عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Aug-2020

على المحكمة العليا أن تقرر هل اليهود دائما لهم الأولوية؟ - بقلم: عميره هاس

 

هآرتس
 
قضاة المحكمة العليا سيناقشون الاثنين القادم طلب دولة اسرائيل لهدم ثمانية تجمعات سكانية فلسطينية في جنوب الضفة الغربية.
من الجدير الذكر: مرة اخرى سيناقشون بأن طلب الدولة غير جديد. فخلال خمسين سنة الجيش الاسرائيلي والادارة المدنية فعلوا كل ما باستطاعتهم من اجل أن تختفي هذه التجمعات، في حين أنها – في نضالها الذي يستحق التقدير والمتواصل ضد الامر بالاندثار – توجهت الى آفاق قضائية والى الالتماسات.
بلغة عبرية عسكرية، المنطقة المخصصة للهدم وطرد سكانها الفلسطينيين تعرف باسم “منطقة نيران 918”. وفي اللغة العبرية والعربية العامية تسمى “مسافر يطا”.
الآن قضاة المحكمة العليا مطلوب منهم أن يقرروا نهائيا من له الاولوية: منطقة للتدريبات العسكرية أو نسيج حياة قديم وعلاقات تفاعلية بين المدينة والقرى التي نبتت حولها. من يأتي أولا، هو أمر له تسلسل زمني وأيضا مبدئي – اخلاقي. اسرائيل تقول إن منطقة النيران تم الاعلان عنها في العام 1980، وأن السكان فيها هم “غزاة غير قانونيين” سكنوا فيها بعد ذلك. الوقائع الجيوتاريخية التي لا تخضع للتواريخ والخرائط والنوايا المعلنة والمخفية للقوة المحتلة، هي وقائع مختلفة.
الجذور القروية لمدينة يطا، حتى من العهد العثماني، ليست محل شك. رعي الاغنام والزراعة كانت الاساس لإقامتها والتراث الثقافي لعائلاتها. توسعها وعملية التحضر التي مرت عليها هي ظواهر طبيعية. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان فيها نحو 2000 نسمة. الآن عددهم تقريبا 70 ألف نسمة. مساحة اراضيها مثلما تم الاعتراف بها وتم تحديدها قبل العام 1967 هي 170 ألف دونم.
زيادة عدد السكان وزيادة عدد القطعان أدت الى خلق تجمعات لأناس ابتعدوا عن المركز بحثا عن الاراضي الفارغة من اجل الرعي والزراعة، والمزيد من مصادر المياه أو الاراضي لحفر آباء جديدة من اجل جمع مياه الامطار. في يطا مثلما في كل البلاد، مكثوا في المنطقة البعيدة لأيام واسابيع وفقا لفصول السنة، مغر طبيعية تم اعدادها للسكن. بالتدريج تحول السكن الموسمي الى سكن دائم. العلاقات العائلية، الاقتصادية والاجتماعية، لقرية المنشأ التي اتسعت، تم الحفاظ عليها. ولكن مع مرور الوقت كل تجمع سكاني طور خصائصه الخاصة به. كم هو جميل هذا التسلسل الجغرافي البشري. وفي عالمية العملية – التي يمكن تشخيصها في جميع ارجاء العالم.
اسرائيل عملت وتعمل بطرق كثيرة من اجل قطع هذا التواصل الفلسطيني الطبيعي. اعلان عن منطقة نيران هي احدها. اساليب اخرى هي منع الاتصال بالبنى التحتية للمياه، اوامر طرد وطرد فعلي، منع بناء مدارس وعيادات ومراحيض – وتدميرها، مصادرة تراكتورات وصهاريج مياه واغلاق الطرق. رفض اعداد خطط هيكلية. أو اعداد خطط هيكلية مقلصة لا تسمح بتطوير حقيقي. كل الطرق جربت ويتم تجريبها على عشرات الفروع الطبيعية في يطا التي وجدت حتى قبل العام 1948، والتي يعيش فيها آلاف الناس. هكذا، بصورة غير طبيعية، عدد الاشخاص في كل تجمع بقي مقلصا.
918 ضمت في البداية 32 ألف دونما من اراضي يطا. مع مرور السنين خصم منها نحو سبعة آلاف دونم. هذه بالضبط هي المنطقة التي نبت فيها وتطور عدد من البؤر الاستيطانية الاسرائيلية وتوسعت فيها مستوطنات.
اسرائيل تقترح الآن مخطط سخي حسب رايها، أن يقوم الرعاة والمزارعون بترك قراهم وأن يأتوا لفلاحة اراضيهم والرعي فيها فقط في نهاية الاسبوع وفي الاعياد الاسرائيلية. ايضا تفحص الدولة السماح لهم بالقدوم مدة شهرين في السنة طبقا للتنسيق المسبق، عندما يقتضي الامر عمل زراعي أو رعي كثيف.
مثلما يمكن الاستنتاج من ردها على التماسات سكان القرى، فان الدولة تتوقع من القضاة استر حيوت وعوزي فوغلمان وحنان ملتسر أن يحسموا ويتخذوا قرار بأن اليهود دائما يأتون في المقام الاول، وأنه دائما من الشرعي والمناسب محو التواصل الانساني، الجيوغرافي والطبيعي بين التجمعات الفلسطينية.