عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Oct-2020

نحو إنجاح التعليم عن بُعد (الإلكتروني)*عزت جرادات

 الدستور

منذ إعلان كورونا وباء أو بالجائحة عالمياً، شهدت عملية التعلّم والتعليم تحوّلاً كبيراً، أدى إلى اعتماد (التعليم عن بعد) خياراً استراتيجياً يكاد يكون وحيداً كحل لمشكلة تربوية تسببت بها جائحة كورونا؛ ولم تجد المؤسسات التربوية بمختلف مستوياتها مناصاً من التكيّف مع ذلك.
 
ويمكن القول، ان الموضوع قد أشبع بحثاً وتنظيراً وتأطيراً في الندوات الأكاديمية، وبخاصة في مجال جدواه أو استجابته لتحقيق أهداف عملية التعلّم والتعليم. ولا أظن أن ثمة جهة تربوية بحاجة للمزيد من التنظير في هذا النمط التعليمي، فلسفة وأهدافاً ومسوّغات، بعد أن أصبح النمط التعليمي- التعلّمي الوحيد الذي يمكن المؤسسات التربوية اعتماده، حلاً للمشكلة، وتكيفاً مع معطياتها، فقد أصبحت أمراً واقعاً.
 
إن ما تطمح إليه المؤسسة التربوية/ الأكاديمية أن توظف هذا النمط التعليمي- التعلّمي على أكمل وجه يمكنها من تحقيق أهداف العملية التربوية ولذا، فإن المطلوب هو تقديم التوجهات والمبادرات وعوامل النجاح، وكذلك التجارب الإبداعية في تحسين عمليات التطبيق لهذا النمط:
 
فالتعليم عن بُعد هو عملية نشطة تتحدى مهارات المعلّم والمتعلم والمؤسسة التعليمية في نشر ثقافة التعلّم عن بُعد مجتمعياً، وتحفيز مختلف الأطراف المجتمعية للمشاركة والإسهام في إنجاح هذه الوسيلة.
 
ومن أبرز عناصر النجاح تهيئة الظروف الملائمة لتفاعل المنظومة الثلاثية: المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية:
 
فالمعلم أصبح محور النجاح، بتأهيله وتدريبه وصقل مهاراته التعليمية- التعلمية، وتعزيز قدراته في إستخدام وسائل التواصل مع المتعلم.
 
والمتعلم أصبح في موقف يتطلب المزيد من تعزيز (الدافعية) للتعلّم، وتعميقها في سلوكه في الموقف التعليمي- التعلّمي. وتعزيز (الدافعية) في مثل هذه الحالة ليست بالمسألة السهلة.
 
والهيئة التدريسية أصبحت في موقف يتطلب تطوير القدرات والأساليب للمشاركة في عملية الإرشاد والتوجيه الذكي للطلبة وهي مهمة تتطلب العمل (بروح الفريق) و(المعنوية العالية).
 
وأما الأسرة، فقد أصبح دورها مطلوباً:
 
رقابة ومتابعة وتهيئة للظروف المنزلية الملائمة للطلبة في الأسرة؛ وي مهمة تتطلب الوعي والإقناع بضرورة الاعتماد على هذا النمط من التعليم.
 
ويبقى الأهم: وهو دعوة التربويين والمتخصصين (لاختراع) المبادرات الإبداعية، ووضع المشاريع التطبيقية الجديدة/ المبتكرة لتكون عوناً للمؤسسات التربوية في الاستفادة منها ووضعها موضع التطبيق.