عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Sep-2020

منطقة الدارما ومنطق النيرفانا*د.حازم قشوع

 الدستور

النيرفانا هي فلسفة حياة ونهج معيشة لا تؤمن بالغبيات لكنها تسعى للوصول للحقيقة، والدارما التي تعني الحقيقة عند البوذية تعتبر الحياة معاناة والخروج منها للراحة الابدية الاصل، والذي يتطلب اختيار السبيل الامثل والطريق الافضل للخروج، حيث تعتبر الحياة مجموعة من الرغبات والشهوات، والتخلي عنها واجب، من خلال التحلي بالثمانة مثاني التي تقوم على تحقيق التحرر والاعتقاد الصحيح والمطمح
 
السليم والكلام الصادق والتفطن الناجع، والتامل العميق، وهي السبل التي يمكن عند استخدامها الوصول الي النيرفانا او الحقيقة .
 
وفي مرحلة المخاض السياسي التي تعيشها المنطقة مع تنامي حدة الانتخابات الامريكية، تعيش مجتمعات المنطقة في بيئة معيشية تبتعد فيها مجتمعاتها عن الدارما ومقوماتها الثمانية نتيجة سرعة تبدل المراكز المواقف السياسية وحجم التراشق الاعلامي عبر الذباب الالكتروني حتى اصبح الوصول الي النيرفانا امرا صعب المنال وفي ظل حالة التجوية السياسية والتعرية الاعلامية، التي تشهدها المنطقة ومجتمعاتها .
 
ومع اشتداد مرحلة الاستقطاب الاقليمي بين النقاط المركزية في اسطنبول وتل ابيب وطهران، تعيش مجتمعات المنطقة حالة من الشد والضغط غير المسبوق ناشئة من حجم التجاذبات الاقليمية التي بدورها قسمت دول المنطقة الي محاور تدور وسط تحالفات اقليمية في ميزان حركة لا يدور باتجاه واحد ونوعية حراك تقوم علي رتم الدارما الانتخابية في الولايات المتحدة فيما ينتظر الجميع بشغف غير مسبوق مالات المشهد الانتخابي ضمن اجواء من المشاركة والترقب والانفعال نتائج الانتخابات الامريكية التي تعتبر مصيرية عند بعض المجتمعات كما هي مركزية لبعض القضايا .
 
لذا يعتبر الكثير من السياسيين ان الانتخابات الرئاسية الامريكية تعتبر نقطة تحول حادة، اما ستكون باتجاه الاستمرارية والشروع بانجاز مشروع الحكم الاحادي وتغير طريقة حكم العالم او انها ستوقف المناخات المستعرة والتي قد تشتعل في اي من المستنقعات في حالة وجود ذلك الصاعق وهذا ما يجعل المنطقة تعيش وسط هذه المناخات فوق صفيح ساخن، قد يشتعل في اي لحظة وستشتعل حكما اذا ما اشتدت حالة المخاض السياسي .
 
اذن المنطقة تنظر بترقب شديد المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة كونها قادرة علي تغيير مسارات الاتجاه وتغيير ميزان معادلة تعميد القوى الرئيسية في المنطقة، بل وقادر ايضا علي اعادة معادلة تموضع المشروع الدولي والاقليمي فيما ينتظر الجميع الوصول الي النيرفانا في اليوم الثالث من نوفمبر القادم ستبقي المنطقة تعيش اجواء من الدراما السياسية والابتعاد عن دارما السلوك لدى مجتمعاتها .