عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Aug-2020

أبواق نتنياهو نسيت الاحتجاج الشعبي - ستاف شبير

 

هآرتس
 
صديق جيد ومعلم شاب قال لي إن ضميره يؤلمه، خلال اسابيع خاف من احضار اولاده الى المظاهرة بسبب الخوف من عنف مؤيدي نتنياهو، في يوم السبت الماضي لم يستطع تحمل المزيد من الوخزات في قلبه ووقف على الجسر مع اولاده، وقد حملوا اعلام اسرائيل وهو قام بالمراقبة ونظر الى كل الجهات بأرجل مرتجفة، ليس لدينا الحق في أن نخاف الآن.
الاحتجاج ضد نتنياهو يتعاظم، هذا احتجاج شعبي ومذهل بجماله، وبدلا من قيادة رسمية، كل واحد من المشاركين والمشاركات هو قائد بنفسه، وكلما زاد الاحتجاج فهو سيحطم تحالف الفساد، وليس غريبا أن نتنياهو خائف منه. لذلك، أبواق اليمين تحرص على أن تلصق بالمحتجين دوافع غريبة والادعاء بأن الامر يتعلق باحتجاج تآمري قام به معارضوه. “ليس شعبيا، بل وهميا”، هذا اسلوب معروف، لكن في نظر كتاب اليمين فإن الانتظام الشعبي هو أمر غير مفهوم ولا بد أن يكون هناك سبب لذلك.
نتنياهو هو السياسي الوحيد الذي صعد الى السلطة عن طريق احتجاج تم تنظيمه بتمويل اجنبي. وهكذا كان الامر: عندما كان رئيس المعارضة نظم تبرعات في الخارج لاحتجاج جنود الاحتياط ضد اهود اولمرت، وقام بتبديل اجهزة الهاتف من اجل منع التشخيص. ومثلما نشر رفيف دروكر – تجنيد لصالح جمعية “اذا شئتم” التي اهتمت بهذه الاستراتيجية. ليس مفاجئا أن جمعية “اذا شئتم” مولت التماسا للمحكمة العليا ضد الاحتجاج في بلفور وهي تقود المظاهرات امام رئيسة المحكمة استر حيوت. ومن غير المعقول جدا أن من يحذر ويصرخ امام كل الميكروفونات بأن الاحتجاج ضده ممول، هو بالفعل السياسي المتورط في تمويل الاحتجاج – الفاشل – لصالحه. في علم النفس يسمون هذا “اسقاط”.
في اليمين معتادون على هذا الاسلوب. منذ سنوات وهو في السلطة ويحظى بميزانيات ضخمة وبالقوة. الآن ينظم الاحتجاجات من قبله مجلس “يشع”، الذي يمول حافلات لمظاهرات ضد الحكومة (من اجل دفعها على بناء المستوطنات) وهذه تضخ اليها اموال ضرائبنا عبر مسار غير مباشر. ليس مفاجئا أن من تربوا في هذا المناخ يجدون صعوبة في تشخيص احتجاج اصيل: من ناحيتهم ليس هناك شيء كهذا.
لذلك، وزراء من اليمين منشغلون في العثور على لوائح ميزانية سرية من اجل تحويل اموال دولة الى جمعياتهم. الامر الذي لا يفهمونه هو أنه ليس هناك اموال في العالم، حتى جميع الاموال التي توجد في كازينو ادلسون، يمكنها أن تصنع احتجاج عظيم مثل الاحتجاج الجاري الآن. آلاف المواطنين الذين تظاهروا ضد فساد الحكومة رغم التشويهات في وسائل الاعلام، جنرالات في الجيش الاسرائيلي الذين وقفوا لسنوات وحدهم وحملوا لافتة على الشارع، وعشرات الآلاف الذين يتدفقون الى القدس في وقت وباء خطير – لم يكونوا قادرين على المواصلة فقط من اجل الاموال. إن المحفز للوقوف امام الشتائم وامام خراطيم المياه العادمة وامام الاعتقالات – اكبر من الأجر. عندما تقف في ساحة الحرب فأنت تكون قوي فقط اذا كنت تدافع ايضا عن عائلتك وعن المجتمع الذي تعيش فيه، وليس عن نفسك فقط.
في السنوات الاخيرة تلقيت تهديدات بالقتل من مؤيدي منظمات فاشية وعنصرية حاربت من اجل ابعادها عن الكنيست. لو أنهم سألوني ذات مرة اذا كان هذا شيء يمكنني تحمله، ربما كنت سأقول لهم لا. ولكن في وقت النضال عندما تكون النار مشتعلة داخلك فإن الخوف يختفي. هكذا يشعر كل من يحارب الآن في الشارع أو ينام في الخيمة قرب اسوار بلفور. هو يفهم أن الحكومة تدهورنا نحو الهاوية، وضميره أقوى من رجفات قلوبنا.
ربما أنه في نظر نتنياهو الناس الذين يعملون بدافع الايمان وليس لصالح مصلحة شخصية هم كائنات من الفضاء. ولكن في الواقع نتنياهو هو المقطوع عن الكرة الارضية. من يعيش في اسرائيل يعرف أنه من اجل مستقبل مجتمعنا يجب ايضا أن نضحي.