عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

”کلنا في الهمّ شرق“ - جهاد المنسي
الراي - الزیارة التي قام بھا رئیس مجلس النواب المھندس عاطف الطراونة والوفد المرافق إلى العراق الشقیق كانت ناجحة بامتیاز، وھذا ظھر من خلال اللقاءات التي جرت مع القیادات العراقیة؛ سواء رئیس الجمھوریة أو رئیس مجلس الوزراء ورئیس مجلس النواب، وكذا كافة مكونات النسیج العراقي، والكتل النیابیة من كافة الاتجاھات.
زیارة الطراونة جاءت بعد زیارة ملكیة للعراق الشقیق، وشیدت على حجر الأساس الذي وضعھ الملك خلال زیارتھ لبغداد، والتي فتحت آفاق تعاون دائم بین القطرین الشقیقین، وأیضا على زیارة رئیس الوزراء عمر الرزاز للعراق، لتأتي الزیارة النیابیة الناجحة لتوثق العلاقات الشعبیة والبرلمانیة.
اللقاءات التي أجراھا رئیس مجلس النواب مع الكتل النیابیة العراقیة المختلفة تم فیھا توضیح
الموقف الأردني وشرح كل أبعاده، واطلاع كل مكونات البرلمان العراقي على رؤیة الأردن دولة وشعبا، وفتح خطوط تواصل كانت مغلقة مع كتل نیابیة مؤثرة بالمشھد العراقي الداخلي والخارجي، وھي فرصة لتوضیح الموقف الأردني، والاستماع أیضا من العراقیین بكل مكوناتھم دون حسابات ضیقة.
التوجھ الأردني الذي نلمسھ الیوم تماھى فیھ الموقف الرسمي مع البرلماني الشعبي فیما یتعلق
بالسیاسة الخارجیة، وھذا التوجھ یتوجب تعزیزه وتعمیقھ، واستكمال الاستدارة الأردنیة في السیاسة الخارجیة، وفتح آفاق أوسع لخیارات البلد في كل الاتجاھات، بحیث تكون المصلحة السیاسیة والاقتصادیة للأردن ھي الأساس.
الذھاب شرقا باتجاه العراق مفید لكلا البلدین، ومن شأنھ شرح وجھة النظر الأردنیة بكل تفاصیلھا على أرض الواقع، وإدامة جسور التعاون بین البلدین، وھذا یمكن ملامستھ من خلال قراءة مفصلة للقاءات التي أجراھا الطراونة والوفد المرافق مع الكتل النیابیة سواء كانت سنیة أو شیعیة أو وسطیة.
مثل ھذه اللقاءات وتعزیزھا والبناء علیھا یفتح أبوابا أوسع وأشمل وأعمق، وھو ما سیعزز التعاون الاقتصادي والسیاسي بین البلدین ویفتح بابا أوسع للتصدیر للعراق واستقبال مستثمرین، والمساھمة في فتح أبواب حوارات سیاسیة أشمل، ما یعني تقارب وجھات النظر بین البلدین، ویقدم رؤیة للموقف الأردني بشكل مباشر دون تشویھ، والاستماع للطرف للآخر ما یعزز التقارب.
ّ الحقیقة الواضحة أن لا خلافات عمیقة بین الأردن والعراق الشقیق، فكلنا في الھم شرق، وما یعاني منھ الأردني ھو ذاتھ الذي یشعر بھ العراقي، ولطالما كان الھم الاردني والعراقي واحدا، والمواقف الشعبیة والبرلمانیة لكلا البلدین متقاربة، وربما أقرب بكثیر من تقارب مواقفنا مع دول عربیة أخرى.
من المھم الاستماع للساسة العراقیین، كما مھم جدا إسماعھم أصواتنا ومواقفنا، وبحث أدق التفاصیل معھم وعدم الركون على سماع مواقف البلدین عبر وسائل الإعلام المختلفة، فالجلوس
على طاولة واحدة ووضع كل القضایا على طاولة البحث والحوار سیقرب الرؤى بین البلدین، ویعزز لشراكة مستقبلیة في مجالات مختلفة، فالعراق عمقنا، والأردن عمق العراق العربي الذي لا یمكن الانفكاك منھ.
التقارب الأردني مع العراق الشقیق الذي لمسناه مؤخرا مع خلال الزیارة الملكیة والحكومیة والبرلمانیة، بحاجة أیضا لتقارب مماثل مع سوریة الشقیقة، وفتح باب تعاون معھا، وتبادل زیارات على أعلى المستویات بینھما ما من شأنھ تعزیز استدارة سیاستنا الخارجیة، والتفاعل مع عمقنا العربي شرقا وشمالا، وھو التوجھ المطلوب حالیا، خاصة أن دولا عربیة باتت تتسابق لفتح باب الحوار مع الشام وإعادة العلاقات معھا، وھو الأمر الذي یعني أھمیة الذھاب نحو دمشق أیضا والبناء على الخطوات البرلمانیة التي قامت بھا وفود برلمانیة زارت الشام وعقدت لقاءات مع القیادات السوریة.
الطریق إلى الشام مفتوحة، وعلینا تعزیزھا كما جرى في الشرق حیث العراق، إذ لا یوجد ما یفرقنا، فكلنا في الھم شرق.