عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Apr-2019

بلا خطة لإنهاء الاحتلال الیمین سینتصر - زئیف شتیرنھل
ھآرتس
 
من الصعب فھم احساس الأزمة الذي یلف الیسار الآن، بعد الانتخابات. فبعد كل شيء، فانھ بالنسبة
لكل من كان مستعدا لان یفتح عینیھ على الواقع الذي خلقتھ 50 سنة من الاحتلال، الاستعمار
والابرتھاید في المناطق، فقد كانت النتائج متوقعة تماما. فبالاجمال تتجسد التوقعات والنبوءات السوداء التي وجدت على مدى السنین تعبیرھا في ھذه الصحیفة مرة اخرى في كل حملة انتخابات:
السیاسة الوطنیة المتمثلة بالعداء تحقق عندنا النجاح مثلما في أوروبا. ومظاھر الضعف التي یبدیھا
الوسط – الیسار على نحو ثابت لا تنبع من مجرد اخطاء أو نتیجة مصادفة لادارة سیئة ”للحملة“ بل تكمن في المبنى المشترك الواسع – الاجماع الشھیر – الذي یؤدي بالمجتمع الإسرائیلي إلى دولة أبرتھاید أو إلى دولة ثنائیة القومیة، خطر الحرب الأھلیة یكمن لھا في كل یوم بیومھ.
لقد كانت ھذه ھي مشاكلنا الاساس حتى 9 نیسان، وھي ستكون كذلك في المستقبل ایضا. من لیس لدیھ حل آخر غیر حل الیمین لمستقبل مجتمعنا، فلا ینبغي أن یتوقع من الحكم ان یسقط في یدیھ كثمرة ناضجة في یوم قطیف ناجح. لقد فشل أزرق أبیض حتى النھایة لیس فقط لانھ جاء الى الساحة متأخرا جدا بل لان قیادتھ لم تعرف أو لم ترغب في أن تمسك الثور من قرنیھ: من لا یرید
أن یصرخ بان القومیة المتطرفة السامة، العنصریة والكراھیة للعرب ھي خطر وجودي على المجتمع الإسرائیلي لن یشكل ابدا بدیلا حقیقیا للیمین. بالفعل، عدد كبیر من المقترعین في الوسط –
الیمین قالوا لانفسھم انھ إذا لم یكن لثلاثة عناصر الحزب الأزرق الأبیض شيء جدید لیعرضوه، غیر الاستقامة الشخصیة والنزاھة، فمن الأفضل الحفاظ على الاستقرار وعدم تغییر الحكم. إضافة إلى ذلك، فمنذ متى كان الدفاع عن الدیمقراطیة اللیبرالیة في السنوات الأخیرة – بما في ذلك ضمان
مكانة المحكمة العلیا التي ھي لب الدیمقراطیة الإسرائیلیة – ھي القوة المجندة القادرة على اخراج
الأغلبیة الإسرائیلیة الى حرب المتاریس؟
الحقیقة ھي أن بني غانتس ورفاقھ لم یعرضوا بشرى مثیرة للحماسة. مذھل كم ھو الحزب الجدید
یشبھ التجمع المتنوع الذي كان یسمى في الماضي ”المعراخ“. كل مظاھر ضعف الیسار وجدت فیھ: یمین مباي الذي اعتزل وعاد، الا وھو رافي موشیھ دایان وشمعون بیرس، رجال الكیبوتس الموحد واحدوت ھعفودا، اسحق دافینكن من اللجنة من اجل بلاد إسرائیل الكاملة، إسرائیل جلیلي
ویغئال الون مع مخططات الضم الخاصة بھما، ممثلو حركة الموشافیم الذین لم یكونوا اقل تطرفا
من معظم رجال اللیكود. لقد كان دایان ھو سید الحاخام لفینغر في الخلیل، ووصف نفسھ بانھ
المقرب الاكبر لمناحم بیغن منھ الى مئیر یعاري من ھشومیر ھتسعیر. لھ ولبیرس، ابوي الاستیطان في الون موریھ، كانت مخططات عابثة بذات القدر من أجل الضفة الغربیة. في مواجھة ھؤلاء النشطاء لم یكن للمعتدلین في مباي شيء حقیقي یعرضوه فشطبوا بالتدریج. ولا ننسى حرب لبنان الأولى، الذي شغل فیھا رابین الأول مستشارا غیر رسمي لارئیل شارون، ورجال الھستدروت رفضوا المشاركة في المظاھرة ضدھا. وھكذا ضاع حتى حكومة رابین الثانیة ربع قرن حاسم منذ بدء الاحتلال.
أزرق أبیض یسیر في طریق مشابھ: فھو بمثابة لیكود ب أكثر لطافة وثقافة، ولكنھ متمسك في كل
مواضیع الأمن دون كلمة عن السلام، تقسیم البلاد ودولة فلسطینیة. وبالتالي مثلما تدحرج حزب
العمل من ھذا نصف قرن مع توقف قصیر، من ھزیمة الى ھزیمة، فان الازرق ابیض ومعھ المجتمع الإسرائیلي كلھ لا یطل معھ مستقبل وردي.