عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Aug-2025

الصحافة الغربية والعبرية ومستقبل إسرائيل*خلدون ذيب النعيمي

 الدستور

المطلع على كثير من الكتابات المطروحة في الصحافتين الغربية والعبرية يرى جلياً ان الحديث عن مستقبل اسرائيل حاضراً بشكل كبير فيها والاتفاق بينهما هو مألات العدوان على غزة وما جره على اسرائيل من انحدار سياسي وعسكري واخلاقي ومجتمعي كما يرون، وهذه النتيجة بلا شك تضاف للتأزم والتوتر الذي تعيشه المنطقة والذي حذر منه الأردن منذ تصاعد العدوان قبل عامين واكد تحذيره منه مؤخراً في ظل توجه حكومة التطرف في تل ابيب لاحتلال غزة والذي سيساهم في تكثيف التأزيم الحاصل، فمستقبل إسرائيل كما يراه كثير من كاتبي الصحافتين اصبح مرهوناً بسلوك حكومة نتنياهو الذي تضع نصب عينيها بقاء ائتلافه الحكومي بعيد عن أي هدف آخر.
 
فقد نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية مقالا للباحث وأستاذ العلوم السياسية روبرت بيب، بعنوان «الدمار غير المسبوق في غزة.. لماذا لم تُحقق معاقبة المدنيين نجاحًا استراتيجيًا؟»، حيث يشير افيرز الى وجود اتجاه كبير لدى السياسيين الاميركيين لتقليص الدعم في اسرائيل في ضوء حرب الابادة التي تقوم بها والدمار الواسع في غزة كما يشير الكاتب،وينوه الكاتب أيضاً ان حرب اسرائيل على مدنيي غزة لم تحقق أهدافها بل زادت من خصومها وعزلتها كما يقول الكاتب الذي يضيف ان الاتجاهات المعادية لإسرائيل المتمثلة بالمقاومة الفلسطينية تقدمت على حساب المؤمنين بالسلام معها والسبب كما يرى الكاتب سلوك متطرفي حكومة اسرائيل الذين لم يقدروا ضرر سياساتهم وافعالهم على مستقبل دولتهم.
 
وما كتبه افيرز يتفق الى حد كبير مع مقال اللواء احتياط إسحاق بريك في صحيفة هآرتس العبرية بعنوان «نتنياهو وحكومته يندفعون نحو الهاوية»، حيث يشير بريك ان حكومة نتنياهو المتطرفة تسحب الدولة معهم الى الهاوية في ظل اصرار رئيسها على القتال وبالتالي فهو مستعد بالتضحية بجنود الجيش والرهائن في غزة فضلاً عن الدولة برمتها من أجل بقاء الائتلاف الحكومي الحاكم، وتضاف تلك السياسة الحكومية  الى مأزق الانقسام المجتمعي الحاد والجدل الدائر حول تجنيد الحريديم فضلاً عن مظاهرات ذوي الرهائن وداعميهم التي تعصف بإسرائيل وهذا كله يعتبره  الكثير من منظري السياسة والاعلام فيها يعتبر الخطر الاكبر في تاريخها.
 
«الهروب الى الأمام مهما كانت النتائج» هو ما يتفق عليه الكاتبان في مقالهما بما يخص سياسة حكومة التطرف الاسرائيلية في عدوانها على غزة، وما يبدو ايضاً ان هذا الهروب سيتعزز في ظل التوتر الحالي الذي تعيشه الحكومة نفسها في ظل التصريحات المتضاربة بين رئيسها واركانها خاصة سموتريش وبن غافير حول فقدان الثقة  البينية، وهذا كله سيعزز بلا شك الجدل الحاصل والغموض الدائر حول مستقبل دولة إسرائيل.