عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Mar-2019

خطر اشتعال في غزة - أسرة التحریر
ھآرتس
 
یمكن لإسرائیل أن تسمح للمظاھرات التي من المتوقع أن تجرى غدا (الیوم السبت) أمام حدود
القطاع، أن تتفرق دون قتلى وجرحى. فسواء لإسرائیل ام للفلسطینیین مصلحة مشتركة لمنع كل
خطر اشتعال، ولا سیما في ھذه الفترة المتفجرة من الانتخابات في إسرائیل والاضطراد الاجتماعي الذي قمع حالیا، في قطاع غزة.
ولھذا فإن على بنیامین نتنیاھو أن یوجھ الجیش الا یستخدم وسائل فتاكة ضد المتظاھرین.
وبخلاف كل التوقعات، فإن مسیرات العودة الاسبوعیة تتواصل منذ سنة، رغم الثمن الباھظ الذي تجبیھ: فحسب معطیات الامم المتحدة، فانھ منذ 30 اذار 2018 قتل جنود الجیش 185 متظاھرا، بینھم 41 قاصرا. واصیب اكثر من 7 الاف شخص بنار حیة. اما الجھاز الصحي في القطاع الذي یتدھور على اي حالا فلا یمكنھ أن یمنحھم العلاج المناسب.
حتى لو كانت حماس تتحكم بالمظاھرات أمام الجدار فھي لا یمكنھا أن تلزم الناس بتعریض حیاتھم للخطر. فبعض المتظاھرین أمام الجدار شاركوا أیضا في مظاھرات الاحتجاج الاقتصادي الاجتماعي الذي نشبت في غزة قبل نحو اسبوعین بل واعتقلوا؛ فقد فسرھا حكم حماس بانھا موجھة ضده ولھذا فقد سارع إلى قمعھا.
ان الرسالة الاقوى للمتظاھرین ھي أن الفلسطینیین، وعلى رأسھم الشبان، لا یتكیفون مع حبسھم
في الجیب المحاصر. لا یسلمون بحیاة عدیمة الجدوى والمستقبل، مع قطعھم عن العالم وعن ابناء شعبھم، ومع معدلات البطالة العالیة وحجوم الفقر. ومنذ سنة وھم یطلقون إلى إسرائیل وإلى العالم الرسالة بانھم لن یسمحوا لھم بان ینسوھم.
في ضوء حجوم الیأس في القطاع فإن قتل المدنیین والثكل الجماھیري لیست عوامل ردع، بل العكس. فلو كانت نیة الجیش الإسرائیلي قطع المظاھرات بواسطة النار حتى على متظاھرین غیر مسلحین كانوا في داخل اراضي القطاع، واحیانا على مسافة بعیدة عن الجدار، فإن الھدف لم یتحقق. وھكذا فإن البالونات الحارقة والمظاھرات اللیلیة ھي الرد الفلسطیني على النار الإسرائیلیة الفتاكة.
ان مظاھرات بلا مصابین، غدا، ستسمح للطرفین قبل كل شيء بمواصلة البحث بھدوء، بوساطة مصر والامم المتحدة، لخطوات وقف ھبوط القطاع وملیونین من سكانھ إلى ھوة اعمق من الجوع، الفقر والیأس. ان الخطوة التالیة یجب أن تكون فوریة: تنفیذ تلك الخطوات. وعندھا یجب السعي إلى تغییر جذري في سیاسة الاغلاق والقطع لغزة عن العالم