عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Oct-2019

شتاؤنا بات مرعبًا..؟ - أيمن عبد الحفيظ

 

الدستور- التخوف والقلق والرعب المستمر لدى غالبية الشعب الاردني بات صفة ملازمة لهم عند التحدث عن قرب فصل الشتاء والذي بذاكرتهم لا ينسوا ماحدث في الاعوام الماضية وبداية العام الحالي، من مآس راح ضحيتها ابرياء.
وبالرغم من الرسائل التحذيرية من كافة الجهات المعنية بالامور الخدمية كأمانة عمان والدفاع المدني والامن العام ووزارة الاشغال وغيرها من ضرورة اخذ الحيطة والحذر بسبب الاجواء لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة، الا ان عدم الثقة بما تم انجازه من قبل هذه الجهات من استعدادات البعض سمّوها «شكلية» من اعمال تنظيف المناهل وعبارات تصريف المياه ولم يتم معالجة المشكل من جذوره بل تم الاكتفاء بترميم الوضع.
ولا تعني التكلفة المادية بقدر ما يهم فاعلية الاجراءات التي اتخذت في سبيل منع تكرار حوادث ما بات يعرف في اذهان العمانين تحديدا «بغرق عمان».
وما يعنينا ان الثقة ما بين المواطن والمسؤول تحتاج الى عمل جدي فعلي لمنع تكرار هذه الكوارث التي عشناها في السابق وتجرعنا آلامها جميعا.
اما عن جاهزية محافظات المملكة من الشمال وحتى الجنوب فأعتقد ان المقدرة المالية لأي جهة فيها لا تمكنها من الايفاء بما هو مطلوب منها ولابد من وجود جهة مركزية تشرف وتدعم الخطط وتنفيذها لصالح محاولة منع تكرار مآسي الشتاء السابق، من سيول وانجراف للأتربة وخلافه.
المطلوب مشاريع توسعة للقائمة ومشاريع جديدة اخرى لكن تنفيذها يصطدم بجدار العوز المادي بالرغم من ان فصل الصيف والذي ولى كانت به الفرصة سانحة لتنفيذ المشاريع.
والان وقد بتنا نعيش فصل الشتاء او اقتربنا ومع اول شتوة كما يقال كانت نصيب سيولها في جنوب المملكة بمنطقتي البترا ورم ولله الحمد لم تقع خسائر تذكر، لكن دعونا لا ننتظر هذه الخسائر ونعمل على منع حدوثها قدر الامكان لأن الانسان اينما كان اغلى ما نملك، فلا نريد الفزعة في معالجة المشكل بقدر ما نؤكد على ضرورة حل الازمة  وفق استعداد هندسي علمي متين يمتد لسنوات لا للحظات فقط.
ووفق رؤيتي المتواضعة فإن مهندسينا يتعاملون مع المشكل وفق ما تعلموه من علوم حديثة ولم يستفيدوا من علوم اجدادنا في مدينة البترا الوردية مثلا والذين وضعوا نظاما للري والتصريف بجودة عالية جدا جنبت المدينة الهلاك والغرق من مداهمة الامطار الغزيرة في ذاك الوقت، حيث لجأووا لتصريف مياه الامطار من خلال حفر  نفق عند باب السيق بطول 88 مترا وبنوا سدا لتحويل مياه السيول عبر الوادي المظلم لتجنب خطر السيول التي تداهم المدينة في فصل الشتاء وابدع تصريف المياه في درء الخطر عن مبانيهم فالمدرج اكبر دليل على ذلك حيث حفروا قنوات على جانبيه لدحر المياه الى خزانات ضخمة.
وللحديث بقية.