عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2019

التهديد الإيراني.. نصف الكأس المليء - اليكس فيشمان اليكس فيشمان

 

يديعوت آحرونوت
 
يتحدث رئيس الأركان أفيف كوخافي عن 2020 كعام فيه احتمال عال لحرب مع إيران وفروعها على الحدود الشمالية. كما أن العام 2019 وصف في الجيش كعام مع احتمال عال للحرب، ولكن في غزة. اما حاليا، فهذا لم يحصل. العكس هو الصحيح. توجد احتمالية عالية بالذات لتهدئة في اطار تسوية، مهما كانت مليئة بالثقوب.
هذا هو دور رئيس الأركان: ان يرى نصف الكأس الفارغة وان يحدد للجيش أهدافا للجاهزية. فمنذ حرب يوم الغفران يتخذ الجيش جانب الحذر من الاعتماد على تحليل نوايا العدو، إذ ان تحليلات من هذا النوع افشلت إسرائيل المرة تلو الاخرى. كوخافي، كاسلافه، يؤمن بما تراه العينان الحادتان والاذنان الحساستان للاستخبارات. فاذا كان العدو مثلا طور ونصب اسلحة تعرض للخطر الاستقرار الإقليمي، ينبغي أن تعطى لذلك الاجوبة العسكرية وتحذير الجمهور من الآثار على الجبهة الداخلية. أي أن المواجهة العسكرية، سواء كانت جزئية أم كاملة، تحوم فوق رؤوسنا في الأشهر القريبة القادمة. هذا بالضبط ما فعله كوخافي في الأسبوع الماضي في الخطاب المقلق الذي القاه. الازمة موضع الحديث ترتبط اساسا بازمة النووي الإيراني وبقدر أقل بسورية نفسها.
غير انه أمام نصف الكأس العسكرية الفارغة، توجد ايضا نصف كأس مليئة تأخذ بالحسبان التغييرات السياسية السريعة الجارية حولنا، والتي يمكنها أن تغير الوضع من الأقصى إلى الأقصى وتلطف حدة البشائر القاسية. العام 2020 سيكون العام الذي يفترض فيه بالنظام السوري ان يقمع بقايا الثورة في شمالي الدولة ويعد سورية، كدولة، لعصر اعادة البناء. بعض من المواضيع توجد على جدول الاعمال السوري: تعزيز نظام الاسد تجاه الداخل، وخروج من العزلة الدولية – واساسا من العزلة الاقتصادية. سورية بحاجة، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة إلى ما لا يقل عن 400 مليار دولار لترميم البنى التحتية. هذه المبالغ المالية لن تأتي من دولة واحدة، بل من تحالف من الدول يمكنها أن تساعد في البناء المادي لسورية. منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011 دعمت إيران سورية بمبالغ بنحو 8 مليارات دولار في السنة. اليوم، في عصر العقوبات الاقتصادية، ليس لديها القدرة على المساعدة في مثل هذه المبالغ. الروس ايضا – الجهة السائدة في سورية – مقيدون جدا اقتصادية. النفط السوري في ايدي الاكراد، الأسواق اللبنانية التي استوعبت في حينه بضائع سورية في حالة افلاس، الحدود المؤدية من سورية الى السوق التركية مغلقة. سورية مخنوقة وتهديد العقوبات الامريكية على النظام السوري تقف على الأبواب.
ولدى السوريين تحدٍ “صغير جدا” آخر: ان ينزلوا إسرائيل عن ظهرهم. طالما يوجد تواجد إيراني على الارض السورية – يكون احتمال ان تهاجم إسرائيل. الضرر على النظام السوري هائل، إذ انه لن تكون اي دولة مستعدة لان تستثمر الأموال في دولة يمكن أن تندلع فيها في كل لحظة حرب بين اسرائيل وايران. واضح للاسد وخبرائه انه في كل خطة ترميم حقيقية لسورية – إيران هي عنصر معرقل. لقد وقع تعمق التواجد الإيراني في سورية عندما وقفت ايران في الزمن الصحيح الى جانب الاسد. في تلك الايام، التي تفكك فيها الجيش السوري، كانت إيران هناك: مع خبراء، السلاح، الميليشيات وبالطبع مع حزب الله الذي ملأ صفوف الجيش السوري المتناقصة.
إيران، عمليا، أنهت دورها في حفظ نظام الاسد. والان ستقاتل كي تحفظ مكانها في داخل سورية. بقدر ما تحاول إيران خوض منافسة عنيفة مع الروس على الهيمنة في سورية، او تعرقل العلاقة معها النظام السوري من كسر العزلة الدولية وميل الميزانيات، هكذا يهبط نفوذها في سورية وعلى أي حال يهبط ايضا مستوى تهديدها على اسرائيل من الاراضي السورية. حتى لو سقط صاروخ ايراني في تل أبيب في 2020 فستكون هذه عملية ارهاب معناها، من ناحية اسرائيل، ضرر معنوي – ولكن لن يكون فيها ما يغير الصورة الاستراتيجية الاقليمية التي تفقد فيها ايران من اهميتها كلاعب مركزي في سورية المرممة.