عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jun-2022

عمون تنشر مع “اللويبدة”: قصة نجاح كارولين فرج
عمون - حين تحتفي “اللويبدة وعمون” بكارولين فرج، فهي تحتفل بنفسها، لأنّ قصّة نجاح الزميلة الأستاذة تعني أنّ مؤسستنا كانت على حقّ قبل أكثر من ربع قرن.
 
نقصد طبعاً، حين أفردنا لها صفحات مع كونها أوّل من خرج ببرنامج “يوم جديد” على التلفزيون الأردني، وما زال البرنامج الأكثر مشاهدة على شاشتنا الوطنية.
 
ولكن تاريخ كارولين فرج لم يبدأ من هناك، وزمالة كاتب هذه السطور معها (باسم سكجها)، بدأت منذ منتصف الثمانينيات في “الرأي”، حين كانت نجوميتها في طور التكوين، وفي وقت قصير صارت الرقم الصعب، وتنتظر غرفة التحرير ما ستأتي به آخر النهار من سبق صحافي.
 
تحتفل إربد هذه الأيام بكونها عاصمة الثقافة العربية، وكارولين فرج إبنة حصن الشمال الأردني، وهي من الرعيل الأول لكلية الصحافة في “اليرموك”، ومن المؤسسين لمهرجان جرش، ولعلّ تلك المكانات الأثيرة هي التي كوّنت الشخصية.
 
إربد، الحصن،
وأديب عباسي
 
كُنت أسمع عن المعلم الأردني أديب عباسي، ولكنّ كارولين كانت تعرفه باعتباره أيقونة الحصن، وهكذا رتّبت لنا أن نكون في معيتها للقاء عباسي، الزميل أحمد سلامة وأنا، وقُبيل الدخول إلى بيته “العقد المعتّق”، أخذتنا في جولة في شوارع المدينة الصغيرة، شارحة لنا تفاصيلها، وتتذكّرها بيتاً بيتاً.
 
ذلك لقاء تاريخي مع الراحل أديب عباسي، أتمنى أن تعيد “الرأي” نشره مع احتفالات اربد، فالرجل لم يكن عابراً، في حال من الأحوال، وخريج أميركية بيروت، والكاتب في المجلات المصرية واللبنانية، ولعلّ عزلته أواخير أيام حياته في ذلك البيت الحجري المكوّن من غرفة واحدة، تشرح لنا كيف يهرب المُبدع إلى نفسه!
 
عشرات المواقف كانت مع كارولين، خلال العُمر، وتذكّرتها كلّها مع سماعي اسمها في حفل تقليد الاوسمة الملكية.
 
لا أخفي أنّني شعرت بفخر شخصي، فهذا تقدير مستحق فعلاً، فهذه التي كُرّمت في الخارج كثيراً، تتقلّد الآن أرفع الأوسمة الملكية.
 
كارولين لـ”اللويبدة”
عن الملك والتكريم
 
سارعت إلى الاتصال بها، للإجابة على سؤال واحد، مفهوم، وهذه هي إجابتها:
 
“ كنتُ في اجتماع عمل في القاهرة، حين أشعرني هاتفي باتصال من رقم أرضي أردني، وكان عليّ أن أردّ، تحسّباً من طارئ.
على الجانب الآخر كان هناك من يرحب بي، بلباقة، ويقول إنه من الديوان الملكي الأردني، وإن أحد الأخوان من التشريفات يود الحديث معي.
 
بالطبع رحبت، وانتظرت، فكان بأخ لم يسبق له أن كلمني، يبدأ حديثه بالتهنئة والمباركة..
 
تساءلت عن السبب، فتابع متسائلا عن موعد زيارتي للأردن.. فأجبت يوم 24 أيار، لالتزامي بحضور مؤتمر.. ولكن أعدت السؤال عليه عن سبب المباركة؟
 
أجاب قائلا: ستّي اسمك على قائمة المكرمين بعيد الأستقلال، وسيدنا سيقوم بتكريمك ومنحك وساماً تقديرا لما قدمتيه وتقدميه للأردن..
 
خيم السكوت للحظات معدودة، وأجبت متفاجأة ..
تكريمي أنا؟؟
حقيقي؟ هذا شرف لي طبعاً...
 
ختم الأخ بالقول: سنعاود الاتصال بعد قليل لمزيد من التفاصيل..
امتزج الصمت بالابتسامة، ومر شريط طويل من الأحداث المختلفة من حياتي في الأردن مع الأهل، والأصدقاء، والزملاء وغيرهم في ذاكرتي للحظات..
 
وتمنيت، لو كان من رحلوا معي ليشهدوا هذه اللحظة من الفرح المجبول بالفخر.
 
وعلى الرغم من تشرفي بالحصول على العديد من الأوسمة والجوائز والشهادات التقديرية، على مدى عدة عقود من العمل بالصحافة والإعلام، محلياً، وإقليميا وعالمياً، إلا أن التكريم من الوطن، وقائده، له وقع وأثر ولا أجمل..
 
ومن خلال العمل، تشرفت بلقاء جلالة الملك مرات عدة، إلا أن الابتسامة، والفرحة بعيون جلالته عند قراءة الأسماء، وأثناء تسليم الأوسمة كانت مختلفة.. إبتسامة القائد الفخور، الفرح والمحب... والكلمات التي قالها كانت من القلب إلى القلب...
 
هذه الصورة ستبقى بذاكرتي إلى الأبد..
 
كما أفتخر بعبارات الفرح من الأهل والأصدقاء، وحتى الأشخاص الذين لا أعرفهم شخصيا.. بالفعل غمروني بكلماتهم الرقيقة، وأدخلوا الفرح لقلبي.. العديد قالوا بانهم شعروا بأن تكريمي كان بمثابة تكريم لهم.. وهذا شيء يشرفني..
 
وأتمنى أن أكون عند حسن الظن.
 
كارولين لـ “منصة مُلهم”،
وهبة سكجها
 
الطريف أنّ بحثي عن كارولين فرج، عبر “غوغل”، وما قدّمته من معلومات خاصة في لقاءاتها الصحافية، وجدت التالي، وكان من “منصة مُلهم” المتفرعة من “شبكة موضوع” ويحمل إسم إبنتي هبة سكجها التي كتبته، بعد لقاءات في دبي، وعبر الشبكة، وأعيد نشره كما هو ...
 
الطفولة
 
منذ طفولتها، وهي مرتبطة بالإعلام، حيث بدأت بالظهور على شاشة التلفزيون في برامج للأطفال، وشاركت بالعديد من المسرحيات، وكان هناك أشخاص في حياة كارولين يعملون في الإعلام، مما جعلها قريبة أكثر من هذا التخصص.
 
كان للممثلة والمنتجة الأردنية مارجو ملاتجليان - رحمة الله عليه ا- أثر كبير في حياة كارولين حيث ساعدتها على تعزيز ثقتها بالنفس وتنمية مهاراتها الاعلامية منذ الصغر، وكانت السبب وراء مشاركة كارولين في المسرح منذ عامها الثاني.
 
عندما نتحدث عن طفلة بعمر سنتين ونصف السنة، في مسرح كبير أمام فنانين مرموقين، فبالتأكيد نتخيل الثقة بالنفس، وهذا ما تتمتع به كارولين لغاية الآن، وشاركت في طفولتها أيضاً في برنامج “قوس قزح”، والكثير من المسرحيات.
“كنت أول فتاة تُقبَل في تخصص الصحافة والإعلام، وأول فتاة تخرجت من التخصص”
 
عندما اتخذت كارولين قرار دراسة الصحافة، فاجأت والدها، حيث كانت آماله بأن تتخصص في التجارة وترأس عمل عائلتها، في حين كان جدها داعماً ومسانداً لقرارها، وبالنسبة لها كان لجدها أثر كبير في نشأتها إذ عزز في شخصيتها الكثير من القيم الأساسية في الحياة والعمل.
 
اتبعت كارولين شغفها منذ الصغر، واختارت تخصص الصحافة والإعلام، وبحسب كلماتها: “عندما أنهيت الثانوية العامة كان معدلي يُقبل في جميع التخصصات الأدبية، ولكنّي اخترت الصحافة، ولحسن حظي كنت أول فتاة تقبل في التخصص حينها، وأيضا أول فتاة تتخرج من دائرة الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك ، حيث انهيت الجامعة بثلاث سنوات ونصف السنة.”
 
“اللغة الانجليزية مدّت لي الفرص للتميز في دراستي وعملي منذ بداية طريقي”
 
من بين أهم الأسباب التي ساعدت كارولين على التميز هي اتقانها للغة الإنجليزية، إضافة إلى الشغف بمهنة الصحافة، حيث في بداية طريقها المهني استدعاها الصحفي المرحوم محمود الكايد لتنضم إلى فريق عمل صحيفة “الرأي” الأردنية، وقدم لها الرعاية وفتح الباب أمامها للتميز.
 
أثناء عملها في الصحيفة؛ تميزت كارولين باتقانها اللغة الانجليزية، حيث سافرت للعديد من الدول لتغطية مؤتمرات عالمية، وكان أهمها تغطيتها جولات مفاوضات السلام في واشنطن والعالم، على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، حيث كانت مندوبة القصر الهاشمي ورافقت جلالة المرحوم الحسين بن طلال -رحمة الله عليه- وسمو الأمير الحسن أطال الله في عمره في جولات رسمية في مختلف أنحاء العالم.
 
“كانت تلك الفترة مهمة في حياتي حيث تعلمت الكثير، وبنيت علاقات مهنية، وتوسعت مداركي حين أتيحت لي فرصة مرافقة جلالة الملك الحسين بن طلال وسمو الأمير الحسن، وحضور العديد من الجلسات الرسمية والمغلقة، وسمعت الكثير من التحليلات والمواقف.”
المرحلة التالية
 
بعد وفاة جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال؛ اتخذت كارولين قراراّ بالسفر، وقررت استكمال الدراسة الجامعية، بهدف التفكير بشكل المرحلة القادمة .
 
“كان جلالة الملك الحسين بن طلال بمثابة الوالد بالنسبة لي، كما كان للجميع، وعندما توفي شعرت بضرورة الابتعاد لفترة والتفكير بشكل المرحلة التالية في حياتي.. فقررت أن أسافر لتكملة الماجستير، وأعيش تجربة جديدة في مجتمع غريب بعاداته، حين كنت في أمس الحاجة للانغلاق على نفسي”
 
لندن، المنحة،
و”سي ان ان بالعربية”
 
وبعد 16 عاما من العمل الصحفي في الأردن، انتقلت كارولين إلى لندن, وقررت أن تخوض هذه التجربة كطالبة فقط، والابتعاد عن الميدان لفترة.
 
أثناء تواجدها هناك، حضرت مناسبة تضم قيادات إعلامية عالمية، والتقت احد المسؤولين في شبكة سي إن إن CNN واثناء حديثهم اقترحت عليهم بعض الأفكار الجديدة، التي يمكن تصويرها في الأردن وتمثل الدخول بالألفية.
 
تركت انطباعاً قوياً عند شبكة سي إن إن CNN، وعندما قررت القناة فتح مكتب جديد في العالم العربي ليكون الأول في الخليج والخامس على مستوى المنطقة، كانت أول الأشخاص الذين تم التواصل معهم لتأسيس هذا المكتب، علماً بأنها لم تتقدم للوظيفة، وكانت فكرة سي إن إن CNN إثراء المحتوى الجديدً بتقديم خدمة باللغة العربية وهي “سي إن إن بالعربية”.
 
كان تحديا جديدا لكارولين، وعندما انتقلت إلى إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، كان لديها تردد وتساؤلات عديدة حول مستقبلها في هذا المكان، “هل هذا المكان مناسب لي؟ هل سأنجح في ادارة هذا الموقع؟ أم سأفشل”، وحينها كان الانترنت في بداية ثورته، ولكنها كالعادة تحدت نفسها وجازفت، ونجحت.
 
أول عربية تصل إلى منصب نائب رئيس شبكة سي إن إن CNN
قبلت التحدي، وأسست أول مكتب في الخليج، وخامس مكتب في المنطقة العربية، وكانت أول خدمة باللغة العربية لــ”سي إن إن” CNN وانطلقت عام ٢٠٠٢.
 
جاءت فكرة تأسيس موقع “سي إن إن بالعربية” لضرورة وجود وسيلة تتحدث باللغة العربية مع الشعوب العربية، نظرا لوجود عدد كبير من المتابعين لهذه الشبكة، وتم اختيار الوسيلة الرقمية، فضلا عن المرئية لتكون نواة لاستثمار استشعر بقدوم الثورة الرقمية التي تتناسب وطبيعة العالم العربي الذي يشكل الشباب ممن هم دون سن ٣٠ ، حوالي ٧٠% من عدد سكانه.
 
عبرت كارولين عن امتنانها: “علي أن أعترف بأن وجود أشخاص من جنسيات عربية في” سي إن إن” ساهم في إثبات أهمية دورهم في مؤسسات عالمية. وبالأخص وجود زميلي راني رعد الذي يشغل منصب رئيس شبكة CNN للعمليات العالمية التجارية، وهو أول عربي وشاب يصل إلى منصب الرئيس.”
 
وأضافت: “شعرت بالفخر والاعتزاز كوني أول امرأة عربية تصل إلى هذا المنصب في تاريخ سي إن إن CNN، وشعرت بالمسؤولية أيضاً لأهمية إعطاء فرص لأشخاص عرب ملهمين وأن أسلط الضوء على أعمالهم”
“دوري الآن أن أبني جيلاً صحفياً واعياً”
 
أكثر ما تفتقده كارولين الآن هو تواجدها في الميدان: “أفتقد التواجد في الميدان كثيراً، ولكنني أفرح عندما اعطي هذه الفرصة للجيل الصحفي الجديد، لأن دوري الآن أن أبني جيلاً صحفياً واعياً، مهنياً، وشغوفاً بالعمل”
 
“الظروف شاءت أن أكون بهذه المهنة؛ فلم اتساءل يوماً عن قراري في خوض التجربة الإعلامية، بل كنت دائماً سعيدة، وأعمل بشغف، لأنها المهنة الأقرب لي، وبالفعل فهي تتناسب مع شخصيتي”
 
“ في كل مرحلة من مراحل حياتي كان هناك شخص يمسك بيدي ويساعدني لمرحلتي التالية”
 
عبرت كارولين عن اعتزازها بوجود اشخاص ملهمين في حياتها: “في كل مرحلة من مراحل حياتي، كان هناك شخص يمسك بيدي، ويساعدني للوصول إلى مرحلتي التالية، وكان لأهلي وزملائي في المهنة أثر كبير في حياتي المهنية”
 
“التحدي دائماً يأتي من داخلي”
كارولين لم تواجه الكثير من التحديات في حياتها المهنية، بقدر ما كانت تتحدى نفسها بأنها تستطيع الانجاز بالعمل الجاد ووضوح الرؤية: “إن لم يواجه الإنسان التحديات من الآخرين أو من عمله، عليه أن يتحدى نفسه ويضع معايير الانجاز ويعمل على الوصول للهدف.”
 
“هناك حل لكل مشكلة”
 
ألهمتنا كارولين بقولها: “ترعرت على كلمة “لا شيء مستحيل”، وأنا أؤمن بأن ما يواجهه المرء من تحديات، وأرفض أن اسميها مشاكل او عقبات، هذه التحديات يمكننا إيجاد الحلول لها دائما.. فما دمنا نفكر؛ بالتأكيد سنجد الحلول المناسبة”
وتحفز فريقها بالعمل دائماً بقولها: “لا يوجد مشاكل او عقبات، بل تحديات نستطيع دائما مواجهتها“.