عواصم - لم تعد أهداف الاحتلال باستهداف الأطفال الفلسطينيين قتلا وأعتقالا وترويعا خافية على أحد، فهم من وجهة نظره حطب المقاومة الساعية للحرية وانهاء الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين منذ 75 عاما.
ويسعى الاحتلال بكل السبل للقضاء على الأطفال، وليس أدل من ذلك أن حوالي نصف شهداء غزة هم من الأطفال، واستخبارات الاحتلال تعلم أين هم، وأين البيوت التي من الممكن أن تخرج جيلا مقاوما بالضفة وغزة.
أكثر من 6 آلاف طفل شهيد منذ العدوان على غزة، الدفعة الأخيرة كانت أمس فقد اكتظ مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة بعشرات الإصابات جلهم من الأطفال والنساء بعد انتهاء الهدنة المؤقتة واستئناف طائرات الاحتلال غاراتها الجنونية.
في السياق أعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" أمس استشهاد ما لا يقل عن 100 طفل فلسطيني منذ مطلع العام الحالي بالضفة المحتلة، 63 طفلا، منهم بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي
وأشارت المنظمة في بيان إلى أن تقارير الأمم المتحدة تفيد بتهجير 388 طفلا جراء هجمات وقيود المستوطنين خلال الفترة الأخيرة.
كما أن الصراعات في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تسببت في إبعاد الأطفال عن المدارس، وحرمتهم من الحصول على الاحتياجات والخدمات الأساسية، بحسب البيان.
وأضاف أن مصادرة هواتف الأطفال الذين يحاولون المرور عبر نقاط التفتيش في الضفة الغربية واحتجازهم من قبل نظام الاعتقال العسكري بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي يثير مخاوف خطيرة بشأن حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير والخصوصية والحرمان من الحرية.
وأورد البيان تصريحا لجيسون لي، مدير المنظمة في فلسطين، حذر فيه من أن أوضاع الأطفال في الضفة الغربية في تدهور، بالتزامن مع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وسبق أن أعلنت "منظمة أنقذوا الأطفال" أن عدد الأطفال الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة أعلى من إجمالي عدد الأطفال الذين قتلوا في جميع مناطق الصراع في العالم منذ عام 2019.
وأطفال فلسطين مستهدفون من قبل كيان الاحتلال من الحمل وحتى الموت، في مسعى لاستئصال الجيل القادم من الفلسطينيين، وتعاملت معهم على أنهم لا يستحقون التمتع بحقوق الأطفال العالمية، وكأجساد خطيرة قابلة للقتل تحتاج إلى الحبس والفناء، جسديًا وعقليًا كما كانت نبهت الدكتورة نادرة شلهوب؛ ولذلك وقع الطفل الفلسطيني في ميدان الاستهداف الإسرائيلي بالقتل، والترويع، والتنكيل، والتعذيب الجسدي والمعنوي.
وفي كتاب له رصد إبراهيم عباس سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال، التي بدأت قبل إقامتها عام 1948، حتى إنها بقرت بطون الأمهات الحوامل، ونكلت بالأطفال الذين تم نسيانهم من قبل عوائلهم أثناء التهجير عام 1948، أو إن من بقي وعايش التهجير بقيت ذاكرته مشوهة من الطفولة، كان يستحقها كغيره من أطفال العالم.
وما يزال الطفل الفلسطيني يواجه بشكل يومي الاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقهم، ومن المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية أثناء مرورهم على الحواجز العسكرية متوجهين إلى مدارسهم، وحتى وهم عائدون، وعن ذلك يقول الكاتب: "الطفل الفلسطيني هو الوحيد من بين أطفال العالم الذي اختزلت من عمره مرحلة الطفولة، وأطفال فلسطين شهداء قبل أن يعرفوا معنى الحياة، والطفل ينمو ويترعرع في بيئة غير آمنة، وفي أجواء الخوف والرعب والقلق والترقب، والحرمان بكل أشكاله".
ويضيف الكاتب أنه قد يولد لأب شهيد أو معتقل أو معاق، وقد يولد لأم تلده على حاجز إسرائيلي، وقد يهدم البيت الذي يعيش فيه، وقد يتعرض هذا البيت للحرق بمن فيه من قبل المستوطنين.
ويقول: الكاتب الفرنسي باتريك ميرسيون إن أفراد عصابتي الأرغون وشتيرن "كانوا مع تأسيس دول الاحتلال يراهنون على نوع الأجنة قبل بقر بطون النساء الحوامل".
وكان الدكتور أحمد ذكي الدجاني قال أن بطش الاحتلال وصل بجندي من الاحتلال دخل بيتًا عربيًا فقتل طفلين أمام أمهما، ولما سئل عن الداعي لذلك أجاب بأن زوجته طلبت منه قتل أربعين عربيًا فتمكن من قتل 38، وعز عليه أن لا يحقق رغبة زوجته فقتل الطفلين.
ويسوق المراحل المختلفة التي استهدف فيها الاحتلال الاطفال عبر عدة مجازر والانتفاضتين الاولى والثانية.
ويشكل عدوان الاحتلال المتكرر على قطاع غزه انتهاكا صارخا للقانون الدولي والمواثيق الدولية باقترافه العديد من الجرائم ضد المدنيين، بما فيهم الأطفال الأبرياء بقصد التطهير العرقي وانهاء الوجود للشعب الفلسطيني دون التقيد بالتزاماتها القانونية والدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة المادة (2) من اتفاقية الأمم المتحدة؛ لحقوق الطفل لتي صادقت عليها دولة الاحتلال عام 1991 .
وعدا عن القتل والاعاقة يترك عدوان الاحتلا ندوبا نفسية عميقة على أطفال فلسطين، خاصة الاطفال في قطاع غزة، فقد خلفت 5 حروب آلاف الضحايا من الاطفال الذي تأثروا نفسيا، وحسب إحصائيات فإن 90 % من أطفال غزة أصبحوا يعانون من القلق، فيما أصبح 25 % منهم عصبيون. كما لوحظ أن هناك حالات كبيرة من التبول اللاإرادي، أو العجز عن النطق.
نفاق الغرب تجاهل مئات الانتهاكات بحق الفلسطينيين وأطفالهم، برفع شعار "من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها" شعار يتناقض مع القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية وشريعة الأمم المتحدة نفسها، إلى جانب توجيه اللوم للإسرائيليين والفلسطينيين بنفس القدر واتهامهما معًا بارتكاب جرائم حرب يخرج عن أي مفهوم للعدل، ويساوي الجلاد بالضحية.-(وكالات)