الغد-عزيزة علي
تحت عنوان “قصة نجاح”، نظم منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، لقاء مع وزيرة الدولة لتطوير القطاع المؤسسي الأسبق، المحامية ياسرة غوشة، التي تحدثت عن تجربتها مع “تطوير الذات وبناء المسيرة المهنية والأسرية”.
أدار هذا اللقاء المستشارة الثقافية لمنتدى الرواد القاصة سحر ملص، وحضره رنا سلطان، زوجة رئيس الوزراء، ورئيسة الأسرة البيضاء ومديرة المنتدى هيفاء البشير، إلى جانب رواد المنتدى وعائلة غوشة.
قالت هيفاء البشير “إن معالي غوشة هي قامة سياسية لها حضورها الخاص، وفي هذا اللقاء ستحدثنا عن تجربتها الحياتية والعملية، والتي خطتها بكل جدارة واقتدار لتكون قدوة للنساء”، مشيرة إلى أن الاطلاع على سير وتجارب الآخرين في الحياة، يعطي للإنسان دافعاً للسير قدماً في حياته، رغم كل الصعوبات، ويجلي للآخرين الصورة الحقيقية للمتحدث وطريقة تفكيره ونظرته للحياة.
وأشارت البشير إلى أن “غوشة إنسانة طموحة مكافحة عرفتها منذ صغر سنها حين تطوعت في جمعية الأسرّة البيضاء وهي في العاشرة من عمرها؛ حيث رافقت ولديّ صلاح وعامر في ردهات مستشفى البشير وهي تجر عربة بيع للمرضى ليكون ذلك كله لصالح جمعية الأسرّة البيضاء، وكانت تبدي حماساً رائعاً، وفي شبابها حصلت على شهادة الحقوق من الجامعة الأردنية، ومن ثم تزوجت وسافرت مع زوجها إلى بريطانيا، حيث وجدت فرصة سانحة لمتابعة دراستها بالرغم من مسؤولياتها كزوجة وأم، وقد حصلت على شهادة الماجستير من جامعة برمنغهام، فقد رسمت قصة نجاح عظيمة بما حققته من إنجازات”.
غوشة استعرضت أبرز المحطات في حياتها منذ الطفولة حتى الآن، وقد أشارت إلى أن التميز ليس وجهة ننتهي إليه، بل درب نمارس فيه ثقافة التميز، من خلال تحديد الرسالة والأهداف وتحقيقه من خلال الخطط، والتعلم من الفشل، فكلما زادت التحديات زاد الإصرار على تحقيق الهدف وتذليل الصعاب، فلا مكان لليأس أو التوقف عن العمل والمحاولة بحجة استراحة المحارب.
وعن تجربتها العملية ودراساتها، قالت: “عملت محامية لمدة تسع سنوات مع أكبر المحامين والقضاة وتعلمت منهم الكثير، وبعد التخرج في الجامعة بدرجة البكالوريس التحقت ببرنامج الماجستير وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة الأردنية في قانون الشركات بإشراف عميد الكلية معالي الدكتور محمد الحموري رحمه الله”.
كما تحدثت عن تجربتها في بريطانيا، وكيف تقدمت بطلب منحة بريطانية من المجلس الثقافي البريطاني للحصول على درجة ماجستير ثانية، وتم الحصول على المنحة والقبول بالجامعة، وقد حصلت على درجة الماجستير من جامعة برمنغهام حول “اتفاقية تربس والفقه القضائي الأردني في العلامات التجارية”، بعد ذلك عملت كمترجمة في المجلس البلدي لمدينة كوفنتري حيث كانت تقيم.
وأشارت غوشة إلى أنها “عندما عدت إلى الأردن كنت محامية ومستشارة قانونية في مجالات عدة، وعملت محاضرة للقانون التجاري والتشريعات المصرفية في كلية العلوم الإدارية والمالية في جامعة البترا، ثم صدرت الإرادة الملكية السامية بتعييني نائب مدير إدارة الاقتصاد والتنمية في الديوان الملكي الهاشمي في العام 2002”.
وعن تجربتها مع جائزة الملك عبد الله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية، قالت “أعتبر الإنجاز المهم في حياتي هو صدور الإرادة الملكية السامية بتعييني مقرر جائزة الملك عبد الله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية في 2004″، فالجائزة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية وتطوير أداء الدوائر والمؤسسات الحكومية في خدمة المواطنين الأردنيين والمستثمرين وتعزيز التنافسية الإيجابية بين المؤسسات والدوائر الحكومية عن طريق نشر الوعي بمفاهيم الأداء المتميز والإبداع والجودة وتجذير ثقافة التميز التي ترتكز على ثلاثة أركان عالمية للممارسات الفضلى.
وأوضحت غوشة أن هذا التعيين كان بالنسبة لها تحديا لأن تدير الجائزة بكادر رشيق والعمل على تأسيسها، كما أراد سيد البلاد مؤسسة للتقييم المتميز تحافظ بشكل صارم على الفصل بين عمليات وضع الاستراتيجيات والخطط التنفيذية وبين منهجيات وآليات التقييم حتى تم إنشاء مركز الملك عبد الله الثاني للتميز.
وحول عملها في مركز الملك عبد الله الثاني للتميز، أشارت غوشة إلى أنها عملت لمدة عشر سنوات كمدير تنفيذي للمركز؛ حيث بدأنا بجائزة وانتهينا بثماني جوائز، وقد بدأنا بخمس عشرة دورة تدريبية حول التميز لتصل الى خمس وثمانين دورة سنوياً، والمركز اليوم يعد من المراكز المتميزة على مستوى الدول العربية.
ثم تحدثت غوشة عن تجربتها في الوزارة عندما تم تعيينها وزير تطوير قطاع في العام 2016، قائلة “كانت لمدة أربعة أشهر ومن خبرتي لمدة أكثر من 12 عاما بالتطوير ووضع الخطط والتقييم والمراجعة والتدريب المطلوب، وضعنا الخطط للمراجعة والتقييم ولها مدد زمنية وحددت موازناتها مع موظفي الوزارة والوزارات المختلفة، وهي مرتبطة بخطاب التكليف والرد عليه، لكن الوقت كان قصيرا فلم أتمكن من التنفيذ، ثم وزير دولة لتطوير الأداء المؤسسي في العام 2019”.
وتحدثت عن تجربتها في مجلس الأعيان، قائلة “عندما شرفني جلالة الملك حفظه الله ورعاه بعضوية مجلس الأعيان السابع والعشرين، كنت مساعد الرئيس لدورتين، وكنت عضوا في اللجنة القانونية، الإدارية، والحريات العامة؛ حيث عملت على تحويل الإجراءات بمجلس الأعيان الى الإجراءات الالكترونية والتقليل من استعمال الورق وإعادة التدوير”.
وثم تحدثت غوشة عن تجربتها مع العمل التطوعي الذي بدأت فيه منذ أن كانت طفلة في المدرسة، ثم في الجامعة، ثم نقابة المحامين، وجمعية الحضارة العربية ومركز دراسات القدس والجمعية العلمية الملكية، ثم تحدثت عن تجربتها مع المرأة؛ حيث شاركت في العديد من اللجان وكانت عضوا في العديد من الجمعيات، كما كانت عضو الوفد الأردني لإعداد النظام الداخلي لمنظمة المرأة العربية في الجامعة العربية.