عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jun-2020

حملة مقاطعة تهدد فيسبوك وزوكربيرغ - جويس كرم

 

الحرة - حملة مقاطعة اقتصادية انطلقت في الولايات المتحدة ضد موقع التواصل الاجتماعي الأضخم "فيسبوك" ومؤسسه مارك زوكربيرغ وهي تهدد، حتى قبل سحب الإعلانات، أسهم الشركة ومستويات ربحها في العام الحالي.
 
المقاطعة التي أطلقتها ست مجموعات حقوقية ومناهضة للتمييز في الولايات المتحدة هذا الشهر، استقطبت حتى الساعة أكثر من 60 شركة احتجاجا على طريقة تعاطي فيسبوك مع قضايا العنصرية، ومنشورات الكراهية والتضليل على الموقع. 
 
المنظمات التي أطلقت الحملة تشمل تحالفا واسعا يضم "أي. دي. أل" التي تحارب التمييز ومعاداة السامية، و"أن. أي. أي. سي. بي" ضد التمييز العرقي والعنصري وغيرهما. هذه المنظمات تحاول منذ خمسة أعوام، كما قالت في بيانها، التفاوض مع فيسبوك لتحسين إجراءات منع الكراهية وكبح التضليل، من دون جدوى.
 
وهي اختارت البناء على زخم موجة مكافحة العنصرية في أميركا بعد مقتل جورج فلويد، وأخطاء زوكربيرغ في التعاطي مع الموجة، للمضي بحملة تهدف لمقاطعة "فيسبوك" في شهر يوليو وسحب الإعلانات إلى حين تعديل الشركة لسياسات النشر ومكافحة التضليل على فيسبوك وانستغرام.
 
المطلوب اليوم من شركات المقاطعة ليس إغراق فيسبوك بل إصلاح مضمونه وإيجاد آليات لحماية المعلومات وإعطاء الأولوية للمصداقية على الربح
 
حجم الدعم الذي لاقته الحملة تاريخي ويقلق فيسبوك. فبين عملاقة الاتصالات الأميركية "فيريزون" وشركة إعلانات "غودباي سيلفرستين" التي تمثل "بي. أم. دبليو" و"بيبسي" وشركات أخرى، وشركات استهلاكية ضخمة مثل "بن أند جيريز" و"باتاغونيا" و"نورث فايس"، يواجه زوكربيرغ اليوم أزمة في الشارع الأميركي تضعه في وسط الانقسام السياسي وترفع الكلفة الاقتصادية. فأسهم فيسبوك انخفضت اليوم بنسبة 2 في المئة، فيما الربح من الإعلانات متوقع أن ينخفض بنسبة ملحوظة هذا العام عن العام الفائت بحسب شبكة "أن. بي. سي".
 
فما هي خلفيات المقاطعة ولماذا النقمة على فيسبوك؟
 
الأزمة اليوم تصور فيسبوك وزكوربيرغ وكأنه أقرب للرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومعسكر اليمين في الولايات المتحدة، إنما حقيقة بدايتها كانت قبل وصول ترامب الحكم وشتى أخطاء للشركة في مضمون الموقع. فالسماح بالإعلانات السياسية من الخارج، وعدم وجود ـ في البداية ـ أي نوع من الإشراف والمراقبة على منشورات نازية ومليئة بالكراهية، أسقط فيسبوك في شباك فضائح خارجية وشركات تسرق المعلومات الشخصية مثل "كامبريدج أناليتيكا". هذه الفضائح لم تردع "فيسبوك" الذي استمر في التوسع وامتلك "واتساب" في العام 2014 بعد شراء "انستغرام" في العام 2012.
 
انتهز زوكربيرغ صعود ترامب في العام 2016 ليسجل نقاطا مع اليمين الأميركي وليرد على انتقادات اليسار، وهو بذلك انزلق مع "فيسبوك" إلى عمق الانقسام السياسي الأميركي وفي فخ أراده له خصومه. فبحسب "نيويورك تايمز" معظم مستخدمي فيسبوك في الولايات المتحدة هم من الأكبر سنا، والمنشورات الأكثر شيوعا هي للمحافظين واليمين. هذا جعل "فيسبوك" طريدة سهلة مع نشوب التظاهرات ضد العنصرية وتردد زوكربيرغ في حذف أو الإشارة إلى منشورات مضللة وأخرى تحمل شعارات النازية.
 
قد تستمر حملة المقاطعة أبعد من يوليو في حال عدم الوصول إلى توافق حول بنود تحصن مضمون فيسبوك تضع آلية واضحة لمكافحة الكراهية
 
ففيما قرأ جاك دورسي، مدير موقع "تويتر"، نبض الشارع وأعلن 19 يونيو يوم إنهاء العبودية عطلة للشركة، وتصادم مع الرئيس ترامب بوضع إشارة تحضير على بعض تغريداته، لم يتحرك "فيسبوك". لا بل ارتأى زوكربيرغ الظهور على شبكة "فوكس نيوز" لمهاجمة "تويتر" والدفاع عن حرية الرأي وفي شكل سرع تصويره في معسكر اليمين.
 
أخطاء زوكربيرغ أعقبها استقالات داخل فيسبوك واعتصام شكلي لموظفي الشركة، وحملة المقاطعة تزيد من هذه الضغوط خصوصا في حال الفشل في الوصول إلى تسوية حول قضايا العنصرية والتمييز.
 
المطلوب اليوم من شركات المقاطعة ليس إغراق فيسبوك بل إصلاح مضمونه وإيجاد آليات لحماية المعلومات وإعطاء الأولوية للمصداقية على الربح. ففيما منع تويتر جميع الإعلانات السياسية، تردد فيسبوك في ذلك. أما رهان زوكربيرغ على المعسكر المحافظ لتخطي الأزمة فهو الأخطر كونه قصير النظر، ويتضارب داخليا مع موظفي فيسبوك.
 
قد تستمر حملة المقاطعة أبعد من يوليو في حال عدم الوصول إلى توافق حول بنود تحصن مضمون فيسبوك تضع آلية واضحة لمكافحة الكراهية. وهي، في حال فاز ترامب أو لم يفز، تفتح صفحة جديدة في العلاقة والتصادم بين عمالقة التواصل الاجتماعي والرأي العام.