عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2020

جامعة البلقاء التطبيقية في مواجهة كورونا - أ.د . عماد الضمور
 
الدستور-  إنّ الحديث عن التعليم الجامعي في ظل ( فايروس كورونا) يُحتّم علينا الحديث عن تجربة جامعة البلقاء التطبيقية في التعليم الإلكتروني بوصفها نموذجاً رائداً ومتقدماً في ذلك؛ فقد كانت سبّاقة في إعداد منصة التعليم الإلكتروني لتكون متاحة أمام الطالب والمدرس على حدّ سواء، تواكب ما حققته في الفترة الأخيرة من تقدم واضح في التصنيفات العالمية، وترسّخ من مكانتها الوطنية بوصفها حاضنة لكلياتها المنتشرة في ثرى الوطن من شماله إلى جنوبه، وقد حملت على عاتقها رسالة التعليم التقنيّ ، ومسؤولية تنفيذ الرؤى الملكية السامية للنهوض بالتعليم، وجعل الأوراق النقاشية لجلالة الملك المفدى منهجاً لذلك.
 
  لم يكن بالحسبان أن تُداهم ( كورونا) العالم ؛ لتعطل مسيرته الطبيعية، ممّا وضع جميع المشتغلين في مهنة التعليم وجهاً لوجه أمام منظومة التعليم الإلكتروني أو ما يُسمى «التعليم عن بُعد»،  فكان لا بدّ من مواجهة هذا العدو الخفي بكافة السُبل المتاحة.
 
  وإذا كانت ( كورونا)  قد جاءت لتختبر التعليم الإلكتروني في العالم العربي، وقدرته على الصمود في وجهها، فإنّه في جامعة البلقاء التطبيقية اختبار ناجح بكلّ المقاييس، وأنموذج لحالة استشراف ثاقبة ورؤى سليمة تنتهجها إدارة الجامعة منذ وقت مبكر بتفعيلها لمنصة التعليم الإلكتروني ، وجعله جزءاً مهماً في كافة مراحل العملية التعليمية تدريساً وتقييماً للطلبة، وإعداداً لملف المساق، فضلاً عن عقدها للدورات المتخصصة التي تضمن توفير المادة التعليمية إلكترونيّاً جنباً إلى جنب مع ما يُتيحه التعليم داخل القاعة التدريسية من تفاعل بين كافة أطراف العملية التعليمية. 
 
   إنّ تسليط الضوء على منظومة التعليم الإلكتروني في زمن ( كورونا) بات ضروريّاً لضمان استمرار التعليم في ظل غياب القدرة على الاجتماع  في قاعة الدرس. وأتكلم هنا عن تجربتي الشخصيّة بوصفي أكاديميّاً أقوم بعملية التدريس الجامعي، وقد وجدت نفسي ـ كما هو حال الجميع ـ  بفعل اجتياح ( كورونا) للعالم غير قادرٍ على الاستمرار في إعطاء المحاضرات، والتواصل مع طلبتي من خلال قاعة الدرس، والتفاعل معهم بقدر كافٍ لمواصلة المسيرة التعليمية.
 
أدركت هنا تماماً أن ما وفّرته لي جامعتي ( جامعة البلقاء التطبيقية) من منظومة إلكترونية ومنذ وقت مبكر سبق أزمة ( كورونا) بسنوات قد حقق لي انتظاماً في التدريس وجعلني أكثر استعداداً على مواصلة مسيرة البناء والإنجاز في وطن لا يعرف إلا الشموخ وتجاوز كلّ التحديات.
 
  لقد أتاحت لي منظومة التعليم الإلكتروني في جامعتي البقاء حيّاً في زمن ( كورونا) أقف جنباً إلى جنب مع الجندي والطبيب والعامل، أتنفس هواء الوطن النقي ، وأتلمس خُطى قيادته الهاشميّة الشجاعة والحريصة على استمرار عجلة التقدم والنماء بعيداً عن كلّ الأخطار .
 
لم أجد نفسي مع بدء رحلة التعليم الإلكتروني غريباً، أو دخيلاً عليه، بل صديقاً له، وقد اتّضحت الأهداف، وتحققت الرؤى في ظل مسيرة علمية، ورئاسة  واعيّة تُعلي البنيان، وتصل الليل بالنهار؛ لتحقيق التوجيهات الملكيّة السامية، وتوصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشريّة.
 
لم يكن خفيّاً على الجميع أن مجابهة أيّ خطر محدّق  لا يمكن أن يكون عبر امتلاك وسائل تقليديّة، بل لا بدّ  من امتلاك منظومة علمية متسلحة بوسائل تقنيّة كفيلة بالتغلب على كافة الصعوبات، بعدما وضعتنا (كورونا) أمام خيار وحيد لا بديل عنه» التعلم عن بُعد» الذي وجدنا أنفسنا في جامعة البلقاء التطبيقية أكثر تهيّأ له عبر طرائق علمية، وكوادر مؤهلة، وبرامج تقنيّة زادت من نسبة الوعي الحاسوبيّ ، ودرجة الاستجابة للتطبيقات الإلكترونية.
 
قد يكون التحوّل من مرحلة إلى أخرى ليس سهلاً ، لكنه يصبح ممكناً عندما يكون التسلّح بأدوات المواجهة مبكراً بعيداً عن التخبّط أو الضياع، إذ إنّ التخطيط السليم للأفراد والمؤسسات يذلل كثيراً من الصعوبات التي يمكن أن تظهر في هذا المجال.
 
أمارس  ـ إضافة إلى مهنة التدريس ـ  هواية الكتابة الإبداعية ، واشتغل بالنقد  الأدبي منذ فترة طويلة، ممّا يتطلب مني زيارة المكتبة  بشكل مستمر، ودور النشر أحياناً للحصول على كثير من الكتب، لكنني وجدت نفسي ـ  وأنا أعيش حالة حصار قسري ـ أمام مكتبة الكترونية وفرتها لي جامعة البلقاء التطبيقية عبر بوابتها الإلكترونية، تتيح لي الدخول من خلالها على  مكتبات العالم ، أتجوّل بحرية عبر روابطها الإلكترونية دون قيود ، وأنهل من معين محتوياتها الخصب، و فضاء الكتروني واسع.
 
   يحق لنا جميعاً الفخر بما تحققه جامعة البلقاء التطبيقية من إنجازات بوصفها مؤسسة وطنيّة تقف دائماً في خندق الوطن، وتستظل بعباءته الدافئة؛ لتنهض بالإنسان والمكان بعيداً عن كلّ التحديات في ظل قيادة هاشميّة مُلهمة، تضع صحة المواطن والحفاظ على سلامته أولوية مطلقة. فكلّ الفخر والاعتزاز بوطننا الغالي القويّ بقيادته الحكيمة، والمنيع بجيشه المقدام، وأجهزته الأمنية  اليقظة دائماً،  وبوعي مواطنه المنتمي لثراه الطهور.
 
- أكاديمي أردني