عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Oct-2023

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحتل موقع الطبيب والمهندس؟

 الغد-محمد الكيالي

هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان مهن أخرى كالطب والهندسة؟ هو تساؤل بات يُطرح في الأشهر الأخيرة، خصوصا بعد ثورة التكنولوجيا بشتى أنواعها، وظهور دراسات عالمية، تتحدث عن أن الروبوتات ستقوم بمختلف المهام في المستقبل القريب.
 
 
وفي هذا السياق، نفى عضو مجلس نقابة الأطباء حازم القرالة، أن يكون هناك بديل للطبيب البشري في الوقت الحالي، معتبرا، أن الذكاء الاصطناعي ومن منظور طبي بحت، قد يكون مكملا لدور الطبيب، ولكن لا يمكن لأي شيء غير بشري أن يحل مكانه.
 
وأضاف "كما درسنا وكما نعمل مع المرضى، هناك جزء أساسي يتعلق بالبشر هو الفحص السريري للمريض، والتقييم، وربط المعلومات ببعضها، والعلامات التي يراها الطبيب لا يستطيع المريض إيصالها، ولو تواصل مريض مع الذكاء الاصطناعي، يمكن للمريض أن ينقل ما يشكو منه، ولكن هناك علامات يستطيع الطبيب رؤيتها  على المريض، وبالتالي تقييمها، ولا أعتقد بأن هناك شيئا يستطيع حلّها بشكل طبيعي".
واعتبر القرالة، أنه حتى لو كانت الأجهزة متطورة، فهي تحتاج الى طبيب، وتدخل بشري، وهذا جزء مهم في العملية العلاجية، موضحا أن "العلامات التي نراها كأطباء على المريض، ونربطها مع حديث المريض عن مرضه، وما نلمحه على جسده، فلا أعتقد بأنه في المستقبل القريب، سيكون هناك ما يحل محل الطبيب في هذا الشيء".
وأوضح، أن الذكاء الاصطناعي مكمّل لدور الطبيب ومساعد له، ويختصر الوقت على طرفي المعادلة كطبيب ومريض، مضيفا أن المهم في مهنة الطب والنقطة المهمة في التشخيص، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعامل معها، وهي "الإحساس".
وفي حين عزّزت روبوتات الدردشة، التكهنات بشأن ابتكار تطبيقات مستقبلية للذكاء الاصطناعي، كشفت هذه التقنية عن كفاءة كبيرة في قراءة الفحوصات الطبية، على سبيل المثال.
وأكد القرالة أنه على أرض الواقع، تكون المعطيات التي يراها الطبيب أمامه طبيعية، ولكن الإحساس الطبي يتدخل في كشف الكثير من الأعراض التي تكون غير شائعة أو واضحة.
وشدد على أن الطب لا يستقيم ضمن عملية "1+1=2"، بل هناك أمور لا تتماشى مع المعادلة الشائعة، ويرجع تقييمها إلى خبرة الطبيب وإحساسه بالمرض والمريض، وهذا لا يحل مكانه أي شيء آخر.
وأكد نقابيون أن القلق، يتزايد بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث فوضى في أسواق العمل، لاما يمتكله من قدرات على تقديم إجابات "شبه بشرية"، ونتائج غير متوقعة، لكنهم اعتبروا بأن إدخال الذكاء الاصطناعي في مجالات العمل، يزيد من مهارة الموظف، ويرفع من إنتاجيته، لتصبح بيئة العمل أكثر فاعلية وتفاعلية.
وفي نقابة المهندسين، أكد عضو مجلس النقابة وعضو اللجنة التوجيهية الوطنية للذكاء الاصطناعي المهندس محمود سلامة، أن الحديث كثُر مؤخرا حول أن الذكاء الاصطناعي بالوضع الطبيعي، وبناء على الدراسات التي جرت في بعض الوظائف، سيلغي ويخلق فرصا لوظائف جديدة مختلفة.
واعتبر سلامة، أن هذه الوظائف الجديدة، لها دور بتحليل البيانات هندسيا على سبيل المثال، وخلق نماذج، لها علاقة بالتصاميم، أكانت لآلات أو روبوتات أو أتمتة، مشيرا إلى أنها هذه التكنولوجيا، ستؤدي دورا في المعالجة، أكانت في المصانع أو في الشركات، أو أي مجال آخر.
وأكد سلامة، أن الذكاء الاصطناعي، وُجد حاليا ليكون مساعدا وليس ليحل مكان المهندس، مبينا أنه بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، فإنه يمكن للمهندس أن ينتقل من مستوى إلى آخر، ليصبح أكثر تخصصا في عمليات المعالجة والخبرة، كالتصميم وبناء نماذج خلاقة جديدة.
وعن إمكانية أن يكون الأردن قد تأخر نوعا ما في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، أكد سلامة "لم نتأخر، والمؤشر الأردني على مستوى العالم، تحسّن في هذا المجال".
وأشار إلى أن ذلك يعود لأسباب عدة، بحيث أصبح هناك استراتيجية وطنية وخطة تغذية وحوكمة للجهة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى العمل على مجموعة نشاطات في القطاعين العام والخاص، تتعلق بمجموعة مشاريع وبناء المعرفة والابتكار فيما تعمل حاليا جهات خارجية أخرى على أنظمة مطبقة بأي جانب من الجوانب التي تحتاج الذكاء الاصطناعي.
وبين سلامة، أن هناك ميثاقا أخلاقيا للعمل على تحسين المؤشر العام بشأن الذكاء الاصطناعي.
ومن جهة أخرى، عملت شركات كثيرة دراسات وبدأت في مشاريع الذكاء الاصطناعي وبناء المعرفة، عبر القطاع التعليمي في الجامعات لدرجات البكالوريوس والماجستير وجرى إعداد برامج وطوروا أخرى موجودة، بحسب سلامة.
وأضاف، أن هناك أشخاصا أثبتوا قدراتهم في جوانب استشارية داخل المملكة وخارجها بشأن الذكاء الاصطناعي، مبينا أن هناك مراكز تدرب وتبني معرفة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات والخبرات الذي هو جزء مهم في المرحلة المقبلة، خصوصا وأن الأردن والقطاع الهندسي يحتاج للتطبيق الواسع الذي عبره سيلامس الابتكار والاختراع الخلاق.