عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2019

يجب التوقف فوراً عن فكرة «الضمّ» - يوسي كلاين

 

يدور، الآن، حديث حول الضم، وهو حديث حذر وغير ملزم. مستوطنون وصهيونيون متدينون يقولون «ضم»، وعلى الفور يصمتون، يتحسسون، ويرسلون بالونات اختبار بسيطة. يقولون «ضم» وينظرون حولهم مثل الذي يصدم سيارة متوقفة ويريد الهرب دون ترك أي أثر.
نسمع المزيد عن «الضم» ولا ننفعل. نحن هكذا. ليس من السهل إثارتنا، هل تريدون تقليص مخصصات التقاعد؟ تفضلوا. تريدون عملية في غزة؟ تفضلوا إذا كان هذا الأمر يفرحكم. 
ولكن ضم؟ لماذا؟ هل من اجل أن يقولوا إننا «دولة تقوم بالضم» وليس «دولة ابرتهايد»؟ نحن حقا دولة ابرتهايد. 
«كيف يمكن حدوث أنه بعد ثماني سنوات على وجود الدولة ما زال لا يوجد وثيقة قانونية تحدد وتنظم صلاحيات السلطات»، سأل في حينه مناحيم بيغن في العام 1956. وحقيقة لماذا لا يتم استغلال الفرصة ليفرض علينا دستور وطني صهيوني ديني؟.
هذا سيكون دستورا متطورا، بدون حقوق للمواطن وصلاحية للمحكمة العليا، مع الولاء والاستقواء. 
هذه هي الفرصة التي يجب على الصهيونية الدينية استغلالها. انظمة من هذا النوع، تشعر الصهيونية الدينية بالراحة معها، تحتاج الى دستور. هذه الانظمة لا تقوم بايقاف الاشخاص في الشارع عبثا، دائما يوجد لها بند يبرر ذلك. دستور يجعل من الزائد وجود بند الاستقواء ويدفن وثيقة الاستقلال. هذا الدستور لن يتضمن فقط الضم، بل الترحيل الذي سيرافقه، والابرتهايد الذي يقوم بحمايته. هذا سيكون دستوراً يقوم بصياغته سموتريتش وايلي سدان سيلقحه، ويائير الصغير سيصادق عليه.
دستور وطني تم تفصيله على مقياس الصهيونية الدينية، التي سيكون اسمها «البيت اليهودي» أو اليمين الجديد، أو «البيت اليهودي اليميني الجديد». دستور سيغطي على فشل الصهيونية الدينية (52 سنة)، استثمار المليارات وأقل من 500 ألف يهودي انتقلوا من اسرائيل المكتظة إلى «ارض الآباء» الواسعة. دستور يقوم بتهدئتهم. هذا الدستور سيقوم بالغاء استحواذهم المرضي عندما سيصرخون «عززوني بشدة»، «أمسكوا بي قبل قيامي بترحيل العرب»، «أمسكوا بي قبل اقالة القضاة»، ويجب علينا عدم نسيان «أمسكوا بي، أنا سأقوم بالضم».
في المفاوضات الائتلافية التي ستجري بعد الانتخابات القادمة أو التي ستعقبها، ستطرح الصهيونية الدينية طلبا لا تنازل عنه وهو فرض السيادة على المناطق بصورة سيتم اعتبارنا بحسبها دولة ابرتهايد.
ولكننا سنتجاهل ذلك ونبعده جانبا. سيقولون لنا ترانسفير وسنجيب: هايتيك. سيتهموننا بالابرتهايد وسنجيب: غال غدوت (ممثلة). سينتقدوننا بشدة على اعتقال الاطفال في الضفة الغربية وسنجيب: انظروا الى الاورفيجين الذي نظمناه.
كان يمكن أن يكون هذا لطيفا، لكن زمن الصهيونية الدينية المعتدل وإضاءة وجه بينيت انقضى. 
الصهيونية الدينية هي جيل الصحراء. دولة الشريعة سيرونها ولكنهم لن يصلوا اليها. الناخبون دائما يسبقون زعماءهم في الطريق نحو الهاوية. بينيت تحدث عن غزة، لكن تفكير الصهاينة المتدينين بالضم. شكيد تحدثت عن المحكمة العليا، لكن ناخبيها لن يكتفوا بأقل من دولة شريعة.
بينيت وشكيد دفعا ثمن التخلف عن الناخبين. الفاشيون المتدينون حلوا محلهم. 
قم بتسميتهم فاشيين وهم لن يشعروا بالاهانة. هم فاشيون متدينون فخورون. هم سيديرون بفخر دولة ابرتهايد تحترم الفرائض الدينية، لكنهم لن يتنازلوا عن الديمقراطية الوهمية والمضروبة التي فيها الاغلبية هي التي تقرر. هم يعرفون أنه طالما هي موجودة فسيتم تأجيل المواجهة العنيفة التي يصعب منعها، بين أقلية متنورة وبرجوازية وعلمانية وبين أكثرية قومية مصابة بالجهل والفقر. وهم يعرفون من الذي سينتصر في هذه المواجهة.
 
«هآرتس»