الغد
إسرائيل هيوم
يوآف ليمور
21/12/2025
تقرير أمس في شبكة "ان.بي.سي" الاميركية كان رصاصة بدء قبيل لقاء نتنياهو مع ترامب الأسبوع القادم، في عزبة الرئيس في فلوريدا. كما افاد سلم الأولويات الإسرائيلي حيال ذاك الأميركي، وبالفوارق في النهج: بينما تسعى الإدارة في واشنطن لاغلاق ساحات قتال، تسعى إسرائيل لإبقائها مفتوحة. وحسب التقرير، الذي هو ليس الأول من نوعه في الفترة الأخيرة، رممت ايران قدرة انتاج الصواريخ الباليستية لديها وتنتج اليوم صواريخ بوتيرة وكميات من شأنها أن تشكل تحديا مهما لإسرائيل. صحيح ان قدرة الإنتاج الإيرانية تعرضت لضربة قاسية في المعركة في ايران في شهر حزيران الماضي، لكن بمساعدة اجنبية – أساسا من الصين– عادت ايران الآن الى الاعمال على نطاق واسع وتتطلع لإنتاج 3 آلاف صاروخ في الشهر.
كمية كهذه من الصواريخ تتحدى جدا منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تفكر بأن تهاجم مرة أخرى بهدف نزع القدرة الإيرانية قبل استخدامها. وزعم التقرير أيضا بأن إسرائيل قلقة من إمكانية أن تكون ايران عادت لتفعيل مواقعها النووية التي هي أيضا كفيلة بأن تكون هدفا لهجوم متجدد رغم أن ترامب ونتنياهو ادعيا بأنها دمرت.
الساحة الإيرانية هي فقط واحدة من خمس ساحات ستكون في مركز اللقاء. سيسعى نتنياهو لان يحرف اليها جل الانتباه فيما أن ترامب سيطلب أجوبة في الساحات الأخرى أيضا. في سورية الرئيس الأميركي معني بالدفع قدما بالاتفاق الأمني مع حكم احمد الشرع الذي يطالب بان تنسحب إسرائيل من الأراضي التي استولت عليها في كانون الأول من العام الماضي. وكانت إسرائيل أوضحت في عدة مناسبات بانه طالما لم يستقر الوضع في سورية ولم تتضح نوايا الحكم على الاطلاق، فانها ستبقى في الجولان السوري وفي جبل الشيخ السوري. وسيكون ترامب مطالبا بان يحسم بين المصلحة الأمنية الإسرائيلية وبين مصلحة الشرع، حبيبه، الذي يتمتع بتأييد فاعل من الرئيس التركي اردوغان.
في غزة يسعى ترامب الآن يتقدم الى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تتضمن انتشار قوات في منطق رفح بهدف التقدم نحو تجريد القطاع واعماره. في إسرائيل يعلقون هذا حاليا بإعادة جثمان المخطوف الأخير ران غوئيلي وان كان في واشنطن يتعاظم الشك في أن تسمح إسرائيل حتى في حينه بالتقدم كما هو مخطط له. يعتقد الأميركيون بان إسرائيل تبحث عن معاذير كي تعرقل الاتفاق بهدف العودة الى القتال: امس أيضا غضبوا من هجوم الجيش الإسرائيلي غربي الخط الأصفر بالضبط مثلما اعربوا عن استياء علني بعد تصفية مسؤول حماس رائد سعد الأسبوع الماضي.
بالنسبة للضفة أيضا توجد خلافات رأي بين واشنطن والقدس، على خلفية احداث عنف من جانب نشطاء اليمين المتطرف. بضغط من الدول السنية المعتدلة تقلق الإدارة أيضا من النية المعلنة لإقامة مستوطنات جديدة في الضفة ومن إمكانية أن يتآكل أكثر فأكثر الوضع الراهن في الحرم. ترامب، الذي أمل بان يعلن عن اختراق في علاقات إسرائيل مع السعودية والعالم العربي حتى نهاية السنة الحالية، مطالب الان بالحفاظ على ما هو موجود – مهمة غير بسيطة، حين تتجه سياسة إسرائيل بكاملها بدوافع سياسية أيضا نابعة من سنة الانتخابات.
الساحة الخامسة هي لبنان، التي فيها بالذات يؤيد ترامب اليد الحديدية التي تمارسها إسرائيل تجاه حزب الله. في أواخر الأسبوع الماضي عقد في الناقورة لقاء آخر بين مندوبي إسرائيل ولبنان لم يساهم في حل الخلافات بين الطرفين. كما ان إسرائيل نقلت الى الولايات المتحدة معلومات عن سلسلة طويلة من خروقات من جانب حزب الله تلقى التجاهل من حكومة لبنان، بما في ذلك التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله.
وقال مصدر رفيع المستوى امس ان نتنياهو سيطلب المناورة بين كل هذه الساحات ويحتمل أن يكون مطالبا بتنازلات في بعضها. وعلى حد قوله فإن الأميركيين معنيون بتقليص عدد الساحات النشطة فيما أن إسرائيل تسعى لإبقاء كل الإمكانيات مفتوحة. وفي هذه الاثناء تنتظر خطط عمل الجيش الإسرائيلي الى ما بعد اللقاء: وبافتراض انه لن يقع حدث غير متوقع، مشكوك ان يكون الآن تصعيد كبير في أي ساحة.