عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2019

الرد على «وارسو» - رشيد حسن

 

الدستور - بدون مقدمات، وبمنتهى الصراحة والوضوح، نعتقد ان الكرة اصبحت في الملعب الفلسطيني، وان القيادة الفلسطينية مدعوة للرد وبحزم على «وارسو» ونتائجه الكارثية، وخاصة انها رفضت هذا المؤتمر –الكارثة، واعلنت رفضها مسبقا لنتائجه وتداعياته التدميرية على القضية الفلسطينية.
وفي تقديرنا، فان الرفض وعلى اهميته لا يكفي، اذ لا بد من استراتجية فلسطينية جديدة لافشال هذه المؤامرة، تفوم وتستند على تبني برنامج وطني يجمع عليه الشعب الفلسطيني، من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، ويستند الى محورين رئيسين وهما:
الاول: الغاء «اوسلو» فورا وملحقاتها الكارثية، وخاصة اتفاقية باريس الاقتصادية، بعد أن ثبت ان «اوسلو» هي اساس الداء والبلاء، وهي وراء دفع بعض الدول للاعتراف بالعدو الصهيوني، ووراء اقدام أخرى على فتح «اوتسترادات « التطبيع مع العدو الصهيوني، على اعتبار « انهم ليسوا فلسطينيين باكثر من القيادة الفلسطينية «.. وهي عبارة يكررها العديد من المسؤولين العرب، مبررين افعالهم..! عندما يطلب منهم وقف التطبيع والاتصالات مع العدو..وتمزيق ورقة الاعتراف ب»دولة « العدو، ووقف التنسيق الامني.. وهي قرارات كان قد اتخذها المجلس المركزي لمنظمة التحرير في دورته السابقة، ولم تنفذها القيادة حتى الان، ما جعل كثيرون يميلون الى الاعتقاد بان القيادة الفلسطينية، لا تزال غير جادة في تطليق «اوسلو» بالثلاثة، ولا تزال مؤمنة بان المفاوضات، هي السبيل الوحيد لحل الصراع، في الوقت الذي اعلن فيه العدو رفضه المطلق لحل الدولتين، وجاءت «صفعة» القرن كنهاية لمرحلة، وبداية لاخرى.. عنوانها هو تصفية القضية الفلسطينية، والحكم على الشعب الفلسطيني بالنفي الابدي.. او العيش عبيدا في امبراطورية «نتنياهو»، وها هي «وارسو « وهي احدى تجليات «صفعة «العصر.. تؤكد ما ذهبنا اليه.
الثاني: العودة الى حضن الشعب، الى الفعل المقاوم، والاعلان عن انتفاضة ثالثة، على غرار انتفاضة الحجارة المباركة، فهي الرد الوحيد على «اوسلو « وعلى «وارسو» وهي ايضا الرد المزلزل على «صفعة» ترامب، وهي الكفيلة باسقاط الارهابي « نتنياهو» في الانتخابات القادمة، والكفيلة بانهاء الانقسام، وردع المطبعين والمصطادين بالمياه العكرة، واخيرا هي الكفيلة بتشريع ابواب مرحلة جديدة من نضال الشعب الفلسطيني العظيم.
وبكلام اكثر تحديدا..ان خطورة المرحلة تتمثل في فقدان القيادة الفلسطينية زمام المبادرة، واقتصار عملها على ردة الفعل «مكانك سر»..!!..وذلك لانها باختصار شديد تصر على أن تبقى أسيرة «اوسلو» ومخرجاتها..في حين ان «وارسو» وصفعة العصر واستمرار العدوان الصهيوني بابشع صورة يفرض على هذه القيادة نهجا جديدا، بعد ان فشلت استراتجيتها في المفاوضات، وفشلت كل خططها التي بنتها على رمال المفاوضات، واوهام السلام واستغلها العدو لفرض الامر الواقع، بعد ان استولى على 67 % من ارض الضفة الغربية و86 % من ارض القدس.. وها هو يقوم باقذر حملة تطهير عرق لتهويد القدس، وزرع مليون مستوطن في الضفة الغربية المحتلة.
المفارقة المؤلمة، التي تصدمك..وانت تتامل المشهد الفلسطيني هي:
ان كافة الفرقاء وخاصة فتح وحماس يؤكدان خطورة المرحلة، وخطورة المؤامرة التي تستهدف الشعب والقضية والمقدسات، ولكنهما في الوقت نفسه لم يرقيا في افعالهما بما يتناسب وخطورة هذه المرحلة، ووضع حد لهذا الانقسام البغيض الذي يهدد المشروع الوطني، ودفع ويدفع العدو الى رفع وتيرة عدوانه، ويدفع الاخرين الى التدخل في الشأن الفلسطيني، لا بل ويدفعهم الى التطبيع مع العدو رسميا كما حدث في «وارسو»..
ويؤكد في الوقت نفسه ان هؤلاء واولئك ما كانوا ليجرؤن على الاقتراب من النار الفلسطينية، لو هي الان كما كانت تحرق من يقترب منها، ولكنها –مع الاسف- انطفئت.. وأصبحت رمادا... فتكالبت ديدان الارض تنهش اللحم الفلسطيني الحي.
مؤمنون تماما بان لا قوة على الارض تستطيع ان تفرض ارادتها على الشعب الفلسطيني... ما دام هذ الشعب قادر على النضال..متمسك بالمقاومة.. وقادر على ان يقول «لا» كبيرة للعدو الصهيوني ولاميركا وللمطبعين المنبطحين.
باختصار...
الكرة الان في ملعب القيادة الفلسطينية للتصدي بجرأة وحسم لمؤامرة «وارسو»، فلتقلب الطاولة في وجه اميركا والعدو الصهيوني، والمطبعين بتبني استراتجية جديدة، تقوم على الغاء «اوسلو» فورا، وتمزيق ورقة الاعتراف بالعدو، واعلان انتفاضة ثالثة..
عنوانها:
فلسطين عربية من البحر الى النهر..