عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2019

المخرج بسام المصري لـ «الدستور»... أتمنى انعقاد مـؤتمـر وطنـي فنـي قـريبـًا

 

عمان- الدستور - حسام عطية - تمنى المخرج بسام المصري ان يرى قريبا انعقاد مؤتمر وطني فني موشح بالارادة الملكية السامية، تشارك فيه الحكومة ممثلة بوزارة الاعلام، وزارة الثقافه، وزارة التخطيط، وزارة السياحة، وزارة المالية، ووزارة التنمية الاجتماعية جنبا الى جنب مع إدارة مؤسسة التلفزيون الاردني و نقابة الفنانين الاردنيين وعدد من الكتاب والمبدعين والاعلاميين والصحفيين وغيرهم من اجل نهضة حقيقية وعودة مستحقة للدراما الاردنية على الشاشة المحلية والعربية، كما تمنى انشاء صندوق لدعم الدراما الاردنية تدرج مخصصاته ضمن الميزانية السنوية للحكومات المتعاقبة، وللعلم فان مثل هكذا صندوق سوف يكون منتجا ورافدا لموازنة الدولة على مر السنين، وتمنى ايضا حمل ملف الدراما الاردنية من قبل مسؤولي الثقافة والاعلام وتسويقه في الاقطار العربية المنتجة، واخيرا تمنى ان لا تبقى هذه مجرد امنيات في وطن عزيز علينا جميعا ويستحق منا اكثر.
لايوجد
ونوه المخرج المصري في رده على سؤال لـ «الدستور» حول وجود اعمال جديدة او مسلسلات اردنية في موسم رمضان المقبل على شاشة التلفزيون الاردني، فافاد المصري للاسف لا يوجد ما يستحق ان يسمى «مسلسل اردني» على شاشة التلفزيون الاردني وكأن كل شيء مقصود من قبل ادارات التلفزيون الاردني والحكومات المتعاقبة عبر مؤسساتها المعنية؛ فما نراه من اغفال واستهتار للحركة الفنية الاردنية من قبل المسؤولين هو عبارة عن استهتار للقيم والمبادئ و ما يربطنا بهذا البلد من عمق وارث كبيرين وكانه ليس من واجب الحكومة تعميق الانتماء وتعزيزه لدى المواطن من خلال ما يقدم على شاشته الاردنية، كما هو معلوم للجميع انه في شهر رمضان المبارك يكثر ارتباط المواطن بقناته الام من خلال ما يبث فيها من برامج دينية وثقافية واعمال محلية، ولكن للاسف هذا العام لن نجد ما يربطنا بالتلفزيون الاردني وبالتالي ما يربطنا باردننا الحبيب.
ونصح المخرج المصري القائمين على الحركة الفنية في المملكة، ان يتقوا الله في هذا الوطن العزيز و ان يضعوا اسم الاردن و مصلحته فوق كل اعتبار؛ لان حال الحركة الفنية و حال المبدع الاردني اصبحت لا تسر عدوا ولا تسر صديقا، اين انتم ايها المخلصون في هذا الوطن، اليس من حق الشعب الاردني ان يشاهد نفسه وقيمه وارثه على شاشته الوطنية، اليس من حق المبدع الاردني ان يخدم وطنه من خلال ابداعه وفنه ورقيه وواجبه الاخلاقي وان يحس بنفسه منجزا معطاء، اليس من حق الاردن ان يرتقي بابنائه وان يُرى علمه يرفرف في كل محفل ابداعي عربي ودولي، اليس من حقنا ان نكون جندا اوفياء في وطن يحبنا ونحبه.
غياب الدراما
وحول اسباب غياب الدراما الاردنية عن الساحة العربية، تساءل المصري، لا اعرف من اين ابدا الاجابة عن هذا السؤال خاصة واننا في اوقات مضت كنا المفضلين عند المشاهدين على كافة القنوات العربية، وكانت الاعمال الاردنية تحتل مساحات لا يستهان بها على الشاشات العربية، حتى اصبح الفنان الاردني معروفا في كل بيت عربي واصبح الاردنيون نجوما على صعيد التمثيل والاخراج والتقنيات الفنية، ولكن اعتقد ان هذا النجاح وهذا الانتشار لم يعجب بعض المسؤولين في الحكومات المتعاقبة؛ حيث تم تهميش هذا القطاع الحيوي الهام وتهميش المنجز الفني والتاريخ العريق للمسلسل الاردني حتى اصبح شبه مفقود على معظم الشاشات العربية، في حين دول عربية شقيقة اعطت جل اهتمامها لهذا القطاع وقدمت له كافة التسهيلات والدعومات المادية والمعنوية، فبعد ان كنا منافسين جنبا الى جنب مع الدراما التلفزيونية المصرية تم اقصاؤنا عن هذه الخارطه واصبحنا لا نسمع الا بدراما مصرية او سورية او خليجية، ولم يعد للدراما الاردنية اي ذكر وكانها لم تكن، والسؤال هنا اين المسؤول الاردني واين حبه وغيرته على اسم الاردن في هذه المحافل العربية، وهل حقا الالم الذي شعر به سيد البلاد المفدى حين حمل الفنانون نعش الدراما الاردنية وطافوا به في شوارع عمان كان حقيقيا ومؤثرا، وهل كان لهذا الالم اي استجابة عند اي مسؤول في الاردن او صاحب قرار، وعليه كان على كافة المؤسسات المعنية الرسمية الاردنية من التدخل وإنقاذ الفنان الأردني والدراما الاردنية، ولكن للأسف الفنان الأردني عاش حاله من اليتم وباتت الدراما الاردنية حزينة تشكوا الضياع والتلاشي بلا مجيب أو منقذ.
ويضيف المصري رغم إن الدراما الاردنية بدأت من خلال مركز الإنتاج في التلفزيون الأردني منذ افتتاحه عام 1968 و بإنتاج حكومي وقدمت عددا من الأعمال الدرامية الجيدة وسرعان ما تأسست في الأردن عشرات شركات الإنتاج التي وضعت أسسا لدراما أردنية متميزة وأعمال فنية كانت مطلبا لكافة قنوات التلفاز العربية، وولدت نجوما: ممثلين ومخرجين وفنيين، قدموا أعمالا متميزة كثيرة حتى عام 1990 الوقت الذي تم فيه تحييد الأعمال الاردنية على كافة القنوات العربية وخاصة الخليجية؛ ما أدى إلى تلاشي معظم شركات الإنتاج و ظهرت في هذه الفترة القنوات الفضائية الخاصة والتي انطلقت في أجواء تنافسية كبيرة وأصبحت الانتاجات بحاجة الى أموال ضخمة؛ ما قضى على ما تبقى من شركات الإنتاج الاردنية ولم يبق في الساحة إلا شركة المركز العربي التي استطاعت الارتقاء إلى مستوى هذه القنوات بانتاجات بطابع عربي في البدايات معتمدين على ممثلين من الدول العربية الشقيقة.
وشدد المصري على ضرورة الاهتمام الحكومي من قبل المسؤولين، ووضع الدراما والفن والثقافة بشكل عام على قوائم الأولويات كحاجة أساسية للدولة والشعب على حد سواء، ووضعها ضمن ميزانيات الحكومات المتعاقبة، وأيضا تأسيس صندوق لدعم الدراما أسوة بصناديق المؤسسات والفعاليات الأخرى، ودعم الإنتاج المحلي من خلال فتح قنوات تسويقية خارج حدود الوطن، وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب في كافة الدوائر المعنية بالثقافة، وعدم توزيع المناصب على أسس جغرافية او قبائلية، بالإضافة إلى فتح قنوات الحوار من خلال مؤتمر وطني يشترك فيه المسؤول، والالتزام بتوصياته بما يهم مصلحه الوطن والمواطن.
أعماله المحلية
وعن أعماله على الساحة المحلية، افاد المصري للاسف هنالك مسيرة فنية بدأت منذ التسعينيات من القرن الماضي باعمال شهد عليها القاصي والداني من مسلسل رياح المواسم والمنسية و عيال مشهور وغيرها، مرورا بمسلسل نمر بن عدوان الذي اعاد وجود الدراما الاردنية على الساحة العربية، الى مسلسل عودة ابو تايه الحائز على سبع جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة للاعلام العربي الرابع عشر، الى مسلسل عطر النار وقصة الاخاء الاردني الفلسطيني واللحمة الوطنية، وتقديم التضحيات الجسيمة لتعزيز هذه الاخوة وهذه اللحمة، الى مسلسل توم الغرة الذي يعتبر من اجمل وارقى الاعمال البدوية؛ لما يحمله من قيم فنية وارث عظيم شكلا ومضمونا، و ان هذه المسيرة في دولة تحترم مبدعيها لا تملك الا ان تعظم هذا المنجز....، ولكن ليس في الاردن فلا قيمة لمنجز و لا قيمة لمحب للوطن و غيور على اسمه العظيم، ولكن ما يعزي بسام المصري في هذه الحالة ان هناك جهات واناسا خارج حدود الوطن لم يتناسوا هذا التاريخ، فكنت مخرجا لعدد من اعمالهم خاصة في سلطنه عمان؛ حيث اخرجت مسلسل سمره عيده ومسلسل من مسرح الجريمة، و في الجزائر اخرجت مسلسل طوق النار الذي جسد شخصية السلطان امود بن المختار ونضال اهل الصحراء الجزائرية في مواجهة الاستعمار الفرنسي واصبحت اتوقع اتصالات من اي جهة خارج حدود الوطن ولا اتوقعها من داخله.