادة، لأن الأغنية الوطنية لا سعر لها، فهي “أثمن من أي مادة”.
ويبين حجازي أن الأغنيات الوطنية يجب أن تغنى “بسلام وهدوء”، وأن تحمل رسائل جميلة، من دون أن يكون الهدف منها تجاريا بتاتا، بل هدف سام، فـ”نحن نتحدث عن الوطن والأرض والقائد، كأغنيات فيروز وماجدة الرومي، لكن الأغنيات الحالية تتكرر بالطريقة والموسيقى وحتى الكلمات تقريبا ذاتها”.
ويرى أن الشاعر حيدر محمود كتب كلمات نابعة من صدق الانتماء، ومن الواجب أن تكون الأغنية الوطنية ذات أداء راق يعبر عن كلمة ولحن مبدع، ومشاعر صادقة.
وقدم حجازي قبل ستة أعوام أغنية وطنية باسم “عاش الوطن يا سيدي”، ومن كلماتها “يا حبنا بفرحة الأيام يا تاج الزمن، يا عزنا يا مزهر الأعلام يا رمز الوطن، أنت أعطيت الحياة لهذا الزمن”، كما أنجز حجازي، أيضا، أغنية بعنوان “أردن لعينيك نحيا يا أرض الثورة العربية”. ويعاتب حجازي الإعلام الذي “يتناسى” بعض الفنانين ويبعدهم عن الشاشة”.
ويستعد حجازي لعمل تلفزيوني يعنى بالأطفال، والأداء الغنائي، يتحدث عن التراث والثقافة الفنية مع ممثلين أردنيين، حول العادات والتقاليد العربية بالتعاون مع التلفزيون الأردني.
وشارك الفنان حجازي في مهرجان جرش العام الماضي، وشكر مدير المهرجان أيمن السماوي، الذي حرص على وجود الفنان الأردني على المسرح الجنوبي.
إلى ذلك، قدم عملا تلفزيونيا في وقت سابق بعنوان “سفينة الزمن”، وهو مسلسل تاريخي من ثلاثين حلقة تتحدث كل حلقة عن عالم مسلم عربي سواء في مجال الطب والتاريخ الناصع والأدب، وتسلم العمل شهادة ووساما ذهبيا من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التونسية من بين 150 مسلسلا.
وحصل حجازي على عدد من الأوسمة، التي يفتخر بها ومنها أفضل وسام من وزارة التربية والتعليم الأردنية لغنائه مع الأطفال، وشهادة تقدير من جامعة اليرموك، كما تقلد وساما وحصل على شهادة تقدير من إحدى الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى وسام من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ويشير حجازي إلى وجود عدد من الفنانين الذين يملكون خامة صوتية ممتازة، فيما تساعدهم التكنولوجيا على الانتشار بشكل أكبر وأسرع، مؤكدا أن العمل المدروس له قيمة ويظهر بشكل مختلف، كما كان يحدث قديما؛ إذ كانت تتم مراقبة العمل والاستماع له مرات عدة ومن أكثر من جهة، وكان الفنان يسجل العمل مع الفرقة الموسيقية كاملة مرة واحدة.
وعن مشاريعه الفنية المقبلة، يقول حجازي إن لديه رحلة قريبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، بهدف الغناء للجاليتين الأردنية والعربية، بالإضافة إلى زيارات خاصة عدة للخليج، والمشاركة المستمرة في الأعياد الوطنية.