عمان - الدستور - خالد سامح - الفنانة التشكيلية سمر حدادين من الأسماء التي لمعت في المشهد التشكيلي الاردني وأثبتت حضورها المميز على الصعيدين المحلي والعربي خلال العقدين الفائتين، وهي وان كانت تستلهم الطبيعة في معظم لوحاتها، الا انها تقدمها بأسلوب بعيد عن التوثيق او التصوير الفوتوغرافي كما تقول وترسمها كما تراها من دواخلها وتضيف لها ابعادا جمالية مستقاة من الخيال والتجارب الحياتية والفنية.

من الأردن الى اليونان

حدادين التي شاركت مؤخرا بملتقى «عمان عربيا» التشكيلي وأنجزت فيه عددا من اللوحات، سافرت مؤخرا الى اليونان لتقيم معرضها الأول هناك في جزيرة آينا - اليونان حيث يحتضن برج ماركلوس الأثري المعرض، وقد أفتتح قبل أيام بحضور حشد من الفنانين اليونانيين.

وبرج ماركلوس ذو أهمية تاريخية كبيرة وهو تابع لبلديه آينا كان في القرن السابع عشر نقطة لمراقبة البحر في حرب استقلال اليونان من الحكم التركي، وقد تحول البرج الان الى معلم ثقافي للمعارض الفنية وعروض الازياء  والورش.

تقول الفنانة سمر حدادين لـ»الدستور»: معرضي احتوى 18 عملا من الحجم المتوسط والصغير بألوان اكريلك، معظم اللوحات كان موضوعها وجوها وانفعالات بشرية لمهاجرين ولا سيما اليونان من البلاد التي جاءها مهاجرون، بالاضافة إلى مناظر طبيعية كلها نفذتها من رؤيتي انا بأسلوب الحداثة بعيدة عن الأسلوب الواقعي، كما عرضت عملا انشائيا يمثل ثمانية أشكال اسطوانية على طبلية رسمت عليها وكتبت كتابات عربية تمثل رسائل البحر وهي أول تجربة لي بالعمل الانشائي، وهذا سادس معرض شخصي لي.

وعبرت عن مدى سعادتها بنجاح المعرض، وتابعت «كنت سعيدة بتعبير وتعليقات الزائرين، وكانوا من جميع الجنسيات الفرنسية الإنكليزية والروسية والالمانية واللبنانية والاسترالية والسويدية، حيث إن المنطقة سياحية ويزورها سنويا مئات الآلاف من شتى أنحاء العالم، ومعظم الضيوف والزوار اعجبوا بالمعرض؛ لان فيه روح الشرق الأوسط، الذي يعد اسلوبه مختلفا كما قالوا، وأشاروا جميعا لخصوصيتي الفنية، ورأوا أن أعمالي سهلة ممتنعة وعميقة وكنت سعيدة بهذه الشهادة وهذه التجربة» حضر معرض سمر حدادين الجديد كذلك مجموعة من أصدقائها في اليونان، وعدد كبير من الفنانين والمثقفين اليونانيين، بالموسيقى والفنانين التشكيليين ومنهم نكتاريوس وياني مصصمة ازياء لوكيا وغيرهم.

لوحات حداثية

عن علاقتها بالطبيعة تقول حدادين: تمنحني الطبيعة الحرية المطلقة التي اريدها، وتشحن ريشتي بطاقة تعبيرية كبيرة، يحتاج اليها اي فنان بالاضافة الى ان الطبيعة تمثل بالنسبة لي عالم النقاء والطهر والجمال الفطري».

كما أكدت انها بدأت مسيرتها الفنية متأثرة بالمدرسة الواقعية بالفن، ثم نحت نحو الاسلوب التعبيري والتجريبي القائم على اسس حداثية، وتضيف: دراستي للآثار جعلتني اشعر برائحة الامكنة واهميتها، لذا رسمت العديد من الامكنة والمواقع الاثرية والتراثية المنتشرة في الاردن، واشارت الى انها لا تضع عنوانا للوحاتها، وتفسر ذلك بسعيها لتحرير خيال المتلقي وعدم تأطير مواضيع اعمالها او تحديدها. وتؤكد: من الممكن لكل متلق ان يضع العنوان الذي يريد و يراه مناسبا. وعندما سألناها عن المرأة في لوحاتها وهل حاولت التعبير عن همومها وقضاياها، اجابت: في الحقيقة فإنني انطلق من انسانيتي وعشقي للطبيعة والجمال، ولا افكر على الاطلاق بتناول مثل تلك القضية التي اصبحت مستهلكة للغاية وتناقش باستمرار دون حل، فعندما ارسم اللوحة فأنا انسان فقط ولا افكر بجنسي على الاطلاق.

مسيرة حافلة بالعطاء

يذكر ان سمر حدادين خريجة قسم الآثار من الجامعة الاردنية وقد التحقت بمعهد الموسيقى والفنون الجميلة، وتتلمذت على يد الفنان ابراهيم العبدلي كما تأثرت بتجربة الفنانين سلام كنعان وسعيد حدادين، وهي عضو في رابطة الفنانين التشكيليين، واقامت اربع معارض شخصية سابقة، كما شاركت بمعارض جماعية بالاردن واليمن والهند وتونس ولبنان، وحصلت على جائزة بينالي الكويت الدولي للفنون، كما شاركت بملتقيات فنية في البحرين والجزائر والسودان، ولها مشاركة بسمبوزيوم جاليري بنك القاهرة-عمان، وتقتني أعمالها عدد من المتاحف والمؤسسات كالمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة ومراكز ثقافية وفنية خارج الأردن.