عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Feb-2019

”أیقونة الحریة“ مسرحیات للعمانیة القصابي توثق نضال الطفل الفلسطیني

 

عمان – الغد – في ثلاث مسرحیات حملت عنوان ”أیقونة الحریة تستغیث بصلاح الدین“ تعاین الكاتبة العمانیة د. عزة القصابي في الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون بعمان جزءا من تاریخ النضال الفلسطیني في مواجھة آلة الاحتلال والقھر الصھیوني.
وتركز المسرحیات على جیل الأطفال الذین أھدت الكاتبة لھم كتابھا ھذا ”إھداء إلى أطفال الحجارة“، متناولة عددا من الشخصیات الحقیقیة لأطفال فلسطینیین وقفوا في وجھ الاحتلال وتعرضوا للسجن والقمع والموت.
ویشتمل الكتاب الذي یقع في 169 صفحة من القطع الوسط على ثلاث مسرحیات، الأولى التي حمل الكتاب اسمھا, عنوانھا ”أیقونة الحریة تستغیث بصلاح الدین“، وھي ترسم صورة نضالیة للطفلة عھد التمیمي التي غدت أیقونة للنضال.
أما الثانیة فھي تحمل عنوان ”جوفیل“ وھو اسم للشاب الفلسطیني الذي یعیش بمخیم النصیرات
ُ بغزة وتعرض للدھس من قبل قوات الاحتلال جعلتھ م ً قعدا، ولكنھ لم یستسلم وبقي یواجھ الاحتلال، وتبرز الكاتبة دور المرأة الفلسطینیة من خلال شخصیة أم جوفیل التي تساند ابنھاّ نفسیا وخصوصا بعد فقدان صدیقھ الذي استشھد في مواجھات مع الاحتلال، وبدنیا لمواجھة الحیاة الصعبة الناتجة عن الإعاقة ومواجھة العدو، وھو دور تقوم بھ المرأة لتقویة إرادة المقاومة والصمود أمام محاولات كسر روح الشعب الفلسطیني ومحو ھویتھ.
والثالثة تحمل عنوان ”الطفل دوابشة“ الذي قام أحد المستوطنین بحرق منزل أھلھ وتوفي والده
ووالدتھ واثنین من عائلتھ، ولحقھ التشوه نتیجة الإصابة. ومن المؤكد أن المسرحیة تحمل رمزیة
الاستمرار، إذ أن الطفل یعیش وھو یحمل ذكریات ألیمة عن موت عائلتھ، وجریمة الاحتلال التي تشھد علیھا الندوب التي تركتھا فعلتھ على وجھھ، فیعیش حیاتھ وھو یناضل من أجل إزالة التشوه الذي تركھ العدو على جسده والتشوه الذي فعلھ الاحتلال على أرضھ.
لت بتقدیم الدكتورة وطفاء الحمادي، وقراءة نقدیة ً الكتاب یشتمل أیضا على قراءات نقدیة استُھِ بعنوان، ”مسرح بطعم الألم “ للدكتور محمود سعید، وأخرى بعنوان ”تشكیل الذات للكاتبة عزة القصابي“ للناقد شاكر جعفر عبد الكریم، وتناولت الدراسات موضوعات الكاتبة ورسالتھا وخصائص أعمالھا الفنیة والجمالیة.
وتقول د. الحمادي إن الكاتبة والباحثة القصابي ”انشغلت بمعالجة قضایا إنسانیة عامة وقضایاُ الھ ّویة العربیة، وبالكتابة عن التاریخ العماني وآلیة توظیف المسرح وتناولھ برؤیة معاصرة.
ویقول د. سعید إن الكاتبة لدیھا ”الوعي الدرامي والقدرة التي تكفل لھا الغوص في عمق الأزمة الفلسطینیة مع الاحتلال الغاشم ، تلك الأزمة القدیمة المتجددة ، فما یزال الجرح ینزف، ومن خلال الظلم یعتلي القمة“.
ویرى عبدالكریم أن القصابي ”تؤسس لنص یخصھا ویحمل أسلوبھا الذي یشیر للكاتبة دون غیرھا، لأنھا أخذت بعد عدد من النصوص بالركوز والتمیز“.
ً تتكون المسرحیة الأولى من أحد عشر مشھدا، تنوع بین الأداء الاستعراضي, الملحمي, والتوثیقي, الواقعي، راصدة الأصداء التي تركتھا حالة الفتاة التي واجھت بكفھا مخرز الاحتلال، وتمزج بین الواقعي والمتخیل باستحضار شخصیة صلاح الدین ، حیث یجتمع أھل قریة النبي صالح أمام المحكمة التي تقف أمامھا عھد التمیمي وھم یھتفون صلاح الدین قائدنا. اخرجوا من أرضنا.
وتستحضر الكاتبة شخصیات عالمیة، مثل جان دارك، والرسام العالمي باتریك الذي رسم شخصیة المناضل الأممي جیفارا لیرسم عھد وھي تقف شامخة في مواجھة الاحتلال.
وفي مسرحیة ”جوفیل“ أیضا تعمد الكاتبة للمزج بین الواقعي والمتخیل باستحضار شخصیات مكافحة، لیس في مواجھة الاحتلال وإنما للعیش بكرامة، وھي حینما تختار الأطفال نماذج لمسرحیتھا فإنما تنحاز للجیل الجدید الذي یواصل الثورة ویحمل رایة استمرارھا.
وفي الجھة الثانیة، ومن خلال مسرحیة الطفل ”دوابشة“ تلقي الضوء على ھمجیة الاحتلال، وسلوكھ الدموي واستھتاره بالقیم الإنسانیة وأرواح الناس.
وھي في كل مسرحیاتھا, وبحكم خبرتھا الأكادیمیة، وعنایتھا بالمسرح المدرسي، وحسھا التربوي التنویري والتوعوي، فھي تعنى بوضع عدد من الاقتراحات الإخراجیة التي تتصل بالإضاءة والدیكور والسینوغرافیا والإرشادات الإخراجیة التي تساعد المدرسین في المؤسسات التربویة على تقدیم الأعمال على مسارح المدارس.
یشار إلى أن الكاتبة عزة القصابي، ناقدة وإعلامیة عمانیة، صدر لھا مجموعة من الكتب النقدیة والنصوص المسرحیة، منھا: ”للمسرح العماني حكایة.. نصوص وأوبریت“، ”الخیمة ونصوص أخرى“، ”الصحافة الفنیة في سلطنة عمان“، ”رؤیة في المسرح العماني“، ولھا العدید من البحوث والدراسات والمقالات النقدیة في عدد من الدوریات العربیة.