عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2020

نتنياهو والسلام الموهوم - علي ابو حبلة

 

الدستور - نتنياهو يسير بعكس منطق التاريخ متجاهلا أن الحقوق لا تسقط بالتقادم وأن سياسة القوه وفرض الأمر الواقع لا تحقق انتصارا، وان كبوة الشعوب لا تعني هزيمتها او استسلامها ومهما بلغت إسرائيل من العلو فلا بد أن يأتي يوما لينتصر فيه الحق ويزهق الباطل، لقد انتزعت اسرائيل عنوة وبالقوة الارض الفلسطينية وصادرت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وشردت الشعب الفلسطيني، حكومات اسرائيل المتعاقبة لم تستغل الفرص لتحقيق السلام الامن وتنكرت جميعها لقرارات الامم المتحده وضربت بعرض الحائط بكل الاتفاقات المعقوده مع منظمة التحرير الفلسطينية وأطلق قادة الكيان الصهيوني لا نفسهم العنان برفض قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان والاستمرار بمشروعها التهويدي والاستيطاني حيث شرعت حكومة نتنياهو تمهد لضم أجزاء من الضفة الغربية غير عابئة بالتحذيرات العربيه والدوليه والمخاطر التي تتهدد امن وسلامة المنطقة
 
ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن ضم مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، «يدفع عملية السلام». ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قوله في خطاب متلفز وجهه مساء الأحد، إلى «جمعية مسيحيين موحدين من أجل إسرائيل»، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، (المعروفة باسم صفقة القرن) «وضعت حدا لأوهام (خيار) حل الدولتين، وبدلا من ذلك تدعو إلى إيجاد حل واقعي لدولتين، فيه لإسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة عن أمنها». هذا الادعاء لنتنياهو يغاير منطق التاريخ ويسير بعكس منطق الإحداث التي جميعها تؤكد ان الشعوب لا بد لها وان تنتصر لحقوقها، هذا هو منطق التاريخ والصراعات التي لا بد وان تحسم يوما لصالح الشعوب المغلوبة على امرها، فلا يمكن لصاحب الحق السكوت عن حقوقه ولا بد من ياتي يوما لاستعادة الحقوق المسلوبة، فمهما بلغت اسرائيل من العلو وتملكت جبروت القوه فلا بد وان ياتي يوما تنهزم فيها اسرائيل وينهزم معها مشروعها الاستيطاني والاحلالي.
 
صراعات التاريخ ليست مشكلات نفسية، وقد واجهت الأمة «حروب الفرنجة» المعروفة غربيا باسم «الحروب الصليبية».وجرى احتلال فلسطين وسواها من مناطق في بلاد الشام، واقيمت ممالك صليبيه، واستسلم لها من استسلم، وعقدت معاهدات صلح ذهبت جميعها مع الريح، ودخلت مصر وبلاد الشام بالطبيعة في حروب ضارية ضد هذه الظاهرة الاستعمارية الغازية، كان أظهرها حروب صلاح الدين الأيوبي، التي انطلقت من القاهرة لتحرير القدس، ولم تكن آخرها حملة لويس التاسع التي هزمت في «فارسكور»، وظلت دار «ابن لقمان» في المنصورة شاهدا باقيا على نصر الأمة المبين، وظل الدرس نفسه قائما على توالي القرون، وإلى أن حلت حروب الصهيونية وإسرائيل محل الحروب الصليبية القديمة.
 
هكذا هي ادعاءات نتنياهو وترمب بمضمون صفقة القرن وعملية الضم وهي تعني صب الزيت على النار في حمى الصراع الجاري ضد الفلسطينيين، وصب دشا باردا على مبادرات السلام، ونذكر «مبادرة السلام العربية» التي شبعت موتا، وبالمبادرة الفرنسية الموؤدة قبل أن تولد وخارطة الطريق وغيرها الكثير وباتت جميعها لا تساوي الحبر الذي كتبت به نتيجة التعنت والتعصب الصهيوني ، أي تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية مقترحة من قبل نتنياهو وقادة الكيان المغتصب هي مجرد وهم ومضيعة للوقت، ولا مانع عندهم من تفاوض يجري لمجرد التفاوض، وعلى طريقة ما جرى فلسطينيا عبر ثلاثة عقود مضت، ولمجرد كسب وقت إضافي، تترسخ فيه قواعد استيطان الضفة الغربية والتهويد الشامل للقدس، فضلا عن كسب «الجولان» التي أعلن ضمها نهائيا لإسرائيل وللأبد وهو يسعى لضم الضفة الغربية ويفرض عليها السيادة ضمن سياسة التهجير ومفهوم الوطن البديل. لكن مهما طال الزمن او قصر الاحتلال الى زوال.