عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Nov-2025

"الأورومتوسطي".. الاحتلال يواصل جرائم القتل العمد في غزة

 الغد-نادية سعد الدين

 يعيش نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية ستتفاقم سوءاً مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل غياب المأوى الآمن لأكثر من 945 ألفاً وإغلاق المعابر ومنع دخول مواد الإغاثة، رغم مرور شهر على بدء وقف إطلاق النار بسبب خروقات الاحتلال المتواصلة للاتفاق.
 
 
في حين، يواصل الاحتلال أدوات عدوانية متعددة لحرب الإبادة ضد قطاع غزة؛ بحسب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، الذي وثق خلال الأسابيع الأربعة الماضية، استمرار جرائم القتل العمد التي ينفّذها جيش الاحتلال ضد المدنيين.
وتُكمل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شهرها الأول من دون أن يلتزم الاحتلال بتنفيذ متطلباتها بشأن فتح معبر رفح وإدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً والانسحاب من مساحات واسعة من القطاع، والتي من المُفترض أن تُمهد للانتقال للمرحلة الثانية منه.
ونتيجة لخروقات الاحتلال المتواصلة للاتفاق؛ فإن مئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام مهترئة يُواجهون كارثة إنسانية مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل غياب المأوى الآمن ونقص الخيام والأغطية واللوازم الشتوية، وفق "مركز غزة لحقوق الإنسان" الذي وجّه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير لوازم الإيواء الأساسية.
وأوضح المركز، في تصريح له أمس، أن عشرات آلاف الأسر ما تزال تقيم في خيام لا تقيها برد الليل ولا أمطار الشتاء، بينما تُحرم من أبسط احتياجات الحياة بسبب استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول مواد الإغاثة، رغم مرور شهر على بدء وقف إطلاق النار.
ولم يتم تلبية سوى 23 % من احتياجات المأوى الشتوي، ما يعني أن نحو 945 ألف فلسطيني يعيشون دون حماية كافية، وفق المركز، مشيراً إلى تقديرات الأمم المتحدة التي أفادت بأن هناك 1.5 مليون فلسطيني معرضون للبرد والأمطار نتيجة تأخر دخول مواد الإيواء، في حين أن 74 % من الخيام الحالية غير صالحة للسكن بسبب التآكل وسوء الجودة، بما يهدد حياة مئات آلاف المدنيين الذين يفتقرون إلى المأوى والحماية.
وطالب المركز الفلسطيني بفتح جميع المعابر فوراً والسماح بدخول مواد الإغاثة الشتوية الأساسية، بما في ذلك الكرفانات والخيام والبطانيات والملابس والأغطية الأرضية ومواد العزل.
ويستخدم الاحتلال أدوات عدوانية متعددة لحرب الإبادة ضد قطاع غزة؛ بحسب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، الذي وثق خلال الأسابيع الأربعة الماضية، استمرار جرائم القتل العمد التي ينفّذها جيش الاحتلال ضد المدنيين، إذ يقتل ما معدله ثمانية فلسطينيين يُستشهدون يومياً.
ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب خروقات وجرائم يومية لوقف إطلاق النار، من خلال القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار، والاستمرار في تدمير المنازل والمباني، خاصة في شرق مدينتي خان يونس وغزة، مما يعكس نهجًا منظّمًا لتدمير مقوّمات الحياة في القطاع وحرمان سكانه من أبسط حقوقهم، في انتهاك جسيم لأحكام القانون الدولي، وفق "المرصد الأورومتوسطي".
ومنذ وقف النار في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، استشهد 242 فلسطينياً بنيران الاحتلال، من بينهم 85 طفلًا، بمعدل يزيد على ثمانية شهداء يومياً، وأصيب نحو 619 آخرون، أي أكثر من 20 إصابة يومياً، في مؤشّر واضحٍ على أنّ الاحتلال لم يتوقف عن نهجه القائم على قتل الفلسطينيين واستهدافهم المنهجي.
وفي ظل غياب أيّ آلية رقابة دولية فعّالة لوقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال انتهاكاته على أرض الواقع، بما في ذلك إخراج المناطق التي يسيطر عليها، والتي تزيد مساحتها على 50 % من مساحة القطاع، من معادلة وقف الأعمال الحربية، بحسب "المرصد الأورومتوسطي". 
بينما تعرضت مدينة غزة، وفق المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، لدمار واسع وغير مسبوق جراء العدوان الصهيوني، موضحًا أن نحو
85 % من البنية التحتية تضررت، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والمرافق العامة والتعليمية والاقتصادية.
وأضاف مهنا، في تصريح له أمس، أن كمية الركام تجاوزت 70 مليون طن، وهو رقم يفوق قدرة البلديات على التعامل معه، خاصة بعد تدمير 134 آلية من أصل أسطول البلدية، أي ما يعادل 85 % من معداتها التشغيلية.
وأكد أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الأزمة الإنسانية والخدمية في المدينة، ويحرمها من الوقود ومواد البناء اللازمة لعمليات الإعمار، مشدداً على أن إعادة فتح المعابر بشكل دائم تمثل "الخطوة الأولى نحو التعافي الإنساني والخدماتي في قطاع غزة".
من جانبه، أكد القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، التزام الحركة الكامل والدقيق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد محتمل بسبب خروقاته المتكررة للاتفاق.
وأوضح رضوان، في تصريح له أمس، أن ما تبقى من جثث أسرى الاحتلال الأربعة يحتاج إلى معلومات استخباراتية ومعدات خاصة وطاقم متخصص لاستخراجهم، مؤكداً أن الحركة أبدت استعدادها الكامل لإنهاء هذا الملف بأقصى سرعة والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
واعتبر أن إغلاق معبر رفح جريمة إنسانية، داعياً المجتمع الدولي والوسطاء إلى ضرورة الضغط على الاحتلال لفتح المعبر والالتزام بالبروتوكول الإنساني واتفاق وقف إطلاق النار. ودعا رضوان الوسطاء والإدارة الأميركية إلى ضرورة الضغط على الاحتلال الصهيوني وإلزامه بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والدخول في المرحلة الثانية.
وجدد التأكيد على حرص "حماس" على استمرار التهدئة والالتزام بالاتفاق، محملا الاحتلال وحده مسؤولية أي تصعيد قادم.
وفي الأثناء، ونتيجة خروقات الاحتلال المتواصلة للاحتلال، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة وصول 7 شهداء، و 5 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال إلى 69,176 شهيداً 170,690 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.