عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Nov-2022

الباحثة جاكي صوالحة تخط “أصوات روح المرأة الريادية في الأردن”

 الغد-عزيزة علي

ضمن سلسلة “فكر ومعرفة”، صدر عن وزارة الثقافة كتاب بعنوان “أصوات روح المرأة الريادية في الأردن”، للباحثة جاكي صوالحة، يسلط الضوء على نساء أردنيات أثرن في المجتمع الأردني.
الكتاب الذي قام بترجمته الكاتب د. مروان الجراح، لصالح مركز الترجمة في الجامعة الأردنية، جاء ضمن إصدارات مئوية الدولة الأردنية، وقد أهدت المؤلفة الكتاب، تخليدا لذكرى الدكتورة رلى قواس أستاذة الأدب ومؤسسة مركز دراسات المرأة بالجامعة الأردنية، وستيفانيا ربنهاردتير خليفة القنصل الفخري العام لأيسلندا في الأردن.
الكتاب جاء في ثلاثة أجزاء، كل جزء يتفرع منه فصول، الجزء الأول جاء بعنوان “من بلاد الشام”، ويتضمن خمسة فصول تتحدث عن نساء رائدات، وجاء الجزء الثاني بعنوان “الانتقال إلى حالة الدولة”، ويشتمل هذا الجزء على عشرة فصول، فيما جاء الجزء الثالث بعنوان “توسع الآفاق” ويشتمل على ثمانية فصول.
وكتبت مقدمة للكتاب، الدكتورة سو جونز، وهي باحثة زائرة في الشرق الأوسط، جامعة لندن، التي ترى أن هذا الكتاب متميز؛ حيث يوفر مساحة لجيل من النساء اللواتي قد لا يتواجدن في الكتب الأكاديمية الأخرى، كما أنه يوضح الاتجاهات العديدة المختلفة التي كانت النساء رائدات فيها في الأردن، ولكن كل واحدة على طريقتها الخاصة، فقد تمكنت معظم هؤلاء النساء من تحقيق التوازن الصعب بين الإحساس القوي بالأسرة والثقافة، وتحقيق طموحاتهن المهنية الفردية، فكان هذا إنجازا مهما في سياق الأردن آنذاك.
وتضيف جونز “لم تكن هذه الكوكبة من النساء تكتب تاريخها الخاص، لذا فإن هذا الكتاب يعد تسجيلا ثمينا لأصواتهن، ومن المهم أن يكون لدينا شيء من هذا السجل، فهو جزء من تاريخ الأردن، وهو بالتأكيد كما تقول المؤلفة، “عادة كتابة النساء إلى التاريخ”، والأمر المثير للاهتمام أن هذا الكتاب ليس سوى عينة من الحالات الكثيرة التي وجدتها الباحثة أثناء بحثها، ومن بين جميع التقاليد في الأردن، يأتي هذا الكتاب بشكل خاص ليوضح دور النساء الرائدات ومساهماتهن الفعالة”.
وتضيف، أنها منذ أن عملت مستشارة في الأردن في العام 1985، وجدت الكثير من الشواهد التي تدحض الصور النمطية عن المرأة في العالم العربي، مبينة أنها عندما كانت تعمل في إحدى الوكالات التي يعمل فيها الكثير من الرجال والنساء المحترفين مناصفة -جميعهم من المهندسين، وكان نظيري في العمل مديرا قويا في تنمية المجتمع، وقد شارك في دورة للمساواة بين الجنسين، التي كان يحرص على وضعها موضع التنفيذ في قسمه.
وتواصل حديثها؛ حيث تقول “وقع الاختيار علي لمقابلة بعض المهنيات الرائدات في مشاريع تنمية المجتمع المدرة للدخل في الأردن، وكجزء من تلك الجولة، ذهبنا إلى (مكاور، وهي قرية نائية في جبال جنوب مادبا)؛ حيث التقينا بمجموعة من النساء البدويات اللاتي تلقين أجرا مقابل عملهن السجاد الذي أنتجنه لمشروع بني حميدة للنسيج”.
وتشير إلى أنها رأت النساء العربيات في الشرق الأوسط في كثير من الأحيان قويات جدا، وحازمات، ومركزات في أعمالهن وجريئات يواجهن التحديات دون خوف، وكما هو الحال في جميع أنحاء العالم، هناك الكثير من التحديات، والعمل الذي يتعين القيام به لضمان المساواة بين الرجل والمرأة وضمان حقوق المرأة.
وخلصت إلى أن الكثير من الإنجازات التي تحققت في الأردن حتى الآن، تعود إلى هؤلاء النساء اللواتي، وفي ظروف أكثر تعقيدا في الماضي، ما يزلن يحققن إمكاناتهن بالعديد من الطرق، حيث يأتي هذا الكتاب ليعطي الفضل والتقدير لإنجازاتهن.
تقول جاكي صوالحة، في مقدمتها، إن هذا الكتاب يسلط الضوء على قصص حياة “ست وعشرين سيدة أردنية رائدة”، وتتمنى أن تنجز كتبا أخرى لتوثيق إنجازات النساء الأردنيات المعاصرات اللاتي يواصلن الريادة في طريقهن نحو الحياة، متخطيات الحدود، سواء بشكل فردي أو كجزء من الحركة النسائية المتنامية، فلكل عصر رائداته.
وتوضح الباحثة أن الهدف من هذا الكتاب هو استخدام مصطلح “رائدة”، لإبراز “أوائل النساء”، خلال القرن العشرين، خاصة في المجال المهني، فسردت إنجازاتهن بجدول زمني يتبع جزئيا التاريخ الحديث للأردن، وقُدمت بترتيب زمني، وفقا لتاريخ الميلاد، ووقع الاختيار على بعض النساء، مثل العاملات في الرعاية الاجتماعية، اللاتي لسن بالضرورة “الأوائل”، من خلال تفانيهن وروحهن الريادية، وقد استند معيار اختيار هؤلاء النساء إلى كونهن جميعا يحملن الجنسية الأردنية، وبغض النظر عن العقيدة الدينية أو مكان الولادة، فقد أصبحن قدوة فعالة لأجيال النساء اللاحقة اللاتي يتبعن خطاهن، وعلى طول الطريق، فإنهن يتحدين الوضع الراهن ضمن الأبعاد المحافظة ظاهريا لثقافتهن، بينما يقمن في الوقت نفسه بأدوارهن الاجتماعية كزوجات وأمهات؛ وهي قضية “تطرح ألغازا مستمرة بالنسبة إلى المستعين”، وهذا هو فسيفساء معقدة في الأدوار المتشابكة للمرأة كربة منزل، وأم، ورائدة أعمال، ووزيرة، وناشطة في المناطق الريفية والحضرية.
وتضيف الباحثة “الأصوات في هذا الكتاب تطورت مثل الفسيفساء التي تبدو قطعا مختلفة، تتجمع معا لتكوين وحدة متكاملة ومعقدة، تحكي قصة أخرى، وهي قصة رائدات الأردن، وهن يقدمن جزءا فريدا من هذه الفسيفساء التي تصور قوة النساء اللواتي شرعن في التحدي، وتحقيق طموحاتهن في مواجهة الشدائد وخدمة وطنهن، إنهن نساء من جميع الخلفيات الثقافية والدينية والاجتماعية، ولم يأخذ نضالهن من أجل حقوقهن وشعبهن هذه الاختلافات في الخلفيات بعين الاعتبار، وبالنظر إلى الفسيفساء الأوسع للأردن فإنه نمط معقد ومتنوع من التاريخ والسياسة والمكان والشعب”.
وتعتقد صوالحة، أن هناك القليل من المعلومات التي تتاح خارج الأوساط الأكاديمية أو الأدب العربي لإلقاء الضوء على مساهمات المرأة، فقد ركز عدد قليل فقط من الكتاب والصحفيين الأردنيين على العمل الرائد للمرأة في المجتمع، التي كان من الصعب العثور على أدلتها المتناثرة في سجل التاريخين، وهذا خلق مشكلة أخرى للباحثين، وهي تحديد مواقع المحفوظات والتوثيق حول الروح الأنثوية لأمتهم.
وتحت عنوان “قراءة أخيرة النساء الرائدات اليوم”، تشير إلى أنه على مدار التاريخ العربي، وجدت نساء الشرق الأوسط دائما طرقا للتعبير عن آرائهن، بدأت جواهرهن من الحكمة في الظهور مؤخرا عند القراء الأجانب، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى جهود الأكاديميين العرب والعلماء والمترجمين الدوليين، الذين تعهدوا بالبحث عن أصوات ثقافة أدبية قديمة وحديثة، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، نادرا ما تُسمع خارج العالم العربي، وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى عمل الباحثة والشاعرة والناقدة الأديبة الفلسطينية الأردنية الشهيرة “سلمى الجيوسي”، التي أسست وأدارت مشروع ترجمة اللغة العربية في أواخر السبعينيات لمطبعة جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية؛ بسبب استيائها من كمية ومنهجية الأعمال الأدبية العربية المترجمة.
وتكشف نظرة خاطفة على الدور الذي لعبته الحركات النسائية العربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط على مدى القرنين الماضيين، أن الجهود الدؤوبة أدت إلى تمكين أكبر للمرأة بشروطها، ولكن على النساء أنفسهن أن يدركن حجم العمل الذي ما يزال يتعين عليهن القيام به ابتداء بمعالجة المفاهيم الخاطئة الكثيرة حولهن، داخل المنطقة وخارجها، إنها عملية تتطور دائما من الملكات المحاربات اللاتي قضين فترة طويلة، إلى النساء كشاعرات مقدرات، أو فقيهات، أو شخصيات أدبية، أو رائدات أعمال، أو متصوفات، فإن إحساسهن بالقناعة والطريقة التي تحدين بها الوضع الراهن، عرف ثقافتهم، وكذلك فعلت النساء في هذا الكتاب، ممثلات من أجيال حديثة من النساء اللاتي أصبحن قدوة رائدة في مجتمعاتهن على الصعيدين المهني والاجتماعي.
وخلصت الباحثة إلى أن الأردن الذي يحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة تطور بشكل سريع، وعلى الرغم من الضغوط التي سببها هذا على النسيج الثقافي للمجتمع، ارتقت المرأة إلى مستوى التحدي المتمثل في الدولة القومية الحديثة، ومع ذلك، فإن مساهمتهم ليست دائما مساهمة معترفا بها في بيئة دائمة التغير؛ حيث تنتقل الحركة النسائية من “التنشئة الثقافية التي تعكس التراث العربي، إلى التحدي السياسي الذي هو عالمي، ويظهر تطور الحركة الإنسائية في الأردن، وبالتالي تغيير نسيج المجتمع في طريقة عيش الناس”.