عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Oct-2021

عن بعد.. التحول “الجزئي” هل يكفل تعليما عادلا لجميع الطلبة؟

 الغد-منى أبو حمور

 تواجه (شهد) في الصف السادس صعوبة كبيرة في متابعة دراستها بعد إغلاق صفها وتحوله إلى التعليم الإلكتروني بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا. متابعة الدراسة بين ليلة وضحاها عبر منصة درسك أمر في غاية الصعوبة، خصوصا أن المنصة تسبق المدرسة بكثير من الدروس وفق ما تقوله (شهد) ما شكل عبئا كبيرا عليها وعدم قدرة على المواءمة بين المدرسة والمنصة.
تقول شهد: “المشكلة ليست فقط في المادة وإنما أيضا في اختلاف طريقة الشرح بين معلمات المدرسة والمنصة”، لافتة إلى أن المعلم على المنصة لا يكرر الشرح بين الحين والآخر ولا يطرح أسئلة كما هو الحال في الصف ما يشكل صعوبة في الفهم وعدم قدرة على استيعاب الدرس كما هو الحال في الصف.
غياب التواصل الكافي بين المدرسة والطلاب في حالات التحول إلى التعليم الإلكتروني، قد يغيّب العدالة في الحصول على التعليم كباقي أقرانهم سواء الطلبة المخالطون أو المصابون، حيث يحظى أقرانهم بالتعليم الوجاهي والشرح المفصل من قبل المعلمات في حين يبقى الطالب المحول للإلكتروني أسيرا لمنصة درسك التي تسبقه بعدد من الدروس.
الطالبة دارين الفقهي تحولت إلى التعليم الإلكتروني، باعتبارها مخالطة لزميلتها المصابة، مع تأكيد معلماتها على متابعة منصة درسك اعتبارا من لحظة التحول.
“المنصة لا تعطي ما يحتاجه الطالب خصوصا مع امتحانات الشهر الأول”، تقول دارين التي تبين أنه من الصعوبة أن يدرس الطلبة المخالطون والمصابون على منصة درسك فقط من دون أي متابعة من قبل المعلمات والمدرسة.
وتضيف دارين يجب أن يدرس كل الطلاب بالطريقة نفسها، فالمعلمات لا يتابعن مع الطلاب المحولين إلى الإلكتروني، كما أن المدرسة لا تقوم بإرسال فيديوهات أو شرح للمادة المعطاة في الصف ويتركون الطلبة للمنصة التي تسبقهم في الدروس.
الأمر لا يتوقف فقط على غياب تلقي المعلومة اللازمة بحسب والدة عمر الذي تحول إلى التعليم الإلكتروني بعد إصابته بفيروس كورونا لمدة 13 يوما، بل تعداه إلى الواجبات التي ترسلها المعلمات على المنصة والتي لا تتناسب مع المادة التي وصل إليها الطالب في التعليم الوجاهي.
تقول “تفاجأت صباحا عندما فتحت منصة درسك؛ أن المعلمة أرسلت الواجب بناء على الدرس الموجود على المنصة والذي يسبق الصف بخمسة دروس”، واصفة؛ في ذلك ظلم كبير للطلبة وغياب للإنصاف، وحالة من الإرباك.
وكانت لجنة الأوبئة أوصت بالموافقة على تخفيض عدد أيام إغلاق الشعب الدراسية والتي تحولت للتعليم عن بعد بسبب ظهور إصابات داخل نفس الشعبة من 14 يوماً إلى 5 أيام دوام رسمي.
ضمان فرص تعليم متساوية ما بين الجميع هو ما يجب التركيز عليه عند التحول إلى التعليم الإلكتروني بعد أن تظهر 10 % من الإصابات داخل الشعبة الصفية بحسب البروتوكول الصحي، وفق الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة. ويبين النوايسة أن هنالك اختلافا كبيرا في نمط التعلم عن بعد والوجاهي الذي يعتمد على التفاعل المباشر ما بين المعلم والطلبة في محيطه وبيئته المدرسية، وبالتالي النتاجات التي تحدث في “الوجاهي” أفضل بمراحل.
ووفق النوايسة، يغيب التفاعل بين الطلبة والمعلمين ويبقى من خلال الدروس الموجودة على المنصة الإلكترونية.
الأصل في هذه المرحلة أن يكون هناك نوع من أنواع التواصل ما بين المعلم المعني الذي يدرس الطلاب على المبحث أو مجموعة المباحث الدراسية خلال الأيام التي يخضع بها الطلاب إلى التعليم عن بعد، هذا التواصل يمكن أن يكون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الواتس اب ويمكن استخدام الرسائل المباشرة بين المعلم وطلابه، وبالتالي يكون هناك نوع من أنواع التواصل الفعال.
ويذهب النوايسة إلى أن “التواصل بين المعلم والطلاب يمنح الطلبة الشعور بالقرب من معلميهم ويساعد على تقديم تغذية راجعة عن العملية التعليمية”، غير أن ذلك لا يتوفر لدى الطلاب الذين يتعلمون عن بعد.
ويمكن للمعلم استخدام نمط النشرات والتلخيص وغيرها من أنماط التعلم التي تسهل على الطلاب القيام بالواجبات من خلال مجموعات التواصل الاجتماعي، بحيث يشعر الطلاب أنهم موجودون داخل الصف ومُتابعون من قبل معلميهم.
أخصائية علم النفس التربوي الدكتورة سعاد غيث بدورها تشير إلى أن الطلبة لم يعتادوا بعد على نظام التعليم الجديد سواء بالتناوب أو حتى التحول إلى التعليم الإلكتروني لعدة أيام بسبب ظهور حالات إصابات، ما يشكل حالة من الارباك وعدم الاستقرار التعليمي.
الظروف الدراسية الجديدة التي يمر بها الطلبة وفق غيث تجلب معها شيئا من التوتر والضيق والضغط النفسي، والمطلوب من المعلمين وأولياء الأمور في هذه المرحلة، التكيف، وهي فرصة حتى يتعلم خلالها طلبة المدارس أن هناك بعض الأوضاع التي تفرض عليهم أن يغيروا من طرق تفكيرهم حتى يتوافقوا معها. وعلى المدرسة والهيئات التدريسية إدارة هذه الظروف التعليمية على أكمل وجه لكي يتمكن الطلبة وذووهم من أن يتفهموها وتوصيل المعلومة للطلبة حسب مراحلهم النمائية باعتبار أن هذه أفضل السبل المتاحة أمام صناع القرار لمواجهة الظروف الوبائية.
وتضيف غيث “يجب الاستماع إلى آراء الطلبة والضغوطات التي يتعرضون لها خلال فترة التعليم الإلكتروني وتفهمهم وعدم انتقادهم”، وإعطاؤهم مساحة من حرية التعبير وعدم إنكار المشاعر السلبية لديهم جراء تحويلهم إلى التعليم الإلكتروني. وعلى جميع الأطراف التكاتف لتجاوز هذه الأيام التي يتم فيها التحول إلى التعليم الإلكتروني، بحسب غيث والأصل أن يقوم المعلمون بمنح الطلبة الشعور بالعدالة في التقييم ومتابعتهم أسوة بأقرانهم في التعليم الوجاهي ومعاملتهم وكأنهم شعبة جديدة ومتابعتهم وإعادة المادة للطلبة كما هو الحال في الوجاهي والحرص على ألا يظلم الطالب أو أن تفوته معلومة أو معرفة.
وكانت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة نجوى قبيلات أكدت أن لجنة الأوبئة أوصت بالموافقة على تخفيض عدد أيام إغلاق الشعب الدراسية والتي تحولت للتعليم عن بعد بسبب ظهور إصابات داخل نفس الشعبة من 14 يوماً إلى 5 أيام دوام رسمي.
جاء ذلك بعد اجتماع ضم أمين عام وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي وخلية الأزمة في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الأحد.
وأوضحت الدكتورة قبيلات خلال تصريحات صحفية، أنه في اليوم الخامس يتوجب على الطلبة الذين تم تعليق دوامهم بسبب ظهور نتائج إيجابية لأقرانهم في ذات الشعبة أن يقوموا بإجراء فحص (PCR) في المراكز الصحية والطالب الذي تكون نتيجة فحصه سلبية أن يعود للدوام بعد اليوم الخامس وهذا أول تعديل على البروتوكول الصحي الذي كانت قد نشرته وزارة التربية والتعليم
وأشارت الدكتورة قبيلات إلى أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا في المدارس لا يثير القلق، حيث أن النسبة التراكمية لعدد الإصابات منذ بدء عودة التعليم الوجاهي حتى اليوم بلغت تقريباً 6 آلاف، أما الحالات النشطة والتي لازالت تتلقى العلاج أو تحولت إلى التعليم عن بعد فقد بلغت ألفي حالة.
وفيما يتعلق بالشعب التي تم إغلاقها، قالت الدكتورة قبيلات بلغت 2 بالألف من مجموع الشعب والبالغ عددها حوالي 82 ألف شعبة.