عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Aug-2019

َيوميّات (هَيّة الكَرَك).. و(الحَملة الحُورانية) في الصحافة العربية العثمانيّة (1910 _ 1912) (72)

 

محمد رفيع
الحُكم غيابياً على كركيّين؛ (الصعوب)، (الثوابية؛ النوابة).. و(أحوال البلقاء) و(تأثير
الجراكسة) و(هجرة مسيحيي الكرك)
الأحداث في يوم (16 - (4 - 1912
الراي -في هذا اليوم؛ ورد خبر تصديق حكم الديوان العرفي بالسجن ثلاث سنوات، على كل من؛ مقري بن رشيد (الغيثات) من عشيرة (سليطة؛ السلايطة)؛ وعلى رشيد أبو حلفا بن علي من عشيرة النعيمات، بتهمة تخريب الخط الحجازي في جهات القطرانة، أثناء أحداث الكرك.
واصل محمد كرد علي شروحه التفصيلية، اجتماعيا وعمرانيا وزراعيا واقتصاديا، عن قضاء البلقاء وتاريخه، فذكر؛ أن لواء البلقاء يعادل في مساحته ربع مساحة جمهورية سويسرا؛ وعن عدم كثرة أشجار الزيتون فيه؛ وكذلك أهل الشراة في معان والطفيلة والكرك أيضاً؛ وأنّ المسيحيين فيه أكثر تعلما ونشاطا من المسلمين؛ وأن لباسهم كلباس حوران (الكوفية والعقال والعباءة والجزمة الحمراء)؛ وعن تعثر تعدين الفوسفات فيه، الذي تعهده المقدسي نظيف الخالدي، بسبب ارتفاع الكلفة والضرائب؛ وعن الجراكسة وتأثيرهم على المنطقة وغير ذلك الكثير.
مقدّمة تاريخيّة وملاحظات؛
هَيّة الكَرَك؛ هي عصيان مدنيّ، ما لبث أن تحوّل إلى ثورة مسلّحّة، ضدّ التجنيد الإجباري وتعداد النفوس. حيث اندلع العصيان في 22 تشرين الثاني (11 (عام 1910 ،واستمرّ نحو شهرين، وكان أعنف الاحتجاجات ضدّ العثمانيين، التي اندلعت قبيل الحرب العالميّة الأولى، حيث قمعتها السلطات العثمانيّة بعنف شديد.
المصدر الصحفي الدمشقي لهذه الوثائق هو من أكثر المصادر الصحفية توازناً في تلك الفترة، وهي صحيفة (المقتبس) الدمشقيّة لصاحبها محمد كرد علي، غير أنّها تبقى صحيفة موالية للسلطة العثمانية، ولا تخرج عن طوعها. لا يتدخّل الكاتب في الوثائق المنشورة إلّا في أضيق الحدود، بهدف الشرح أو التوضيح فقط لا غير. هنا في صفحة فضاءات، سننشر الرواية الصحفية العربية العثمانيّة الرسميّة لأحداث الكرك، والتي استمرّت لما يزيد عن شهرين، كما رأتها السلطات العثمانيّة في حينه، على هيئة يوميات ومتابعة صحفية للأحداث. وتشكّل هذه المادّة جانباً وثائقيّاً صحفياً لـِ(هَيّة الكَرك)، كرؤية رسمية للسلطات آنذاك. أما السلطات العثمانيّة فقد أسمتها؛ (فتنة الكَرَك)..!
محمد كرد علي (1876_1953(؛
هو أديب وصحفي سوري غطت معارفه مجالات مختلفة، يعتبر من رواد النهضة العربية الحديثة حيث اكتسبت كتاباته زخما كبيرا مطلع القرن العشرين، وقد عرف بدعوته إلى التجديد وافتتانه بالثقافة الباريسية.
ولد محمد فريد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي عام 1876 في دمشق لأب كردي وأم شركسية، وتنحدر أسرته من مدينة السليمانية شمالي العراق.
تلقى مراحل التعليم الأولية بدمشق ودرس فيها المرحلتين الإعدادية والثانوية، وتعلّم اللغات التركية والفرنسية والفارسية إلى جانب العربية. وقد صحب محمد كرد علي العديد من مشايخ العلم في سوريا فدرس عليهم الأدب واللغة والبلاغة والتاريخ والفقه والفلسفة. ومن مشايخه سليم البخاري ومحمد بن محمد المبارك وطاهر الجزائري.
وبعد هجرته إلى مصر عام 1901 تتلمذ محمد كرد علي على الشيخ محمد عبده فلازم دروسه ومجالسه العلمية.
تولى رئاسة تحرير جريدة الشام الأسبوعية في الفترة من 1897 و1900 ،وهي أول صحيفة تصدر في دمشق. وتولى في مصر رئاسة تحرير مجلة المقتبس العلمية عام 1906 ثم جريدة الظاهر، كما شغل منصب أمين سر تحرير جريدة المؤيد ذائعة الصيت.
ترأس مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1919 وشغل منصب وزير المعارف بسوريا مرتين، عام 1920 ثم 1928 ،وظل في المنصب حتى 1931.
وخلال وجوده بمصر، لازم دروس الشيخ محمد عبده وتأثر بدعوته وسمع منه آراء الشيخ جمال الدين الأفغاني. وقد اكتسبت كتابات محمد كرد علي زخما كبيرا إبان وجوده في مصر حيث كان يشرف على ثلاث صحف عرفت حينها بتمجيد الوطنية وانتقاد سياسات الاحتلال في العالم العربي.
وكان محمد كرد على صلة وثيقة بما يجري في الدولة العثمانية التي كانت آنذاك في طريقها للانهيار.
ويروي أنه عمل طيلة 12 عاما مع جمعية الاتحاد والترقي. ولكنه توقف عن مساندتها بعد الإطاحة بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني وإعلان تحول الدولة العثمانية إلى ملكية دستورية.وبعد بداية الانقلاب العثماني عام 1908 غادر مصر إلى دمشق ومنها أعاد إصدار مجلة المقتبس التي كان يصدرها بالقاهرة.
ويقول إن مذهب صحيفة المقتبس كان «معاونة الحكومة بالمعقول، وانتقادها عند الاقتضاء، وتحبيذها إذا أتت ما تحبّذ عليه، وكنت أنزع أبدا إلى إنارة الأفكار، وبث الملكات الصحيحة، وتقوية روح القومية العربية، وانتهاج سياسة وطنية ليس فيها شيء من الكراهية للأجانب، وفتح صدر الأمة لمعظم ما في المدنية الغربية من أسباب الرقي». تقول المصادر إنه تعرض لمضايقات من السلطة والنافذين فاضطر إلى المغادرة سرا إلى فرنسا.
وخلال مقامه في فرنسا التقى بمفكرين وأدباء وتعرف على الحركات السياسية والثقافية في الغرب.
لاحقا، أقام في تركيا وعهدت إليه الدولة العثمانية برئاسة تحرير جريدة الشرق العربية اليومية في الفترة من 1914 إلى 1918 .وفي عام 1919 عاد محمد كرد علي إلى سوريا، فأسس المجمع العلمي العربي ثم عين وزيرا للمعارف في حكومة جميل الألشي سنة 1920 وأعيد اختياره لشغل ذات المنصب في حكومة الشيخ تاج الدين الحسني بين عامي 1928و1931.
وقد أنشأ محمد كرد علي «مدرسة العلوم الأدبية العليا» وحولها إلى كلية بالجامعة السورية التي تكونت آنذاك من كليات الطب والحقوق والآداب والإلهيات.
ومن مؤلفاته السياسية «خطط الشام» وهو كتاب من أجزاء، و«الإسلام والحضارة العربية»، و«الإدارة الإسلامية في عز العرب»، و«أقوالنا وأفعالنا»، و«المسلمون والغربيون في الحروب الصليبية»، و«الحكومة المصرية في الشام»، و«ثلاث سنوات من حكم سوريا». وله في الأدب والتاريخ «دمشق مدينة السحر والشعر»، و«غابر الأندلس وحاضرها»، و«كنوز الأجداد»، و«أمراء البيان».
توفي محمد كرد علي عام 1953 عن عمر ناهز 77 عاما ودفن بجوار الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.