عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-May-2019

الشاعرة إيمان العمري: يتملكني في رمضان طقس إبداعي تأملي
 
عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء - شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الشاعرة إيمان العمري، فكانت هذه الرؤى والإجابات.
* ماذا عن طقوسك التي تمارسينها كمبدعة خلال شهر رمضان؟
ـ الحاملون الأرواح المتعبة مذ خلق الأرض ومن عليها ومنذ وكل الله أمانته للإنسان في خلافتها كان لا بد من عودة دائمة وانطلاقة إلى عوالم الروح والدهشة والتي تعيدك من يقينك من أنك غريب إلى حضور بين يدي الله مختلف؛ فنقطة الانطلاق في عوالم الروح وتحرير الجسد من زخم حضوره تدعونا للتفكير والإبداع لئلا توغل هذه الروح في خدمة الجسد وتنسى ما يتخللها من سماوية ونور رمضان عندي أستطيع أن امسك من خلاله مقودا سحريا عجيبا، وتهزني الكثير من المشاهدات في رمضان؛ فالروح والجسد يتناغمان وتتصافيان وتتفقان على آلية درج الصعود بهذه النفس المهمة إلى التزكية حتى تتيه في عالم رباني بديع يهزني القرآن وكأنني في كثير من المواضع أسمعه للمرة الأولى. الحياة بمفرداتها المتعددة والمعقدة كالموت والنشأة والمصير والحقائق والشهادة والعيب نزلت حقائقها الإيمانية بتفاصيلها المعجزة بلسان عربي، في شهر رمضان إذن فأي طقس إبداعي صوفي تأملي يتملكني، إذ أشعر بفلسفة المكنة منذ صنيعة الكون بكيفيتها وأسابق الزمن الذي لا يتوقف عن الركض ثانية وأسابق الغياب والحضور في إثبات الذات بين يدي الذات العلوية في حسن التعامل مع قطعة الوقت الثمينة التي تعدل بها ليلة كألف شهر لتعيد لنا معادلة الزمن بالعبودية إنها هدية ربانية عظيمة تلك الأوقات التي حبانا الله إياها، في شهر رمضان مواسم من التوبة والمغفرة وإعداد ذات نورانية تتخلص من علق الصلصال أبواب من الفتح والعروض الربانية العظيمة وحالة من يقين يجعلك بخف ريشة إذن لا ريب أنه أعمق من صوم جارحة عن طعام وشراب
* هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أم فرصة للكتابة الإبداعية؟  
ـ الكتابة الإبداعية يسبقها بشكل عام مخزون فكري عميق وكذلك إن صح التعبير وقود روحي وهذا لا يتأتي إلا من خلال ساعات من الصفاء والتأمل ورمضان بطبيعته شهر تجد النفس فيه مهيأة طاهرة وتنشد الطهر وتتقرب وتتعبد وتنتج ثمار عبادتها وتقطف متذوقة ومن يتق الله يعلمه الله الكثير من الفتوحات الفكرية والأديبة عندي كانت في الشهر الكريم كمجموعتي الأدبية في «سجدتي» وهي في الأدب الصوفي ومجموعتي الأدبية «توضأ بالندى».
* برأيك ما الذي ترينه مميزا في رمضان عن أشهر باقي السنة؟                 
ـ هذا الشهر تئن به براعم الطين عطشا وجوعا وصبرا فتتفتح شغاف الروح ندى وسقيا ونورا علاقات وفضاءات وتقاليد لا نستطيع ولا نحب أيضا أن نغمض عنها في الشهر الفضيل؛ لأنها من جماليات هذا الشهر كصلة الأرحام التي تكسب النفس تزكية عالية. 
* ما هي رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟                  
ـ الجانب الثقافي من البديهي أن يتساوق مع قدسية الشهر الفضيل والجانب  الثقافي واسع جدا من خلال أبجديات هذا الشهر من خلال طرح قضايا دينية وأدبية وقصائد صوفية أو دينية كذلك ما يهم نوعية هذا الأدب بكافة أشكاله وتوظيفه بطريقة طرح محببة وواعية. 
* هل ثمة حقول معرفية تفضلين القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم.
ـ أحب أن أتفرغ في هذا الشهر الكريم للقرآن وعلومه من تفسير الآيات و ظلالها؛ فأنا أحب أن أعيش الآية بمفرداتها وحدي أسجل ملاحظاتي في التفسير والبلاغة والإعجاز ثم أقارن مع التفاسير وعندي كتاب قد عكفت على تأليفه منذ سنوات اسمه تأملات قرآنية أسأل الله أن يرى النور وأن ينفع به العادات والتقاليد في شهر رمضان هي التي تضيف التميز والبهجة لهذا الشهر لذلك نحرص على أن تكون على أكمل وجه من الجمال. السحور والتراويح والتهجد والزيارات  وتفقد الأرحام وإقامة الولائم وإعداد الإفطارات الرمضانية العامة والعيديات وصديقات الفطر كلها تشكل عقدا فريدا من الجمال أعاده الله على الأمة الإسلامية باليمن والبركات.