عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2019

لا تجعلها تقف عندك! - محمد داودية

 

الدستور - لو أن كل صاحب حساب، على منصات التواصل الاجتماعي، يفتح ويشاهد ويقرأ ويستمع، إلى كل ما يتلقاه من صور وفيديوات، لايف وغير لايف، وبوستات ورسائل صوتية ومواعظ وتحذيرات ونصائح طبية وخزعبلات عن الادوية التي تشفي من جميع الامراض على الفيسبوك والواتساب وانستجرام وتويتر وغيرها، و ما يصله على المجموعات التي يشارك فيها والتي تم حشره فيها، لما اكل ولا شرب ولا صلى ولا نام ولا حلق ولا استحم ولا قرأ ولا كتب ولا عمل ولا هنأ ولا عزى ولا اشترى ولا اجتمع ولا زار ولا مشى و لا مارس الرياضة واخذ القيلولة ولا ركب ولا سافر !!
يحصل ان يتلقى الواحد منا، الإدراج/البوست نفسه مرات عديدة، وان يتلقى اخبارا ساذجة لا تصمد للتدقيق والتحقيق، عمرها اسبوع او سنة او عدة سنوات، تم نفيها في حينه وبيان ما فيها من تلفيق وكذب!!
وكثيرا ما نقرأ أخبارا تحت عنوان «عاجل» !! وكأن ناقلها في سرعة واقلاع وكفاءة ودقة وكالات الأنباء المحترفة المتنافسة الخمس التي تعمل في الأخبار منذ أمد بعيد وتسيطر على 80 ٪ من اخبار العالم: الفرنسية تأسست سنة 1835، اسيوشيتد برس 1848، رويترز 1851، تاس 1906
ويونايتد برس 1958. وكالات الأنباء العالمية هذه تتسابق على نشر الاخبار في زمن يقاس بالثواني وليس بالدقائق!
اما المضحك فهو ان يطلب منك احد المتصلين، ارسال ما يصلك من مواعظ وادعية وحكم واقوال واشرطة وصور وترهات، إلى الأصدقاء على منصات التواصل الاجتماعي. والى الأصدقاء على المجموعات المختلفة، التي تشارك فيها، وان يستحلفك بالله أن «لا تجعلها تقف عندك». كي لا تخسر الثواب وكي لا يحيق بك العقاب. فأي هبل وخبل هذا الذي ليس فيه مجاملة ولا مجاراة.
يصلني سيل فيديوات ومواعظ وادعية وطرائف واخبار تنشرها وكالات الأنباء والمواقع الالكترونية، لا اخصص وقتا لقراءتها لكثرتها، إذ لو قرأتها، لاصبحت حبيسها ولما وجدت وقتا لقراءة ما احب ان اقرأ، ولما وجدت وقتا لأي نشاط آخر.
هذه ظاهرة عالمية تتفاقم في بيئة الجهل وعدم توفر الحاكمية الرشيدة والتضييق الإعلامي وكبت الحريات العامة وضعف الافصاح وندرة الشفافية وانسداد قنوات الاتصال والإقصاء ومطاردة الرأي الآخر. وقمعه.