عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Oct-2022

في يوم المعلم.. إصلاح التعليم وتطويره يبدأ بتحفيز المعلمين وتدريبهم

 الغد-آلاء مظهر

يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم، وسط تعاف عالمي من جائحة كورونا، وما ترتب عليها من تداعيات تأثرت بها معظم الدول، ومن ضمنها الأردن، ما رتب أعباء كبيرة على المعلمين في سبيل انعاش العملية التعليمية.
ويؤكد خبراء تربويون في هذه الاحتفالية التي تصادف اليوم، أن المعلم عنصر حاسم في اصلاح ونجاح العملية التعليمية، كونه المحرك والموجه الأساس لتحقيق أهدافها، مؤكدين أن أي إصلاح وتطوير للعملية التربوية التعليمية، يبدأ بتدريب المعلم وتسليحه بالمهارات، لما يعود به ذلك من نفع على الطالب والتعليم برمته.
وشددوا في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، على ضرورة جعل مهنة التعليم جاذبة، وإشراك المعلمين بتقرير شكل وحالة التعليم، وإعادة النظر في إعدادهم وتدريبهم، وتحسين فرص نموهم العلمي، وتعظيم إنجازاتهم وتطوير مساراتهم المهنية والوظيفية الأفقية، شريطة منحهم حوافز مادية ومعنوية للمحافظة على تطورهم.
وتحت شعار “التحول في التعليم يبدأ مع المعلمين”، يشارك الأردن العالم الاحتفال بهذا اليوم، وفقا للعنوان الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لهذا العام “التحول في التعليم يبدأ مع المعلمين”.
وهنأ وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور تيسير النعيمي المعلمين بيوم المعلم، مشيدا بدورهم العظيم، وما قاموا به طوال العام الدراسي البارز خلال الجائحة، مؤكدا ان الامل منوط بهم في احداث التغير المنشود في النظام التعليمي، وان الاحتفال بهذا اليوم الذي يصادف الـ5 من تشرين الاول (اكتوبر) من كل عام، يأتي بمنزلة تقدير وعرفان لجهودهم كل معلمي العالم.
واوضح ان العنوان الذي اختير لهذا العام للاحتفال بالمعلم مهم، كون التحول المطلوب في شكل التعليم، لاسيما التعليم المتمازج المرتبط بطبيعة المناهج وادوار المعلمين، وماذا نريد من الطلبة ان يتعلموا، يبدأ مع المعلمين.
وأشار النعيمي الى ان إحداث هذا التحول والنقلة في نظامنا التعليمي، لا يمكن حدوثه دون المعلمين، لأننا ندرك اولا بأن نوعية التعلم تبدأ من نوعية المعلمين، وثانيا نوعية اي نظام تعليمي لا يمكن ان تتجاوز نوعية معلميه، فهذه حقائق ثابتة.
وأكد ان الاستثمار في المعلمين اي اعدادهم وتدريبهم، وتقديم الدعم الفني المطلوب لهم في المدارس وتحسين ظروفهم المالية هو بحد ذاته استثمار في العملية التعليمية.
وبين النعيمي ان ابرز ما يواجه التعليم من تحديات، متسائلا: كيف نجعل مهنة التعليم جاذبة؟ وبالتالي هذا يعني وجود شروط لمزاولتها ومسار مهني واضح، وحوافز مالية ومعنوية، فضلا عن أن يكون الراتب ملبيا لحاجات المعلمين، وجذب عناصر بشرية تتمتع بالكفاءة لمهنة التعليم.
واكد اننا لا نستطيع النظر لمهنة التعليم بأنها وظيفة، مشددا على ضرورة ان تتحول لمهنة، شأنها في ذلك شأن المهن الاخرى من الطب والهندسة التي لها شروط لمن يزاولها، وهذه لا تتعلق فقط بالشهادة وانما ايضا بشروط المزاولة والكفايات الشخصية والمعرفية وغيرها، بالاضافة للمسار المهني المحدد، بحيث يدخل المعلم للمهنة، وبالتالي يتقدم وظيفيا ليس بدرجات الوظيفة المعتادة بل وفق رتب مهنية محددة بالإضافة للعنصر المالي.
وبين ان التحول المنشود في التعليم يبدأ مع المعلمين، لذلك يجب ان ينطلق مما يحتاجة المعلم لكي نحدث ذلك التحول المرغوب به في نظامنا التعليمي، ولا بد من وجود برامج تنمية مهنية متخصصة مشتقة من الحاجات الفعلية للمعلمين، وظروف عمل مناسب، تدفع باتجاه ابتكارات المعلمين وابداعاتهم في عمليات التدريس، وتحسين مكانة المعلم وتقديره ماليا وفق الامكانيات المتاحة.
واكد ان ما يحتاجه المعلم لنصل للاصلاح المنشود في العملية التعليمية، قيادة مدرسية داعمة ومحفزة، ومجتمع محلي منخرط بتعليم الابناء، فضلا عن بيئة عمل آمنة، ومرافق تعليمية مناسبة، ووقت كاف للمعلمين للتحضير وتصميم تدريس في جو من الثقة والاحترام.
وشاركه الرأي، مدير ادارة التخطيط والبحث التربوي في وزارة التربية سابقا الدكتور محمد ابو غزلة، الذي اعتبر أن الاستثمار في التربية أكثر الاستثمارات عائداً، وإن سر المستقبل وتحدياته، يعتمد على توليد وإنتاج المعرفة، ولأن المعلمين هم من ينتجون المعرفة، فهي القوة الحقيقية للفرد وللمجتمعات.
وبين ابو غزلة، أن المعلم يقود عملية التطوير والتغيير في مجتمعه ومدرسته، باعتباره الركن الأساس في إعداد وتنشئة الأجيال، ليسهموا بقيادة التغيير في مستقبل أوطانهم، وأي تغيير في النظام التعليمي لا يمكن أن تحدث إلا بالمعلم.
وقال ان احتفال بيوم المعلم، يتزامن مع انعقاد القمة العالمية لتحويل التعليم، بغية بحث أزمته وتقييم الجهود لتجاوز خسائر التعلم المرتبطة بجائحة كورونا التي أدت لعدم التحاق أكثر من 244 مليون طفل وشاب بالمدارس في العام الماضي، كما وأضر الوباء بتعليم أكثر من 90 %، وأدت لارتفاع نسبة فقر التعليم إلى 70 %، وفقًا لتقرير “حالة فقر التعلم العالمي: لعام 2022″، ما يعني أن إعادة النظر بالأنظمة التعليمية وغاياتها وشكلها، ستكون المحور الأساس، وبمنزلة دعوة لإعادة تصور مستقبلنا معا في نظام يوفر المعرفة والعلوم والابتكار، لتشكيل مستقبل مستدام للجميع، بالتركيز على العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
ويعتقد ابو غزلة، أن الاحتفال بهذا اليوم لهذا العام، يحظي باهتمام كبير، نظرا لدور المعلم في المحافظة على استمرارية التعليم، في ضوء آثار الجائحة على التعليم، ولعل جهود المعلمين إبانها، أثبتت بأنهم مفاتيح التحول والتغيير في المجتمعات، برغم الخسائر التي نتجت عن الجائحة.
واضاف أنه اذا اردنا تطوير نظامنا التعليمي، فعلينا مراجعة الطريقة التي يعمل بها، والتركيز على الغرض من التعليم، وتقدير ودعم الجيل القادم من القادة المعلمين، والاهتمام بهم وإشراكهم في التغيير.
ودعا لتعزيز مكانة المعلم، كونه الركن الأساسي في العملية التعليمة، ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير عليها، إلا بتطوير المعلم وإعداده، ومن جميع الجوانب المهنية الأكاديمية والتربوية والثقافية والتقنية والإدارية والممارسات المهنية، وتطوير كفايات عامليه، لاسيما أن الظروف التي خلفتها الجائحة رتبت ادوارا جديدة على المعلمين والكوادر الإدارية والتدريسية، وفرضت استراتيجيات جديدة في التعلم الإلكتروني.
كما ودعا ابو غزلة، لاستثمار هذه المناسبة والتي أكدت دور المعلم في التعليم، بأن نبدأ بالفعل بالتحول الجذري في النظرة للتعليم والمعلم، حتى يتكمن من أداء أدواره المختلفة بإثراء التعليم، وتوليد المعارف وبنائها مع الطلبة، والتغلب على ما يواجهنا من تحديات عبر مهننة التعليم، ليصبح مهنة تمارس وفق أصول وأسس علمية، وإشراك المعلمين بمختلف فئاتهم العمرية في تقرير شكل وحالة التعليم.
كذلك طالب بإعادة النظر في عمليات إعداد وتدريب المعلمين، وتحسين فرص نموهم العلمي، وتعظيم إنجازاتهم وتطوير مساراتهم المهنية والوظيفية الأفقية، شريطة منحهم الحوافز المادية والمعنوية للمحافظة على تطورهم.
واشار ابو غزلة لأهمية مشاركة المعلمين بتأليف وإعادة تصميم وبناء المناهج، وموارد التعلم وتوفير محتوى التعلم الرقمي، والبدائل التعليمية المناسبة، ومأسسة فرص التعلم الذاتي للمعلمين، بتوفير الأماكن والمصادر والموارد، وبناء القدرات والحلقات البحثية، ومهارات وأساليب التفكير العلمي والابداعي التطبيقي لديهم.
كما اكد الحاجة لتمكين المعلمين من تكنولوجيا التعليم ووسائط التعلم، لضمان ممارسة ادوارهم الجديدة، فضلا عن إنشاء روابط مهنية لهم في المملكة وخارجها، لتبادل أفضل الممارسات في العملية التدريسية، وتطوير استراتيجية تمكنهم من بناء شراكات مجتمعية، واتاحة الفرصة لأولياء الأمور لمتابعة تعلم الأبناء ودعمهم، والاطلاع والتفاعل مع الثقافات العالمية.
الخبير التربوي عايش النوايسة قال ان المعلمين، ركيزة اساسية في التنمية البشرية والاقتصادية، ولا يمكن الاستغناء عنهم، مبينا ان احد فلسفات التربية والتعليم، تكمن في النمو المهني المستمر، وبالتالي هذا يرتكز اساسا على عمليات التطور المعرفي والتكنولوجيي والتقني وانعكاساته على التعلم، ما يتطلب تغييرا في استراتيجيات التدريس والادوار المتعلقة بالمعلمين.
واكد النوايسة ان النمو المهني، لبنة اساسية يجب على المعلمين الايمان بها، لمواكبة التطورات والتغيرات المستجدة والمتسارعة في التنمية، فاليوم اصبح التركيز على التنمية المهنية والتدريب وتأهيل المعلمين ومجتمعات التعلم.
ولفت الى ان اهم التحديات التي تعوق النمو المهني المستمر للعاملين في التعليم،هي الاعباء الاضافية الملقاه على عاتق المعلمين، ونصاب الحصص، لافتا الى ان استراتيجيات التدريس المتبعة حاليا بحاجة للوقت والاطلاع المستمر والمشاركة بالمعرفة.