عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jun-2019

قانون الرکوع - جدعون لیفي
ھآرتس
 
اللوبي الإسرائیلي یعمل على ذلك؛ وزارة الشؤون الاستراتیجیة تقوم باعداد الملف؛ السفارة في
برلین تنشر مشروع قانون جدید في البوندستاغ ھو قانون الركوع. حسب مشروع القانون فان كل
من یذكر اسم اسرائیل یطلب منھ حني رأسھ. والركوع عندما یتم ذكر الاسم بشكل صریح. لا توجد
اسرائیل بدون ركوع. ھذا ھو الدرس المستخلص من الكارثة. خرق القانون سیعتبر لاسامیة. ذكر
اسم اسرائیل بدون أن یكون الأنف موجھ للأسفل سیعتبر مخالفة جنائیة. سیاسیون ومذیعون في
التلفاز ومواطنون عادیون سیعتادون على ذلك. وكما ھو متبع في تایلاند فان أي مكان یدخل الیھ
الملك یقوم الجمیع بالركوع. وھكذا سیكون في كل مكان یتم ذكر اسرائیل فیھ. ھل ھي لا تستحق
ذلك؟ ھل یوجد رد محق أكثر على اللاسامیة؟ في اعقاب المانیا سینضم المزید من الدول، بما في
ذلك ولایات كثیرة في الولایات المتحدة. تخیلوا فقط أي نجاح سیكون ھذا للدبلوماسیة الاسرائیلیة.
نحن غیر بعیدین عن ھناك. اذا تبنت الحكومة الالمانیة قرار البوندستاغ الذي ینص على أن حركة
مقاطعة اسرائیل ھي حركة لاسامیة، فنحن نوجد ھناك. حركة بي.دي.اس سیتم اخراجھا خارج
القانون، أو على الاقل لن تتمكن من العمل في الفضاء العام. أمس كتبت نوعا لنداو في ”ھآرتس“
بأن اسرائیل تضغط من خلال اجھزة دعایتھا على الحكومة الالمانیة من اجل تبني ھذا القرار. وفي
نھایة المطاف المانیا ستخضع مثلما خضع البرلمان فیھا عندما اتخذ القرار الھستیري. نضال غیر
عنیف ضد جرائم الحرب سیعتبر غیر قانوني. المحتل سیتم الاعلان عنھ بأنھ ضحیة. حریة التعبیر
ستكون مھزلة. لا یوجد مثیل لذلك في الدیمقراطیة.
قبل لحظة من قیام سفیر اسرائیل جیرمي یسسخروف – الذي اعتبر التعاون مع جمعیة المثقفین
الیھود ضد القرار عار – بفتح زجاجة الشمبانیا والكتابة للقدس عن نجاح آخر لھ، یجب السؤال:
ھل حقا ھذا یعتبر نجاح؟ لاسرائیل؟ للیھود؟ ھل نشاط الاستقواء والاستبداد ھذا لن ینفجر في وجھ
اسرائیل؟ ھل النجاح المتخیل ھذا الذي تم تحقیقھ بطرق غیر مشروعة تماما، والذي اساسھ استخدام معصرة مشاعر على المانیا وعلى العالم، واستغلال منظمات كثیرة، جزء منھا سرا، التي تستخدم ضغوطا مختلفة، لن یجبي من اسرائیل في أي یوم ثمن ما، التي تقف وراء ھذه المعركة الخاسرة؟.
اسرائیل اخترعت لنفسھا فزاعة عدوة باسم ادولف بي.دي.اس. وقررت شن الحرب ضدھا.
الفلسطینیون تم ضربھم، والدول العربیة منشغلة بشؤونھا الخاصة، لا تكفي ایران، واسرائیل بحاجة
بسرعة الى خطر وجودي آخر. حركة المقاطعة التي قام بتأسیسھا عمر البرغوثي سقطت مثل ثمرة
ناضجة في أیدي عدد من السیاسیین والدبلوماسیین الاسرائیلیین. فجأة جلعاد اردان لیس فقط وزیر
للشرطة ینشغل بأم الحیران ومخالفات السیر؛ بل ھو الآن ایضا وزیر استراتیجي مع جھاز كبیر،
بدون میزانیة كبیرة، ومع ادارات عامة ولقاءات مع رئیس الموساد. لم یأمل أكثر من ذلك. تصنیف
حركة بي.دي.اس كحركة لاسامیة، مثل أي انتقاد لاسرائیل، تبین أنھ الاستراتیجیة الاكثر نجاعة.
النضال ضد اللاسامیة یحل كل ضائقة الاعلام. قل كلمة ”لاسامیة“ والعالم سیصاب بالشلل. یمكنك
قتل الاطفال في غزة، والقول ”لاسامیة“ وقمع كل انتقاد. اوروبا ما تزال ھناك. قم باستغلال ذلك
بقدر استطاعتك.
من الصعب التصدیق بأن جمیع اعضاء البوندستاغ الذین صوتوا مع القرار الذي یعتبر النضال الذي لا یوجد نضال مشروع أكثر منھ، لاسامیة، وافقوا حقا على القرار. یمكن الافتراض بأنھ في اعماق الكثیرین یوجد شك، وحتى معارضة، لھذه الخطوة التي تم املاؤھا. لیس فقط في المانیا، بل في معظم الدول الاوروبیة، اصبح من الصعب انتقاد اسرائیل دون اتھامك باللاسامیة. ھذا ھو الانتصار الاكبر لماكینة الدعایة الاسرائیلیة. وھذا من شأنھ أن یؤدي الى ھزیمتھا ذات یوم. مع ازدیاد الكومة سیكون لدیھم المزید من الشجاعة للمقاومة. وعدم الموافقة على المعادلة الكاذبة.
وعندما سیتم سن قانون الركوع والالمان یضطرون الى الركوع امام اسرائیل، ولیس فقط الرقص على انغام قیثارتھا، ربما سیوجد في حینھ من یوقفون ھذه المسیرة الھستیریة.