عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2019

نتنياهو الشرقي - بقلم: سامي بيرتس

 

هآرتس
 
محلل شؤون الاصوليين في قناة الاخبار 13، الدكتور افيشاي بنحاييم، قال إن “المعركة ضد ملاحقة نتنياهو تحولت الى حرب من اجل روح الديمقراطية في اسرائيل وضد محاولة حرمان اسرائيل الثانية من المشاركة في اللعبة الديمقراطية”. ويضيف الى مسألة التحقيق مع نتنياهو طبقة اخرى، تصب بصالحه.
نظريته تستند على ارضية من المشاعر أكثر مما تستند على الحقائق. ومن يتساءل عن العلاقة بين نتنياهو واسرائيل الثانية شرح بنحاييم أن “نتنياهو هو محبوب اسرائيل الثانية. هي القاعدة الانتخابية الكبيرة له. محاولة نفي سياسة الهويات مضحكة فكريا”.
موضوع القاعدة لا يجب نفيه. وايضا ليس المحبة الشخصية لنتنياهو. لليكود برئاسته توجد قوة أكبر في الضواحي. ولكن بنحاييم، بعمى متعمد، تحدث عن تأييد نتنياهو في اوساط المصوتين، وتجاهل الاشخاص الذين لهم صلة في تورطه القضائي: المقربون الذين تحولوا الى شهود ملكيين ضده، آري هارو وشلومو فلبر ونير حيفتس. المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، والمفتش العام للشرطة روني ألشيخ، أبناء الصهيونية الدينية اللذين تم تعيينهما من قبله، واصحاب الملايين من اصحاب وسائل الاعلام والمشاريع التجارية مثل ارنون ملتشن ونوني موزيس وشاؤول الوفيتش.
من كل اتجاه ننظر منه الى لوائح الاتهام هذه، لا يمكن أن نجد فيها أي اشارة بسيطة عن علاقة بمسائل أو اشخاص مرتبطين باسرائيل الثانية. يوجد فيها حب للملذات وتلقي الهدايا من ملتشن، هناك انشغال استحواذي وصراع أداره من اجل تغطية اعلامية محابية له ولأبناء عائلته، هناك تسويد لصورة خصوم سياسيين (بالاساس من اليمين) وهناك مكرمات منحها لالوفيتش وبيزك.
اسرائيل الثانية اضطرت حسب لائحة الاتهام الى دفع ثمن اعلى مقابل الهاتف، لأن نتنياهو أراد تغطية اعلامية محابية في موقع “واللاه”. نتنياهو في الحقيقة أراد تغطية تزيد محبته لدى اسرائيل الثانية، وكان مستعدا لمنح مكرمات مست بجيوب من ينتمون له، وبقدرتهم على الحصول على “اسرائيل اليوم” (لقد اقترح على ادلسون تقليص نشر الصحيفة كجزء من التسوية مع موزيس). بنحاييم يقلص احتياجات اسرائيل الثانية للعالم العاطفي – حب نتنياهو – ولا يعطيها الاعتماد، حيث أن الاسعار والمنافسة العادلة تهمها.
اسرائيل الثانية لبنحاييم تشمل مرة مركز الليكود ومرة فقط الاصوليين. مثلا، هو يدعي أن الالقاب الاكاديمية تحولت الى شرط اساسي للقبول في الوظائف العامة، من اجل أن يمنعوا عن اسرائيل الثانية نصيبها في الكعكة. هنا اسرائيل الثانية تتقلص فجأة فقط الى المجتمع الاصولي الذي لا يتعلم تعليم اكاديمي، من خلال تجاهل مئات آلاف الطلاب الذين تلقوا تعليم اكاديمي منذ بدأت ثورة الكليات في بداية التسعينيات. الكثيرون منهم ولدوا في اسرائيل الثانية، واندمجوا في القطاع التجاري والقطاع العام وانضموا الى اسرائيل الاولى. فهل يمكن أنه منذ اللحظة التي اندمجوا فيها اصبحوا لا يهمون بنحاييم؟ وهل لم يعودوا هم القاعدة؟ وليس هناك اهمية لحراك اجتماعي وتقدم مرتبط بالثقافة؟.
بنحاييم يجد صعوبة في تسوية التناقض بين ادعائه بملاحقة “محبوب قلب اسرائيل الثانية” وبين تحقيقات في مركزها وقف في ميادين اسرائيل الاولى – اهود اولمرت وابراهام هيرشيزون والحاخام يونا متسغار وحاييم رامون ونوحي وداني دنكنر. وكذلك ممثلو اليسار ما قبل الانقلاب في العام 1977 – ابراهام عوفر وآشر يادلين. حتى أن اسحق رابين اضطر الى تقديم استقالته بسبب وجود حساب بالدولارات له.
بنحاييم يقول إن توجه الجهاز القضائي هو المس بالنظام السياسي كله، لكن “بصورة أشد المس بممثلي اسرائيل الثانية” – لكنه لم ينجح في اثبات ذلك. اسرائيل الثانية بحاجة الى نقاش عام معمق وكذلك الامر بالنسبة للنيابة العامة ومستقبل غور الاردن. ولكن محاولة استغلال هذه المسائل لتحقيقات نتنياهو تضر بها. اذا كان في قصة نتنياهو متضررون من اوساط اسرائيل الثانية فإنهم يظهرون بالاساس في قسم عمال مقر رئيس الحكومة الذين خرجوا من هناك متضررين.