عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2019

أنجب الوزراء والسفراء والقضاة وضباط القوات المسلحة وكبار الأطباء «حي المعانية».. حكاية وطنية تُزهر فوق روابي عمان الهاشمية

 

عمان - الدستور- محمود كريشان - إن التجمعات السكانية الأولى في عمان القديمة والعنصر السكاني الذي استوطن في مدينة عمان، كانت في أول النوار عندما كانت العائلات الوافدة إلى العاصمة تقطن في المناطق المحاذية للماء والأسواق التجارية وفي السفوح المحيطة في قاع المدينة.
وفي هذا الخصوص يقول المؤرخ عبد الله رشيد، إن أهالي عمان تعارفوا على تسميات معينة للأحياء التي قطنوها وهذه التسميات فرضتها طبيعة وظروف نشأة المدينة..
نتوقف اليوم عند أحد أقدم الأحياء العمانية الوادعة «حي المعانية» الذي يقع في طلوع المحطة باتجاه ماركا الشمالية وقد كان أبناء هذا الحي العريق أول الانتماء والعطاء يحرسون مجد الوطن، وقد نهضوا كتائب جنود وزنود يحافظون على سيادة الأردن لتبقى راياته على عهدها تعانق الفضاء؛ ليبقى الأردن الهاشمي الوطن الأحلى والأغلى.
شاهد عيان
ويقول الحاج حسن النسعة، إنه كان واحداً من بين أشخاص قلائل قدموا من مدينة معان للعمل في محطة سكة حديد عمان وذلك نظراً لخبرة أبناء معان في مجال السكك الحديدية إذْ إنّ مدينة معان كانت إحدى المحطات الهامة التي يمر منها القطار إلى الحجاز.
ويضيف الحاج حسن النسعة: إنهم حين باشروا العمل في السكة وبدأوا بإحضار عائلاتهم للاستقرار في المنطقة الواقعة بمحاذاة الخط شرقاً وسميت المنطقة باسمهم حي المعانية في الوقت الذي لم يكن لديهم العلم لمن تعود ملكية تلك الأرض، فبعد أن قاموا ببناء بيوتهم الطينية التراثية ومارسوا حياتهم الاعتيادية فوجئوا بشخص تركي الأصل يدعى جلال بيك مؤيد يدّعي ملكيته للأرض ويبرز سندات التسجيل الخاصة بها ثم يعرض عليهم بيعها، إلا أنهم رفضوا لاعتقادهم أن وجودهم في الحي مؤقت، وأنهم لا بد وأن يعودوا إلى بلدهم معان عندها قام الرجل التركي ببيعها إلى خليل التلهوني وعيسى فريّح وبعد فترة اتفق الجميع على الاستقرار في الأرض فعرض عليهم عيسى فريّح بيعهم الأرض بسعر ثلاثة قروش للمتر الواحد، ثم قاموا بشراء حصة خليل التلهوني بأكملها.
الطبيب كاتبي يتذكر
فيمال يقول الدكتور موفق خزني كاتبي احد اقدم سكان ضاحية سكة الحديد الواقعة في محيط الحي انه كان من سكان حي المعانية لطفي الكردي. تزوج إحدى بناته رسيلا، شاب من ماركا هو سليمان الحافظ الذي صار وزيرا للمالية وسكن الحي -أيضا- عبده نقاوة وكان من كبار تجار سوق المحطة، ومن سكانه -ايضا- داود العبادي من ماحص صار يخطب في مسجد المحطة ومن أبنائه د.عبد السلام الذي صار وزيرا للأوقاف.
ويضيف كاتبي كان محمد مامو سائقا للقطار، وهو كردي من تكريت وكانت زوجته أم يوسف القابلة الوحيدة في المحطة. كانت تعطي قسيمة المواليد إلى المختار عبد الكريم الدر الذي يوصلها إلى مديرية الصحة بخط لا يكاد يقرأ؛ ما سبب اشكالات فيما بعد فيما كان على الطالب في المرحلة الإعدادية والثانوية أن يلبس الحطة والعقال؛ وإلا فإن المدير حمد الفرحان يعيده إلى المنزل قائلا، إن الحطة والعقال هما الباقيان علامة على الشرف العربي الضائع فيما كان الأمير عبد الله وهو في موكبه غير الرسمي إذا رأى شابا دون غطاء الرأس يبعث وراءه لينصحه بأن كمال الإنسان في غطاء رأسه.
ولفت كاتبي الى انه قد سكن الحي النجار جميل الترك، وزوجته أم أمل، وهي شركسية وابنتها أمل التي أصبحت فيما بعد المطربة طروب ولم يرزق جميل بأولاد، كما انه سكن الحي محمد الكردي وقد أصبح ابنه الطيار المقاتل صالح الكردي مديرا لسلاح الجو.
كبار الشخصيات
 في غضون ذلك عاش في رحاب حي المعانية الوادع عدد كبير من رجال الدولة والمسؤولين والأطباء والمثقفين وكبار الضباط، فقد أنجب هذا الحي وزير الداخلية في حكومة الشهيد وصفي التل المرحوم ابراهيم الحباشنة ونجله السفير بوزارة الخارجية نصار الحباشنة ومدير الثقافة العسكرية الأسبق اللواء المتقاعد عبد المجيد مهدي النسعة ووزير المالية الاسبق سليمان الحافظ ورشيد وطلال عريقات واللواء المتقاعد «مخابرات عامة» ذيب بدر وقائد القوات الخاصة اللواء المتقاعد عز الدين أحمد جانبوط واللواء الركن المتقاعد وليد فارس كريشان واللواء الطبيب سالم عميش وقائد موسيقات القوات المسلحة جمال زريقات وأعرق أطباء عمان الدكتور موفق خزني كاتبي وأحد مؤسسي النادي الفيصلي المرحوم يوسف مامو والمؤرخ الدكتور سعد أبو دية ورئيس المحكمة الأسبق القاضي محمود فريّج واللواء المتقاعد «مخابرات عامة» عبد اللطيف حسين عساف، والمرحوم محمد ذيب كريشان «ابوقاسم» السائق الخاص سابقا لسمو الامير محمد بن طلال، العميد المتقاعد «مخابرات عامة» عبدالله الخوالدة ال خطاب، وأحد مرافقي المغفور له الملك الحسين -طيب الله ثراه- هاني أسعد الشركسي أبو مهند وأحد أقدم فرسان الجيش العربي حامد سلامة جبور المجالي والمرحوم المحافظ عمر محمد مصطفى الحياري، والمحافظ حسن عبدالقادر عساف، وأحد مؤسسي شركة الكهرباء الأردنية عزت جوخدار والسائق الخاص للمغفور له الملك الحسين المرحوم احمد جانبوط ابوهاني وطبيب الاسنان الشهير احمد خالد خوست والمرحوم العميد «امن عام» محمد راتب الديخ والفنان فؤاد الشوملي والدكتور احمد شكري النسعة والمهندس عليدي، والعقيد خالد روحي ابوحيانة واحد مؤسسي الخط الحجازي الاردني المرحوم محمود كريشان «ابوحسين» والنقابي المرحوم نصر المجالي والمحامي عبداللطيف النسعة والمحامي ابراهيم الضمور والمرحوم الشيخ عيسى مطر ابومطر والممثل العريق المرحوم وليد بركات، ولاعب الفيصلي في السبيعينيات الكابتن الطيار عوض بشير والعقيد الطيار المقاتل محمود ذيب الدر والطبيب عايد محمد احمد الخولي وشقيقه الدكتور بسام الخولي المدرس في الجامعات السعودية والضابط عوني ابوكركي والقاضي علاء مصطفى عساف والمسؤول في الضمان الاجتماعي سامي الرواد والمسؤول السابق في مؤسسة الاسكان عبدالله حسين عساف والكابتن زهير قاسم عبدالدايم، وعلماء في الشريعة الاسلامية مثل الشيخ عبدالله ماجد عبدالدايم والمرحوم الشيخ دخل الله فخري المعاني والمرحوم الشيخ عبدالقادر خلوصي والشيخ سنقرط ومأمور اجراء عمان الاسبق سليمان عطاالله كريشان والعقيد المتقاعد «مخابرات عامة» كمال سلطان والمرحوم ابواكرم النسعة وعدد كبير من المسؤولين
عائلات كريمة
قطنت في الحي عائلات محترمة وكريمة مثل: الصالحي/ القلم وعميدهم الحاج مروان القلم ابوشادي/ جاموس/ الترك/ زمخشري/ خماش/ ابوعنزة/ الزعبي/ الجمزاوي/ خريم/ ادريس/ خلوصي/ الباز/ الشوملي/ حويلة/ طبازة/ جوخدار/ مامو/ خوست/ جانبوط/ زريقات/ ابوجسار/ ابونوار/ الافغاني/ الجبور/ صيقل/ سنقرط/ الضمور/ الكوبري/ الكردي/ الافغاني/ الحياري/ النمري/ عميش/ الجريري/ الشيخ.
دكاكين وبقالات
 البقالات التي في حي وهي قديمة جدا بقالة ابوعبده زين العابدين»المختار» وهو من اصول شامية عريقة اقترن بالمرحومة الحاجة ذيبة خليل كريشان «ام عبده» وانجبوا ذرية صالحة ومتعلمة ومنهم المرحوم الحاج عبدالهادي الذي يعتبر من وجهاء الحي ومصلحيه ومن الساعين دوما لعمل الخير واصلاح ذات البين وابنه حسين كريشان المدير المالي في بلدية الرصيفة وبقالة عالية للمختار ابراهيم عطالله خليل كريشان وهي على الشارع الرئيس في الحي وسميت بالستينيات باسم «عالية» تيمنا بشركة الطيران الاردنية «عالية» حيث كان يعمل مالكها المرحوم عطاالله كريشان «ابوخليل» في شركة عالية بالمطار وبقالة الحاج سلطان وهي للمرحوم سلطان حجازي ونجله العقيد المتقاعد من المخابرات كمال سلطان وبقالة التوفيق لصاحبها الحاج ماجد عبدالديم وبقالة ابواشرف وهي عائدة للمرحوم عبدالله محمد كريشان وبقالة ابوزياد البطاينة ونجله طيار مقاتل في سلاح الجو استشهد نتيجة عطل فني بطائرته، وكان ايضا ثمة محل لبيع الخضار قديم جدا هو للحاج عبدالحميد ابوعلي.
 فريق الوحدة
 كان في الحي فريق كرة قدم قوي اسمه نادي الوحدة وكان نجومه من ابناء الحي، وهم: عماد فريج وحارس المرمى طوني الدلو وسليمان عطاالله كريشان ويوسف عبدالدايم ومعين ابوكركي ومعن علوش وهاني سليمان الترك والمرحوم محمد راتب الديخ وكمال سلطان وماهر جمعة وعوض بشير ويوسف الشربيني وعايد الخولي وزكي عبدالسلام الكوبري والشركسي.
مزيج رائع
سكان الحي يشكلون مزيجا جميلا عائليا من ابناء معان ومن الشوام والاكراد والشركس والفلسطينيين القدماء لكن اطباع جميع سكان الحي وعادتهم متشابهة من جهة التقاليد والاطعمة ونمط العيش، فيما ابناء معان في الحي دوما على تواصل مع مدينتهم حيث يتميزون بانهم يقومون بواجبهم الانتخابي في مدينة معان ومن يزور الحي من معان ينام عند اقاربه الذين يتمتعون بذات مزايا المعيشة في مدينة معان.
لحظة وفاء
 ولابد لنا ان نتوقف في الحي عند قصة حاجة فاضلة يحبها الحي ويقدر نضالها في تربية وتعليم ولديها هي المرحومة الحاجة ام عايد الخولي وهي من اقدم سكان الحي وتمتد جذورها الى احدى قرى فلسطين المحتلة وتمكنت بجهدها وعرق جبينها تعليم ولدها الطبيب عايد محمد احمد الخولي الذي يعمل الان طبيب جراحة عامة في كبرى المستشفيات السعودية وولدها الاصغر الدكتور بسام محمد احمد الخولي الذي يحمل درجة الدكتوراه من الجامعات الامريكية ويعمل مدرسا جامعيا في الجامعات السعودية ويواظبان باستمرار على التواصل وزيارة الحي.
هنا حي المعانية
*سجن المحطة كان يقبع اسفل الحي وكان بمثابة السجن المركزي للإمارة بنى مدير السجن حلمي الصبان، وهو دمشقي، له بيتا فخما، وقيل انه استخدم المحكومين بالأشغال الشاقة في بناء البيت.
*يقول د. موفق كاتبي: في أكثر بيوت حي المعانية لا بد من وجود نبتة العطرة، يضيفون ورقها إلى الشاي تسمى «نعنع معاني».
*شهد الحي اكبر تجمع لابناء الوطن في تاريخه عند استقبال جنازة الشهيد وصفي التل العام 1971 الذي مر من الحي بعد ان وصل الى مطار ماركا العسكري وقد رفعت فوق بيوت الحي رايات سوداء،ولم يفتح الاهالي اجهزة التلفاز لمدة 40 يوما حدادا على الشهيد التل.
*يقول الدكتور كاتبي: قال لي أبي: سلم على عمك الباشا فسلمت عليه وقبلني، وقلت لأبي: هذا رجل مثلنا، فأجابني: هذا وجيه معان «حامد باشا الشراري».
*ويعاني الحي من ضعف الخدمات وابرزها اعادة تأهيل الادراج التراثية النتشرة في الحي الوادع.
*في الحي -ايضا- كانت بداية انطلاقة فرقة معان للفنون الشعبية الشهيرة من خلال ابوخالد الخطيب الفناطسة والشيخ عباس ابوجري ال خطاب وشقيقه العازف العريق بسام عباس ابوجري ال خطاب.
*مسجد ابي القاسم في الحي وهو من اقدم واعرق مساجد عمان وهو بحاجة الى صيانة عاجلة ومصلى للسيدات لبناء طابق علوي نظرا لاقبال ابناء الحي منقطع النظير على اداء الصلوات.
*من سكان الحي كان احد اقدم العاملين في سكة الحديد المرحوم على الترك ابوسليمان وهو من تركيا اصلا وحضر الى الحي مع الدولة العثمانية وله ابناء في الحي هم المرحوم سليمان الترك ابوهاني والضابط الاسبق في القوات الخاصة عادل الترك وشوكت الترك وعدنان الترك.
*كانت حاكورة منزل المرحومة الحاجة أم زهير حويلة تضم اصناف الورود والياسمين وشجرة توت ضخمة وكانت الحاكورة ملتقًى لعجائز الحي في الصباح والمساء.
*كان الحي مزدهرا نوعا ما عندما كان مطار ماركا هو المطار الوحيد في الاردن وكانت شركة عالية «الملكية الاردنية» فيما بعد تحط فيه وكافة الطائرات العالمية الاخرى كذلك يتواجد في الحي للان باب طلال وهو مدخل جانبي لسلاح الجو الملكي فيما القطارات اسفل الحي, وصوت الطائرات اعلى الحي، وبوندد عمان في نهاية الحي.