عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Apr-2021

هل تتدارك إثيوبيا .. حرب مِياه «فظيعَة»؟*محمد خروب

 الراي

لا أحد في الدول الثلاث المَعنية مُباشرة بأزمة سد النهضة الاثيوبي، يتوفّر على وقت كافٍ لتدارك مخاطر مُضي اديس ابابا في تنفيذ الملء الثاني للسدّ المُقرّر في الأول من آب القريب، في ظل ارتفاع حدة تصريحات مصرية وسودانية غاضبة, مَحمولة على تهديدات بعدم إيصال الامور الى نقطة اللاعودة.
 
ما يستوجِب إقلاعاً اثيوبياً عن نهج التسويف والمراوغة, الذي نجحت فيه طوال الاشهر الماضية, عبر استدراج القاهرة والخرطوم الى مفاوضات عبثية, لا تلبث ان تنتهي الى الفشل بعد بدئها, ثم تعاود اديس ابابا الكَرَّة مرة أخرى ولكن بأسلوب جديد ولغة مغسولة, سريعاً ما يتم فضحهما, فيما تواصل اثيوبيا تشددها والتمسّك بأجندتها الزمنية والاتكاء على خطاب مُخادع ومزاعم بعدم تعريض دولتَيّ المصب لأي اخطار او نقص في المياه. ودائماً بإدعاء ان اقامتة السد حق لها داخل اراضيها, فضلا عن الاستفادة من المياه المهدورة لانتاج الكهرباء والتن?ية, رافضة اي اقتراح يدعو لوساطة غير وساطة الاتحاد الافريقي, الذي لم يُفلح في بلورة خريطة طريق تقبلها اديس ابابا, لم تتردَّد القاهرة كما الخرطوم في ابداء المرونة الكافية, حدود الاستعداد للتنازل وغض الطرف عن معطيات معينة، لكن امبراطور اثيوبيا الجديد(مجرم الحرب والجرائم ضد الانسانية في حربه على أبناء شعبه/اقليم تيغراي), حامل جائزة نوبل لللسلام.. آبي أحمد رفض ويرفض كل مقترح, ولم يُبدِ رغبة في انجاح الحوارات التي تواصلت بلا نتيجة تُذكر، عازماً على فرض الامر الواقع على بلدَيّْ المصب, بل وثمة تسريبات تتحدث عن خطو? اكثر إيلاماً للقاهرة والخرطزم, سيُقدم عليها آبي أحمد وهي استعداده «بيع» مصر والسودان أي كمية من المياه مُقابل...المال.
 
هنا والآن تحضر التحليلات والدراسات التي طالما حذَّرت من «حروب المياه» التي تنتظر البلاد العربية, ليس فقط مصر والسودان وانما ايضا في المشرق العربي, إن لجهة مياه نهر الاردن الذي استحوذت عليه دولة العدو, أم خصوصا نهري دجلة والفرات اللذيْن تتحكّم بهما تركيا والتي طالما استخدمت انقرة مياههما لابتزاز (وتعطيش) سوريا والعراق.
 
مستشار للجنرال السوداني البرهان طالبَ «المجتمع الدولي» بالتدخّل لِحل أزمة سد النهضة قبل تحوّلها الى حرب فظيعة، فيما تتوالى تصريحات القاهرة المُحذِّرة من مغبة المضي قدما في ملء السد, دون توقيع اتفاق ثُلاثي مُلزِم.
 
في الخلاصة لا يتّسع المقام لسرد خلاصة ندوة «عِلمية» نظمتها السفارة الاثيوبية في اسرائيل, بحضور اكاديمي مُتخصِّص في الشؤون الافريقية بجامعة تل ابيب, يدعى حجّاي إيرلخ/مؤلف الكتاب الموسوم «الصليب والنهر: مصر، اثيوبيا والنيل» حضرها الى جانب سفيريّْ إثيوبيا وجنوب السودان سفيرة غانا.
 
كان أهم ما جاء على لسان الأكاديمي الصهيوني (ايرلخ): «سد النهضة هو زلزال مُدمِّر ضربَ مصر، و"عقل المصريين لا يستوعِب ان مرحلة جديدة في التاريخ تبدأ الآن بوجود سد النهضة». امّا الاكثر خطورة في ما قال هذا الصهيوني تشفِّياً بمصر: «سنرى قريباً بحيرة السد العالي وهي تفرَغ من المياه خلال سنوات قليلة».
 
فهل يُدرِك عرب اليوم.. خُطورة ما يُصِرّ آبي أحمد على تنفيذه؟.