عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2019

خمس سنوات على إحراق أبو خضير.. القتل الذي غيّر القدس - ياعيل فريدسون ويشاي فورات
 
الدستور - قبل خمس سنوات بالضبط هزّ قتل الفتى محمد أبو خضير (16 سنة) الدولة بأسرها، وأشعل اضطرابات عنف أطلقت انتفاضة السكاكين في القدس.
بعد خمس سنوات من القتل بدا حسين وسهى، والدا أبو خضر، منهكين. منزلهما المجاور للمسجد في حي شعفاط مليء بصور محمد، الذي اختطف وقتل في عمر 16 عاماً. 
وعلى مدى ثلاث سنوات جاءا إلى المداولات في محاكمة قتلة ابنهما، أما الآن فبعد أن انتهت المحاكمة وأُرسل القاتل إلى السجن المؤبد وعشرين سنة أخرى، استنزفت قوتهما. 
«وضعنا صعب، صعب جداً»، يتنهد حسين، «حين أُحرق محمد كنا أقوياء، في السنة الأولى. أما الآن فلم تعد لدينا قوة. حين نرى صورته نبكي. كم يمكنني أن أتحدث؟ لا يمكن أن أتحدث عما في قلبي. أمه لا تنام في الليالي. في الخامسة صباحا تذهب لتنام ساعة – ساعتين وتستيقظ. خمس سنوات وهي لم تنم».
وقع الاختطاف والقتل في الليلة التي نقل فيها إلى مثواهم الأخير الفتيان الثلاثة: إيال يفرح، نفتالي فرانكل، وغيل – عاد شاعر. سعى يوسف حاييم بن دافيد وقاصران من أقربائه للثأر من عربي، وفي الفجر أمسكوا بأبو خضير في قلب حي شعفاط وأدخلوه إلى سيارة. 
ومن هناك اقتادوه إلى غابة القدس، سكبوا عليه البنزين، وأحرقوه حتى الموت. 
«حين أحرق محمد قلنا لعل محمد يكون آخر من يحرق، ولكن الوضع يصبح أسوأ بكثير»، يقول الأب حسين. 
«لا سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. نتنياهو يمكنه أن يتحدث مع أبو مازن. ولكن لا يوجد سلام. شعب إسرائيل يسير نحو اليمين المتطرف أكثر مما ينبغي. أكثر مما ينبغي».
في السبت القريب، في حدث كبير في حي شعفاط، سيتم إحياء الذكرى السنوية الخامسة للقتل، والذي يشعر الناس بآثاره حتى اليوم، سواء من الزاوية الأمنية أم من الزاوية الاجتماعية. وأدى القتل الوحشي إلى انتفاضة هائلة في أوساط سكان شرق القدس و»عرب إسرائيل».
كان هناك من رأوا الفترة التي ما بعد القتل كانتفاضة ثالثة. «أذكر يوم القتل بشكل واضح. عندما كنت في الطريق إلى الساحة فهمت منذئذ بأن القتل سيكون نقطة انعطافة»، يتذكر مصدر كبير في الشرطة. «ما كان يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذا القتل، ولكن عرفت وكذا ضباط في اللواء عرفوا أن الحدث سيقودنا إلى فترة متوترة، فاندلاع موجة «الإرهاب» كان شبه محتم، حين يدور الحديث عن مثل هذا القتل الوحشي الذي يأخذون فيه فتى عربيا ويحرقونه حيا».
إن الشرخ بين سكان شرق وغرب المدينة، والذي تعمق في الأيام ما بعد القتل، يبدو ملموسا حتى في هذه الأيام، حين قتل قبل أقل من أسبوع محمد سمير عبيد (19 سنة) على أيدي شرطي بعد أن أطلق - كما تدعي الشرطة - ألعابا نارية نحو القوة.
«المواجهات في العيسوية تخلف الآن مؤشرات كراهية ولدت من الاحتلال، ولكنها تعمقت أكثر فأكثر بعد قتل أبو خضير»، يقول عبد أبو نجمة، من سكان بيت حنينا ورئيس أهالي المدرسة في الحي. 
«الواقع في القدس منذ القتل هو أن الفتيان يخافون أن يلتقوا اليهود في البقالة. 
هناك أحداث تنسى، ولكن قتل أبو خضير لا يمكن أن ينسى. يوجد خوف ولد من القتل قبل خمس سنوات وكل حدث كهذا، مثلما في العيسوية، يؤثر على العلاقات بين العرب واليهود في القدس، ولم يعد ممكنا احتمال مثل هذا الواقع».
 
«يديعوت احرونوت»