سوشيال ميديا -
قلنا في مقالنا السابق أن الإحتلال الإسرائيلي لا يحتمل اقتصاد الحرب الطويلة ، وها هو ينقسم حكومة ونوابا ومجلس حرب على تعديل ميزانية العام 2023 وموازنة العام 2024 وسنشهد المزيد. الإحتلال الإسرائيلي أيضا لا يحتمل مواجهة ساحات قتالية متعددة في نفس الوقت ، ما يضطره لتوزيع عسكره على جبهات كثيرة كل تقارعه بطريقتها وبما تستطيع ، ما يمنعه من الإنفراد بجبهة واحدة يتفرغ بعدها وفقا لخياراته لجبهة تلو الأخرى ، ولنا في تاريخ الحروب أصدق أمثله ، منها حرب العام 1973عندما توقف القتال على الجبهة المصرية ما مكّن الإحتلال من التركيز على الجبهة السورية ، وحروب نابليون ومهاجمته روسيا إضافة لجبهاته الأوروبية الأخرى ، وعملية " بربروسا " في الحرب العالمية الثانية عندما هاجمت ألمانيا روسيا إضافة لساحاتها الأخرى لتنهزم قوات المهاجمين في الحالتين . تصاعد ردّ ساحة الضفة الغربية على عدوان المحتل على غزة ، وآخرها عملية القدس صباح اليوم وارتفع عدد شهدائها ، وردّت المقاومة في لبنان ، فلسطينية ولبنانية على المحتل لتهجّر سكّانه ، في نفس الوقت الذي راينا فيه صواريخ مقاومة تصل إلى " إيلات " لتقول لمن سكنوها هاربين من مستعمرات غلاف غزة " لامكان آمن لكم " ، ثم رأينا قنص سفن الإحتلال في البحر الأحمر بأثرها التجاري والنفسي وحسبة المخاطرعليه . قد تبدو للبعض مقاومة بعض ساحات المقاومة للإحتلال عديمة الأثر ، ما يذكرنا بمقولة " عبثية صواريخ غزة وأنفاقها " ، لكن ، وعلى الرغم من أن لكل مقاومة ساحاتها بمعركتها وطبيعتها وتوقيتها وحجمها ونوعيتها المختلفة ، إلا أن الإحتلال الإسرائيلي ليس استثناءا من هذه التجارب ، فالمقاوم في كلّ ساحة ، أعانه الله وشدّ أزره ، يضعف الإحتلال ، ما يذكرني هنا بمثلنا الشعبي " لا تحمّل صاحبك أكثر مما يحتمل " لئلا تخسره وتخسر عونه لك ، بينما أنت في حاجة كلّ عون