الراي- طارق الحميدي
ارتفعت وتيرة الحراك الانتخابي في نقابة الصحفيين، بعد أن حسمت النقابة موقفها وقررت إجراء الانتخابات في الخامس عشر من الشهر القادم.
وقررت النقابة إجراء الانتخابات العام الحالي، وسط تردد كثير من النقابات المهنية التي فضلت إرجاء انتخاباتها للعام القادم، لتقود نقابة الصحفيين حالة الحراك الانتخابي وتعيد للأذهان مشهدا غاب لأكثر من عام ونصف بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وطرأ الكثير من التغيير على مشهد انتخابات الصحفيين لعل أبرزها ولادة القوائم الانتخابية التي لم تكن موجودة من قبل، حيث كانت عملية اختيار المرشحين والتصويت لهم في غالبية الحالات عملية فردية ترتبط بشكل وثيق بالعلاقة الشخصية بين المرشح والناخب، بالإضافة إلى عدم وجود تيارات سياسية فاعلة في النقابة كما هو الحال في النقابات الأخرى.
ومع أول تجربة لولادة القوائم الانتخابية تبدو عملية الانتخاب للعام الحالي أكثر نضجا، من خلال تقديم قائمة كاملة لبرنامجها الانتخابي الذي من المفترض أن يصوت عموم الصحفيين عليه ومحاسبة القائمة على ما تحققه من وعود مبنية على هذا البرنامج.
ويترأس القوائم الثلاث كل من الزملاء راكان السعايدة التي أعلنت قائمته بشكل رسمي، فيما قائمتا الزميل طارق المومني والزميلة فلحة بريزات ما زالتا في طور التشكيل، كما ان اللافت في هذه الانتخابات انها تشهد ترشح زميلة لموقع النقيب للمرة الأولى، فيما المرشحان لموقع النقيب سبق لهم وأن تسلما منصب النقيب سابقا.
وفي حين بدأت الأجواء تسخن داخل نقابة الصحفيين وباتت الكتل ناضجة كفاية لتطلق مرحلة التحشيد والاشتباك المباشر مع أعضاء الهيئة العامة، يرى كثيرون أن تجربة القوائم جديدة على النقابة ومن غير المأمول أن تحقق نقلة نوعية في عملية التصويت للقائمة، إلا أنها خطوة أولى مهمة على هذا الطريق.
وبرغم أن الأجواء ساخنة في النقابة، إلا أن ما ينتظر المجلس القادم، قد يكون أكثر سخونة، فأوضاع الهيئة العامة لم تعد كالسابق، ومشاكلهم ليست محصورة بسقف الحريات والقوانين الناظمة للعمل الصحفي، بعد أن نالت الظروف المتعددة من الصحافة، فتعثرت الصحف الورقية وأغلقت الكثير من المؤسسات الصحافية وأصبحت الأوضاع المعيشية هاجسا يتقدم على بقية الهواجس التاريخية.
الدعاية الانتخابية ليست سهلة، مع وجود شخصيات وازنة في العمل النقابي والصحفي من المرشحين لمختلف المواقع، إلا أن قيادة النقابة في مرحلة ما بعد الانتخابات هي المهمة الأصعب، والتي تتطلب مجلسا متجانسا يحمل أفكارا متفقا عليها وحلولا متطابقة ورؤى لكافة القضايا تفصيلا وليس عناوين فقط.
الوسط الصحفي اليوم بحاجة الى مجلس قوي، مجلس يدرك حجم الأزمة التي يعيشها الصحفيون أزمات تنوعت بين لقمة العيش والقوانين الناظمة للعمل الصحفي وعلى رأس هذه الأزمات أزمة المؤسسات الصحفية الورقية، والتي بات الزملاء العاملون فيها مهددين بأرزاقهم ووجود مؤسساتهم واستمرارها، مع وجود أزمات لا تقل أهمية ومنها قانون النقابة وأسس قبول أعضاء الهيئة العامة والدخلاء على المهنة، وتنظيمها والحريات الصحفية والقوانين الناظمة لها بالإضافة لتحسين أوضاع العاملين في الإعلام الرسمي ومسألة تدريب الصحفيين وتطوير قدراتهم على مختلف أشكال وأنواع الإعلام الحديث.