عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Aug-2020

(من حقيبتي) للكاتبة الإمام.. بين السيرة الذاتية والمذكرات

 عمان -الراي - فرح العلان - تجمع الكاتبة والإعلامية محاسن الامام في كتابها الصادر حديثا تحت عنوان «من حقيبتي، بين السيرة الذاتية والمذكرات وتجربة غنية من خلال محطات اعلامية في زمن السبعينات والثمانينات والتسعينات، بأسلوب رشيق بعيد عن الزخرفة.

جاء في مقدمة الكتاب: «محاسن الامام مقدسية المولد، اردنية الهوية، عربية الهوى، تعد من المناضلات في المجال الاعلامي، بل هي من الرائدات في هذا المجال». و"من حقيبتي» ما يجمع بين السيرة والمذكرات، وما يجمعته من مقالاتها المنشورة في الصحف،وليس كل ما كتبته، فلقيت في سيرتها الاولى (الطفولة) ما دفعها لشق الحياة بنفس الثائرة على الواقع، والمتمرد على الذات، وأمضت أربعة عقود من العمل في مهنة المتاعب الى ان تكلل نجاحها في تأسيس ورئاسة مركز الاعلاميات العربيات في عمان».
أكسب التنقل والسفر في عواصم عربية وغربية الكاتبة الامام تجربة جديدة في العمل الصحفي، وخبرة ودراية في شؤون الحياة، واطلاعا على ثقافات الامم، فكانت تلك التجارب معينا لا ينضب من الحكايات والقصص والعلاقات الاجتماعية وعلاقات العمل الصحفي، فلاقت التشجيع من طرف كما واجهت بكل حزم واقتدار من يضعون العصي بالدواليب.
تتمتع محاسب بأسلوب رشيق في الكتابة بعيدا عن الزخرفة والتزويق، بل هو اقرب الى البساطة في التناول، كي يصل ما تكتبه الى العامة من الناس كما يصل الى المثقفين، كما هو حال مقالاتها التي نشرت في الصحف، واستطاعت ان تجمع ما يمكن جمعه في «من حقيبتي»، مما اضاء جانبا اخر من جوانب حياتها.
كان لفواتح فصول كتابها اشتباك مع متنه، واضاءات على عبارات او كلمات كبار المفكرين والكتاب في العالم، وان دل انما يدل على ثقافتها التي زادت من وعيها في العالم، وتجلت من خلال سردها التاريخي لوقائع وواقع عاشته، ويمتد من الطفولة الى ما يقارب السبعين من العمر.
يجد قارئ كتاب «من حقيبتي» تجربة غنية وعميقة، تستحق الوقوف عليها، وتدفع بجيل الشباب الى رفض المسلمات في الحياة، والبحث عن الحقيقة الغائبة، والكلمة الصادقة، والايمان بالعقل لا بالنقل، والتمسك بالقيم النبيلة والمبادئ السامية، والتحدي للصعاب، ومعرفة عدوك قبل معرفة صديقك، والنضال من اجل الحق، الذي يجده ضائعا في زيف وتضليل ما اكتشفه الانسان من شبكات التواصل الاجتماعي والاعلام المضلل.
وقالت الكاتبة في خاتمة كتابها الذي جاء في 268 صفحة من القطع المتوسط :"عام 2020 انتهى الحظر ولم نعد نسمع صافرة الانذار تدوي ان نلزم بيوتنا في السابعة مساء، وقبلها السادسة.. وقلت عدد الحالات المصابة بتلك الجانحة والجائعة والجائحة...
ثلاثة اشهر ارغمنا فيها على الابتعاد عن التواصل الاجتماعي والابتعاد الجسدي، اصبنا في عزلة نفسية وكان التواصل بين الجميع عن بعد عبر هواتفنا الذكية، اصابنا بعض الاحباط بأننا لن نعود ثانية للحياة..
ولكن ها نحن ننطلق مرة اخرى الى ربوع الحياة الطليقة مجددا، ونرى القادم مشرقا..
اصابنا التعب والتوتر وضاقت بنا الحياة.. ولكننا خرجنا من هذه الجانحة.. الجائعة الجائحة..
أقوى مستفيدين من هذه الازمة بدروس وعبر ومواقف لا تقدر بأي ثمن بأن لا نلقي بتفاؤلنا ورائنا.. الكورونا اللعينة التي لا تميز بين امرأة ورجل او طفل علمتنا اهمية ان السعادة ليست بالاشياء الكبيرة وانما بأصغرها.. كانت بيننا ولم نشعر بها، وان نقدر ما بين ايدينا.. وجدنا ان كل ما كان يتعبنا من ازمة السير او مطبات الشوارع اصبح مطلبا واشتياقا بعدما قيدنا بقيود العزلة».