عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jan-2020

عمر ناهز الـ 89 عامًا... وفاة ماجدة الصباحي

 

القاهرة - الدستور- توفيت الممثلة والمنتجة المصرية ماجدة الصباحي، امس الخميس، عن عمر ناهز الـ 89 عاماً، بعد مشوار فني طويل زخر بعشرات الأفلام الاجتماعية والوطنية والدينية.
ونعت نقابة المهن التمثيلية الفنانة الراحلة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، كما سارع فنانون من مختلف الأجيال إلى مواساة أسرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من أهم نجمات الزمن الجميل هي الممثلة المصرية ماجدة الصباحي، والتي قدمت عشرات الأفلام كممثلة ومنتجة، كما أن لها تجربة في الإخراج، وقد تميزت عن بنات جيلها برقتها الزائدة وصوتها المبحوح ودلعها، وهذا ما لفت الأنظار إليها في البداية لتقدم مجموعة من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية، فقال عنها الفيلسوف الفرنسي سارتر: «هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي».
في السادس من أيار/مايو عام 1931 ولدت عفاف علي كامل أحمد عبد الرحمن الصباحي، والتي اختارت اسم الشهرة «ماجدة»، في محافظة طنطا وحصلت على شهادة البكالوريا في اللغة الفرنسية.
والدها كان من كبار موظفي وزارة المواصلات، كما كان أحمد الصباحي من أفراد أسرتها يشغل منصب مجلس شورى القوانين وكانت أسرتها تمتلك العديد من الأملاك.
وهي في سن الخامسة عشرة قررت أن تمثّل بعد أن عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في فيلم «الناصح» عام 1949 أمام إسماعيل ياسين، ولكنها طلبت منه تغيير اسمها على التتر إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من أسرتها، وقد نشبت مشاكل عديدة بين أسرتها وبين أسرة الفيلم أدت لتعطيل العرض لمدة عام كامل قبل أن تنجح الوساطة التي استقدمتها ماجدة في تهدئة الأمور، وفي اقناعهم بعرض الفيلم، ثنائيات مع نجوم الفن وأفلاما دينية وتاريخية مهمة بالرغم من الدلع المفرط الذي عرفت به ماجدة الصباحي في أدوارها، لكنها أيضاً قدمت العديد من الأعمال الهامة والدينية في مشوارها، فتنوعت اعمالها، كما أنشأت شركة إنتاج خاصة بها أسمتها «أفلام ماجدة» كان مقرها في عمارة الإيموبيليا، وعلى الرغم من عشق ماجدة للسينما لكنها رفضت العمل في المسرح، لرغبتها في ألا تكرر ما تقدمه يومياً على خشبة المسرح، وكان لها تجربة وحيدة في الاخراج من خلال فيلم «من أحب؟»، ومن أفلامها الدينية «انتصار الإسلام» و»بلال مؤذن الرسول»، ومن أفلامها الوطنية فيلم «الله معانا» وفيلم «جميلة بوحيرد» والذي حققت من خلاله شعبية كبيرة على مستوى العالم؛ إذ جسدت خلاله شخصية المناضلة «جميلة بوحيرد»، كما قدمت شخصية ليلى في فيلم «قيس وليلى».
وكونت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت مع إسماعيل ياسين «ليلة الدخلة» و»فلفل» و»الآنسة حنفي»، وغنى لها عبد الحليم حافظ «أهواك» في فيلم «بنات اليوم»، وقدّمت مع رشدي أباظة أفلام «المراهقات» و»دنيا البنات» و»حواء على الطريق» و»زوجة لخمسة رجال»، وقدمت مع فريد الأطرش «لحن الخلود» و»من أجل حبي»، ومع يحيى شاهين، «مرت الأيام» و»هذا الرجل أحبه» و»أين عمري» و»عشاق الليل»، وشاركت زوجها إيهاب نافع أفلاماً مثل «الحقيقة العارية» و»القبلة الأخيرة» و»هجرة الرسول»، وكان آخر فيلم قدمته هو «ونسيت اني امرأة» في عام 1994، ومن أهم أفلامها أيضاً «النداهة» و»العمر لحظة» و»أنف وثلاثة عيون».
بدعاية «أول قبلة لماجدة الصباحي في السينما»، تم الترويج لفيلمها «شاطئ الاسرار»، وهو الفيلم الذي جمعها بالفنان عمر الشريف، وخلال التصوير اتفق عمر والمخرج عاطف سالم بأن يفاجئها بقبلة، وهو ما أدى لخلاف شديد نشب بينهما ورفضت العمل إثر ذلك لمدة اسبوع كامل، وكانت قد أصرت على حذف المشهد قبل ان يتم التصالح فوافقت بعدها على عرضه، على الرغم من رفضها القبلات في فيلمها مع فريد الأطرش «من أجل حبي»، ولكنها وافقت على القبلات التي جمعتها برشدي أباظة في فيلم «المراهقات» إذ وجدتها ضرورية في القصة، خاصة وأنها كانت ترى العناق هو الأصدق على الشاشة، ويعتبر رشدي أباظة هو أكثر من قبلها أمام الشاشة. أول قصة حب عاشتها ماجدة الصباحي كانت مع صديق شقيقها، والذي كانت تنظر له خلسة حتى تحدثا واتفقا على الزواج، وحين تقدم لها رفضت اسرتها؛ لأن شقيقتها الكبرى لم تتزوج بعد، لتشعر بخجل شديد وتقرر أن تلزم غرفتها شهراً كاملاً، فظنت أسرتها أن الأمر احتجاج لكنها كانت تشعر بالخجل وبذلك انتهت القصة الأولى لها.
فوجئ الوسط الفني بإعلان ماجدة خطوبتها لسعيد أبوبكر، وهو الممثل الذي اشتهر بشخصية شيبوب في فيلم «عنتر بن شداد»، وقد أقيمت الخطوبة في حفل ضيق وبحضور الأهل والأصدقاء، ولكن تم فسخ الخطوبة بعد فترة بسيطة، من دون إعطاء أي سبب.
في عام 1963 نشأت قصة حب بين ماجدة الصباحي وإيهاب نافع، وتعرفت عليه بالصدفة في حفل نظمته السفارة الروسية في القاهرة، وكان وقتها إيهاب نافع طياراً خاصاً للرئيس جمال عبد الناصر، وقد اصر على توصيلها إلى المنزل فاستغرقت التوصيلة ساعات ليدق قلبها، وبعدها ذهب إلى منزلها وطلب يدها من والدها واقيم حفل الزفاف في أحد الفنادق، وكشفت بأنه دفع لها مهراً قدره 25 قرشاً، وبأنها اشترت فستان الزفاف من الكويت.
إلا أن الزواج لم يستمر طويلاً فتم الطلاق اثناء رقصة تانغو بينهما في بيروت، وقد بررا الطلاق بالاختلاف في الطباع والمستوى الفكري واثمرت الزيجة عن ابنتها غادة، والتي شاركتها في بطولة فيلمين هما «عندما يتكلم الصمت» و»ونسيت اني امرأة».
وتعتبر هذه الزيجة الوحيدة في حياة ماجدة الصباحي وكانت ابنتها كشفت في لقاء لها بأن السبب في انفصال والديها، هو غيرة والدها الشديدة، وقد شعرت بذلك لكن والدتها لم تفصح عن الأمر، أيضا ففي مذكرتها كشفت ماجدة الصباحي بأن الممثل رشدي أباظة أحبها وتقدم لطلب يدها، لكن الأسرة قالت له إنه صديق حميم لكن حياته الخاصة يعلمها الجميع لذلك لن تستطيع ماجدة أن تعيش معه وستعاني، وحينما علم بارتباطها بإيهاب نافع شعر بغضب شديد وأخبر صديقاً له إنه لو شاهد إيهاب سيضربه ويكسر عظامه.
شاركت في مهرجانات وتكريمات عديدة، كما شاركت ماجدة الصباحي عام 1967 في عضوية لجنة التحكيم الدولية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، وخلال عرض فيلمها «جميلة بوحيرد» في موسكو نظم الاتحاد النسائي السوفيتي حفل استقبال لها مع المخرج يوسف شاهين، كما شاركت في عضوية لجنة التحكيم بمهرجان الهند السينمائي عام 1964. وخلال تواجدها في اسبوع الفيلم المصري في مقديشيو عام 1988 قابلت الرئيس الصومالي محمد سياد بري مع وفد الفنانين، كما اختيرت لتكون عضوا بلجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، وحصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد، وشغلت منصب الرئيسة الفخرية والرائدة لجمعية السينمائيات المصريات التي اشتهرت في عام 1990، وقد حملت اسمها دار عرض تم افتتاحها في عام 1992 في ميدان حلوان في مصر ودار عرض أخرى باسمها في الخرطوم، كما كرمها الرئيس السابق عدلي منصور في عيد الفن، وذلك في عام 2014.
ابنتها حجرت عليها.
فوجئ محبو ماجدة الصباحي بأن ابنتها الوحيدة غادة نافع قد أقامت دعوى حجر عليها من نيابة الدقي، تمكّنها من التصرف في جميع الأموال والممتلكات الخاصة بوالدتها بعد بلوغها 79 عاماً، وقالت غادة في الدعوى إن والدتها مصابة بعدة أمراض لا تمكنها من اتخاذ القرارات منها الزهايمر، لتقول ماجدة بعدها إنها هي من طلبت من ابنتها ذلك بعد أن فوجئا بشخص يرفع دعوى ضد ماجدة ومعه أوراق بها توقيعها وتنازلها عن ايجار الكافتيريا التي تملكها منذ 15 عاماً، وبنود مختلفة لا تتذكرها ماجدة وأثبت الطب الشرعي بأنها تعرضت لعملية نصب؛ إذ إنه كان يعمل «غرسون» أي نادل في المطعم الخاص بها ونصب عليها بمبلغ 20 مليون جنيه.
فاتفقت غادة مع والدتها بأن تقوم بالحجر عليها من أجل حمايتها، خصوصاً أنها هي من تقوم برعايتها بالرغم من الخلاف الذي وقع بينهما، لرغبة ماجدة في نشر مذكراتها، وهذا ما كانت ترفضه غادة .
شائعة أنها يهودية وتأسيسها مسجداً في الدقي منذ سنوات: انطلقت شائعات عن أنها يهودية الديانة بالرغم من أصولها المسلمة، لكن مستشارها الإعلامي نفى الأمر، وقال ماجدة الصباحي سكنت في شقة مؤجرة كانت تابعة للمركز الثقافي التابع للسفارة الإسرائيلية، وهو السبب وراء الشائعة، وأيضاً لأنها كانت تدرس اللغة العبرية، وذلك على الرغم من أن ماجدة الصباحي أسست مسجداً في منطقة الدقي بالقاهرة.