عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Sep-2019

نتنياهو مأزوم - كمال زكارنة
 
الدستور - يذكرنا اقتحام نتنياهو لمدينة الخليل وتدنيسه الحرم الابراهيمي الشريف ،بما فعله المجرم شارون عندما قام هو الآخر بتدنيس الحرم القدسي الشريف قبل تسعة عشر عاما ،وتفجرت اثر ذلك الانتفاضة الفلسطينية الثانية رفضا للجريمة الشارونية في ذلك الوقت ودفاعا عن المسجد الاقصى المبارك،فما اشبه اليوم بالامس ،فهي سياسة صهيونية ممتدة ومستمرة عبر التاريخ في الصراع الفلسطيني الصهيوني ،عندما يجد ارباب الارهاب في الكيان المحتل انفسهم على حافة السقوط والاختفاء ،يحاولون غرس سهامهم المسمومة في الخاصرة الموجعة للشعب الفلسطيني ،وهم يعلمون جيدا ان الاقصى والحرم الابراهيمي الشريفين الخاصرتان الاكثر ايلاما واستفزازا للشعب الفلسطيني .
لم ترق الاحتجاجات الفلسطينية على تدنيس نتنياهو للحرم الابراهيمي الشريف الى مستوى الانتفاضة الثالثة ،لمعرفة ابناء الخليل والشعب الفلسطيني عموما بأن نتنياهو يصارع من اجل البقاء ،وان عمره السياسي على وشك الانتهاء ،وهو يقوم بكل هذه الاستفزازات لتحقيق عدة اهداف مجتمعة ،اهمها ،جر الشعب الفلسطيني الى مواجهة وصدام هو يحدد توقيتها ومكانها وحجمها ،للاستفادة منها شخصيا في عدة مجالات سياسية وانتخابية ،واظهار تعاطفه والتزامه بمرجعية المتدينين الصهاينة لاستقطابهم والتأكيد لهم انه ما يزال يقف في اقصى اليمين والتطرف ،والتلويح بتحويل الصراع الى ديني متى يشاء وانه قادر على قلب الطاولة باستخدام المتدينين المتشددين،وهذا بمثابة تحذير للقوى السياسية الصهيونية ،واعلان صريح بعد اعترافه بالجغرافيا الفلسطينية نهائيا وان الضفة الغربية اراض اسرائيلية يهودية ،واي مفاوضات قادمة بالنسبة له لن تتجاوز المواضيع السكانية اداريا وقانونيا ،والاعلان الصريح ايضا عن تخليه عن جميع الاتفاقيات الموقغة مع الجانب الفلسطيني واسقاطها ووقف العمل بها مهما كان نوعها وشكلها،وتأكيد استعداده لاتخاذ المزيد من القرارات والاجراءات التي ترضي وتستجيب لمطالب ورغبات المستوطنين المتدينين والمتطرفين المتشددين في المجتمع الصهوني،الذين يعتبرون الطلقة الاخيرة في جعبة نتنياهو الانتخابية.
كل المؤشرات تدلل على فشل نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية القادمة ،وعدم تمكنه من تشكيل حكومة جديدة ،بسبب تحالف الاصدقاء والخصوم السياسيين ضده رغبة منهم في عزله وابعاده عن صنع القرار في الكيان المحتل الغاصب لفلسطين.
سعى نتنياهو الى استفزاز حزب الله قبل قيامه بتدنيس الحرم الابراهيمي الشريف لاشعال جبهة الجتوب اللبناني لخدمة مآربه وفشل ، وها هو يكرر المحاولة في الضفة الغربية المحتلة لاستفزاز الشعب الفلسطيني الذي احبطه بالعقل ،وابلغه بأنه هو الذي يمسك بزمام المبادرة وهو الذي يحدد زمان وشكل المواجهة الحتمية القادمة مع الاحتلال .
يحاول نتنياهو تصدير ازماته الداخلية والشخصية ،لحماية نجمه من الأفول والتمديد عدة سنوات لعمره السياسي،ودفع استحقاقات ينتظرها منه حليفه الاستراتيجي ترامب.